مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الأنس بالولد

الأنس بالولد

لا شكّ ولا ريب في أن الإنسان يأنس ببعض الأشياء المطبوعة، حيث تتماشى مع طبيعته، كذلك لا شك في أن المطبوعات تختلف وتتمايز عنده، فبعضها تطابق ذوقه مأة بالمأة، وبعضها الآخر أقل من الأول، وهكذا، هذا كله من الغرائز الأولية والفطرية للبشر.
ثم إن الناس يختلفون حسب اختلاف أذواقهم، فترى الشيء المحبوب عند هذا لم يكن محبوبا عند الآخرين، والمرغوب عند الآخر لم يرغب فيه بعضهم، والمثل السائر يقول: لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع.
ومن الجدير بالذكر: أنّه مع اختلاف أذواقهم، وروحيّاتهم، وأوضاعهم، وبيآتهم، كلّهم وقد اتحدوا في أمر واحد ـ وحتى شاركهم به الحيوانات ـوهو الأنس بالولدـ فالكبير والصغير، والغني والفقير، والأبيض والأسود، والشريف والوضيع، كل يأنس بطفله، ويراه أبدع المخلوقات.
يقال أنّه: قيل للغراب: جئنا بأجمل الفراخ، فجاء بفرخه، في حين أن فرخ الغراب من أقبح الفراخ، فقسّ على هذا: فعلل وتفعلل.
١ـ أبو علي الأشعري، عن محمد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام، قال: أتى رجل رسول الله صلى‌الله‌ عليه ‌وآله‌ وسلم، فقال يا رسول الله أنّي راغب في الجهاد، نشيط، قال: فقال له النبي صلى‌الله‌ عليه وآله ‌وسلم: فجاهد في سبيل الله فإنك إن تقتل تكن حيّا عند الله ترزق وإن تمت فقد وقع أجرك على الله، وإن رجعت، رجعت من الذنوب كما ولدت، قال: يا رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌وآله الكرام البررة) إن لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي، ويكرهان خروجي، فقال رسول الله صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله الطاهرين: فقر مع والديك، فو الذي نفسي بيده لأنسهما بك يوما وليلة خير من جهاد سنة.... الكافي ج ٢، ص ١٢٨، باب البر، الحديث ١٠.



المصدر: الأثر الخالد في الولد والوالد؛  السيد علي بن الحسين العلوي.

التعليقات (0)

اترك تعليق