مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

في التعددية الزوجية

في التعددية الزوجية

للإسلام في تشريع تعدد الزوجات حكمة بالغة، رغم نفور بعض النساء من هذا التشريع ومحاولتهن التأويل والتبرير والتحريف! ورغم ذلك أيضاً فإن الكثير من العلماء والمؤمنين قد امتثلوا لهذا الجواز الشرعي، فمنهم من أفلح في الوصول إلى شيء من تلك الحكمة، ومنهم من انشغل في معركة الغيرة بين النسوان، سعياً في الإصلاح والتقريب والتسكين، ومنهم من دخلوا طرفاً في المعركة فخسروا كل شيء!
فالذين انتصروا على غيرة النساء التي ورد في الحديث الشريف بأنها كفر قد اثبتوا حسن إدارتهم وطيب معاشرتهم، وأجادوا إحياء هذه السنة النبوية المنسيّة، واكتسبوا بذلك ثواب الدنيا والآخرة. والسؤال هنا كيف يوزِّع الزوج حبّه للزوجات، على فرض مقدرته في العدالة من حيث الاهتمام بهن وتوزيع الوقت بينهن والإنفاق لسدّ حوائجهن المادية؟
أقول: إن الشرع الإسلامي لم يوجب العدالة في الحب القلبي، لأن القلب لا يخضع لإرادة الإنسان في الحبّ والبغض، إنما المطلوب شرعاً أن لا يعكس ذلك على تصرفه معهن، فيهتم بالتي يميل إليها ويهمل الأخرى، لأنه حينئذ تختل العدالة بينهن فينتفي شرط جواز التعدد. وفي هذا الأمر نقرأ قصة العالم الفاضل المرحوم الشيخ آل راضي، نقلها لي الأستاذ آية الله السيد أحمد المددي (دام ظله): يقال: إنه كان متزوّجاً بأربع نساء مؤمنات متلائمات، قد أحسن الاهتمام بهن من كل النواحي، وكنّ يحترمنه أيّما احترام، وكان بذلك قد صنع بيتاً زوجياً تسوده المحبة والخير، حتى نال إعجاب واستغراب كل من يسمع عنه ذلك.
وذات مرة قال الشيخ لبعض أصدقاءه: إنني أكنّ في قلبي حباً أكثر لواحدة منهن، ولكن ما استطاعت إحداهنّ حتى الآن أن تكتشف من هي تلك الواحدة. ذلك لأني أتعامل معهن بالتساوي أتظاهر بالمودة مع كل واحدة على السواء، بشكل لا تشعر أحداهن حبي لغيرها أكثر أو أقل من حبي لها!
وإني أتحدى كل من يدّعي إنه قادر على اكتشاف ذلك من خلال تصرفي وسلوكي معهن؟!
وأخيراً أقول: إن التعددية الزوجية بهذه الطريقة الإنسانية العدالة هي المطلوبة شرعاً، والمطلوب التشجيع لها دفعاً للمفاسد المحتملة، وكسباً للحكمة من وراء تشريعها، أما التي يقوم بها بعض هواة التعددية بدافع شهواتهم الحيوانية، فهي ليست إسلامية، والدليل يجدونه في نداءات ضمائرهم وتأنيبها لهم باستمرار!


المصدر: 14MASOM.ORG

التعليقات (0)

اترك تعليق