مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.. زوجة الإمام الباقر(ع)

السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.. زوجة الإمام الباقر(ع)

السيدة فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر

قرابتها بالمعصوم(1):
زوجة الإمام الباقر، وأُم الإمام الصادق، وجدّة الإمام الكاظم (عليهم السلام).

اسمها وكنيتها ونسبها:
أُمّ فروة، فاطمة بنت القاسم بن محمّد بن أبي بكر بن أبي قحافة.

أُمّها:
أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة.

من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيها:
۱ـ قال الإمام الصادق (عليه السلام): «وكانت أُمّي ممّن آمنت واتّقت وأحسنت والله يحبّ المحسنين، قال: وقالت أُمّي: قال أبي: يا أُمّ فروة، إنّي لأدعو الله لمذنبي شيعتنا في اليوم والليلة ألف مرّة، لأنّا نحن فيما ينوبنا من الرزايا نصبر على ما نعلم من الثواب، وهم يصبرون على ما لا يعلمون»(۲).
۲ـ قال الإمام الكاظم(عليه السلام): «كان أبي (عليه السلام) يبعث أُمّي وأُمّ فروة تقضيان حقوق أهل المدينة»(۳).

من أقوال العلماء فيها:
۱ـ قال عبد الأعلى: «رأيت أُمّ فروة تطوف بالكعبة عليها كساء متنكّرة، فاستلمت الحجر بيدها اليسرى، فقال لها رجل ممّن يطوف: يا أمة الله، أخطأت السنّة، فقالت: إنّا لأغنياء عن علمك»(۴).
۲ـ قال الشيخ حسين بن عبد الوهّاب (قدس سره): «وكانت أُمّ فروة من الصالحات القانتات، ومن اتقى نساء زمانها»(۵).
۳ـ قال الشيخ عباس القمّي (قدس سره): «النجيبة الجليلة المكرّمة، فاطمة المعروفة بأُمّ فروة»(۶).

مرضها:
«في سنة تسعين من الهجرة انتشر مرض الجدري في يثرب، فأصاب مجموعة كبيرة من الأطفال، وكان الإمام الصادق(عليه السلام) في السنة السابعة أو العاشرة من عمره، فخافت عليه أُمّه من العدوى، ففرّت به إلى الطنفسة من ريف المدينة.
ولمّا استقرّت السيّدة أُمّ فروة مع ابنها الصادق فقد أُصيبت هي بهذا المرض دون أن تشعر به في بادئ الأمر، فلمّا ظهرت عليها الأعراض، تنبّهت إلى خطورة الموقف، ولم تهتمّ السيّدة أُمّ فروة بعلاج نفسها، وإنّما كان همّها الوحيد إنقاذ ولدها جعفر، فأبعدته عنها إلى مكان آخر، وأخذت تعاني آلام أعراض المرض، وسريانه في جسمها.
ولمّا انتهى الخبر إلى الإمام الباقر(عليه السلام)، أوقف بحوثه ودروسه العلمية واتّجه لعيادة زوجته، وقبل أن يغادر المدينة زار قبر جدّه رسول الله(صلى الله عليه وآله)، ودعا الله تعالى أن ينقذ زوجته أُمّ فروة من هذا المرض.
ولمّا انتهى إليها عَظُم عليها مجيئه، وخافت عليه من العدوى، وشكرته على تصدّعه لزيارتها، والتفت إليها الإمام وبشّرها بالسلامة، قائلاً: لقد دعوت الله عزّ وجل عند قبر جدّي رسول الله(صلى الله عليه وآله) أن ينجيكِ من هذا المرض، وإنّي واثق أنّ جدّي لا يردّني، وسيقضي لي حاجتي، فثقي بأنّكِ ستشفين من هذا المرض، وأنا أيضاً مصون منه إن شاء الله.
واستجاب الله دعاء وليّه الإمام، فقد عوفيت السيّدة أُمّ فروة من مرضها، ولم يترك أيّ أثر على جسمها، ومن الجدير بالذكر، إنّ هذا المرض لا يصيب الكبار إلّا نادراً، فإن أصابهم كان خطراً على حياتهم فلا ينجو منه إلّا القليل»(۷).

وفاتها:
لم تُحدّد لنا المصادر تاريخ وفاتها ومكانها، إلّا أنّها كانت من أعلام قرني الأوّل والثاني الهجري.




————————
۱- اُنظر: أعيان الشيعة ۸ /۳۹۰.
۲- الكافي ۱ /۴۷۲، ح۱
۳- المصدر السابق ۳ /۲۱۷، ح۵
۴- المصدر السابق ۴ /۴۲۸، ح۶
۵- عيون المعجزات: ۷۶
۶- الأنوار البهية: ۱۴۹
۷- موسوعة المصطفى والعترة ۹ /۱۷ نقلاً عن زهر الآداب: ۵۸





المصدر: الشيعة دوت أورغ.
بقلم: محمد أمين نجف

التعليقات (0)

اترك تعليق