تقسيم العمل وبيان الأدوار بين السيدة الزهراء(ع) وزوجها الإمام علي(ع)
تقسيم العمل وبيان الأدوار بين السيدة الزهراء(ع) وزوجها الإمام علي(ع):
وهُما من الأساليب الناجحة في إدارة أُمور الأُسرة، فالرجل عليه العمل والكسب خارج البيت لتوفير سُبل العيش الكريم للعائلة، والمرأة تضطلع بمهمّة إدارة المنزل ورعاية الأطفال.
وتروي لنا مصادرنا التراثيّة حالة التعاون وتقسيم العمل الرائعة بين فاطمة الزهراء والإمام عليّ (عليهما السلام)، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "كان أمير المؤمنين يحطب ويستقي ويَكنس، وكانت فاطمة تَطحَن وتَعجِن وتَخبز"(1).
لقد قامت فاطمة عليها السلام بأداء واجباتها المنزليّة خير قيام، وخير شاهد على ذلك ما أفاده زوجها أمير المؤمنين (عليه السلام) بحقّها عندما قال لرجل من بني سعد:
"ألا أحدّثك عنّي وعن فاطمة، إنّها كانت عندي، وكانت من أحبّ أهلهِ إليه -أي للرسول (صلّى الله عليه واله وسلّم)- وإنّها استَقَت بالقِربة حتّى أثّرت في صدرِها، وطَحنت بالرحى حتّى مَجِلت يداها، وكَسَحت البيت حتّى اغبَرّت ثيابها، وأوقَدَت النار تحت القِدر حتّى دكِنت ثيابها، فأصابها من ذلك ضِمارٌ شديد"(2).
ثمّ إنَّ الإسلام لا يُحرّم العمل على المرأة، كما يزعم بعض الناس، بل يُفضّل أنْ تعمل المرأة في بيتها صيانةً لها، والإسلام يُشجّع المرأة أنْ تُزاول الأعمال المنزليّة؛ لكي تُساهم في دعم اقتصاد العائلة وتخفّف العبء عن كاهل الزوج عند الضرورة، يقول الإمام الصادق (عليه السلام): "مُروا نِساءكم بالغَزْل، فإنّه خيرٌ لهنَّ وأزين"، ويقول أيضاً: "المِغْزَل في يد المرأة الصالحة، كالرمح في يَد الغازي المُريد وجه الله"(3).
____________
1) تنبيه الخواطر ٢: ٧٩.
2) علل الشرائع، للصدوق: ٣٦٦ باب ٨٨ علّة تسبيح فاطمة (عليها السلام).
3) مكارم الأخلاق: ٢٣٨.
المصدر: كتاب الأسرة في المجتمع الإسلامي، مركز الرسالة.
اترك تعليق