مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حكاية كريمة الشيخ الأراكي

حكاية كريمة الشيخ الأراكي

نقل مؤلف كتاب گنجينه علما (خزانة العلماء) في الجزء الثاني- ص٦٤ عن سماحة آية اللّه العظمى المرجع الراحل الشيخ محمد علي الأراكي انه نقل له قائل:

أرادت ابنتي وهى زوجة حجة الإسلام السيد الأراكي أن تتشرف بحج بيت اللّه الحرام، وكانت تخاف أن لا تتمكن من أداء مناسك الحج لشدة الزحام، قلت له: إذا داومت على ذكر (يا حفيظ يا عليم). فإن اللّه سيعينك على ذلك.
تشرفت ابنتي بزيارة بيت اللّه الحرام وبعد عودتها نقلت لي هذه الحكاية وقالت:
داومت على ذلك الذكر الشريف وللّه الحمد فقد أديت المناسك براحة، إلى أن أردت ذات يوم الطواف وكان جمع من الحجاج الأفارقة يطوفون وكان الزحام شديداً جد، فقلت في نفسي: كيف يمكنني في هذا الزحام الطواف؟
وتحسرت على وجود رجل محرم معي حتى يحافظ عليّ من ملامسة الرجال حال الطواف.
وفجأة سمعت صوت شخص يقول لي:
لوذي بإمام الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) حتى تطوفي على راحتك.
قلت: وأين هو إمام الزمان (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)؟
قال: هو ذا هذا الرجل الذي يسير أمامك.
نظرت إلى تلك الجهة فرأيت رجلا جليلا يمشي أمامي وحوله دائرة مفرغة قطرها حوالي المتر، ولا يدخل أحد من الحجيج في تلك الدائرة وإذا بالهاتف يقول لي: ادخلي في هذا الحريم وطوفي خلف حضرة ولي العصر (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف)، وكنت قريبة جدا منه بحيث أن يدي كانت تصل إليه، وقد مسحت يدي على عباءته ومسحت بها وجهي وكنت أقول له: سيدي فديتك بنفسي مولاي فديتك بروحي….
وكنت مسرورة جدا إلى درجة أني نسيت أن أسلّم عليه.
والحاصل، إني طفت سبعة أشواط خلف الإمام (عليه السلام) حول الكعبة بدون أن يلمس بدني بدن رجل غريب على الرغم من كل ذلك الزحام، وكنت أتعجب من انه كيف لا يدخل احد من هؤلاء الناس في حريم هذه الدائرة؟
ويضيف الشيخ الاراكي قائل: ولان حاجة ابنتي كانت منحصرة في هذا الأمر، لذا فإنها لم تطلب شيئا آخر في تلك السّاعة.

♦إشارة: 
لاشك أن الإمام (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) رحمة للعالمين وخصوصا لأولئك الذين يحاولون تطبيق الشريعة والابتعاد عن المعاصي والتنزه عن المحرمات حتى غير الاختيارية منه، وكما ورد في الحديث الشريف: عبدي تقدم إليّ خطوة أتقدم إليك خطوتين (فان اللّه تعالى يهيء لمثل هذا الإنسان الدليل على الطاعات واجتناب المحرمات.
ولا فرق في ذلك بين الرجل والمرأة، بل إن بعض النساء ولا سباب معينة قد يصلن إلى الكمال أسرع من الرجال مع ما يتمتعن به من روح لطيفة عاطفية، وهناك الكثير من النساء وصلن إلى حالات كمال عالية وبعضهن إلى حالة الارتباط الروحي بالإمام الحجة (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ولا مجال هنا لذكرهنّ.
إذن، طريق التشرف بلقاء المهدي (عجل اللّه تعالى فرجه الشريف) ليس حكرا على الرجال، وعلى نسائنا السعي والجد لنيل هذا الشرف العظيم، وذلك بالطاعات والعبادات وأداء الوظائف الشرعية.

الكتاب: الأربعون في المهدي عليه السلام وقصة الجزيرة الخضراء
المؤلف: السيد جلال الموسوي ص193، 194، 195.

التعليقات (0)

اترك تعليق