مكانة الأم.. إنّ الحقَّ زَرعُه لن يموت
أول من التقى بالشهيد المظلوم آية الله السيد حسن الشيرازي في (سجن البعقوبة) بالعراق في أواخر الستينات هو العلوية الكريمة والدته المؤمنة التي كانت من أشد الناس حزناً وبكاءً عليه ومن أكثرهم دعاءً وتضرّعاً إلى الله تعالى لخلاص ابنها ونجاته من يد السّفّاكين البعثيين. وكان قد ترك اعتقال ابنها العزيز تأثيراً أليماً على قلبها العطوف. فلازمها ذلك حتى وفاتها (رضوان الله عليها).
يقال.. هرعت إلى لقاء ابنها لمجرّد أن سمعت خبر السماح للقاء، وذلك بالرغم من كبر سنّها وصعوبة السفر بالنسبة لها من كربلاء إلى بغداد.
فعندما دخلت (سجن البعقوبة) تقدم ابنها السيد حسن ليقبّل يدها، ولكن بسبب تغير ملامحه من أثر التعذيب القاسي الذي لاقاه الشهيد على يد البعثيين في السجن لم تعرف الأم ولدها. فكان ولدها السيد حسن جالساً أمامها، وهي تلتفت يميناً وشمالاً وتسأل: أين ابني حسن؟ فقال لها ابنها: أنا ابنكِ، أنا حسن يا أمّاه.
ولكن الأم لم تصدق ذلك.
حاول السيد بكل جهده أن يظهر نبرات صوته الأصلي لوالدته المكرّمة وليقنعها تلميحاً بأن الذي غيّر التعذيب ملامحه هو ابنها السيد حسن، فبعد محاولات صعبة صدّقت الأم فاحتضنته وانفجرت بالبكاء حتى أبكت كل الجالسين، وأما الشهيد فكان يتجلّد أمام والدته ويحاول فهدأتها ومسح دموعها التي راحت تسقي شجرة الحق وتعلن للتاريخ (إن الحق زرعه لن يموت).
المصدر: آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي ... فكرة وجهاد.
اترك تعليق