القاورما: مؤونة دافئة لشتاء قارس
القاورما لحم مقلي، مملّح، غني بالتوابل، يحفظ لفترات طويلة في دهن الغنم المذوب، أطلق عليه العرب البدو اسم «القديد» أي اللحم المجفف، وسمّاه العثمانيون الأتراك «القاورما».
تحضّر القاورما في أواخر فصل الصيف، وتصنع من لحم الماعز أو الغنم. يمثّل الدهن المستخرج من ذيل الأغنام المحلية التي تنتمي إلى صنف العواسي أهم عناصر القاورما، مما يدفع الكثيرين إلى تفضيل استعمال لحم الغنم لأنه يحتوي كمية أكبر من الدهون.
يجري اختيار الخراف التي سوف تصبح قاورما في فصل الربيع، وتُعلف حتى الصيف. يقوم الرعاة بالحدّ من حركتها لكي تسمن ويتراكم دهنها. تذبح الخراف وتنظف ويفصل الدهن عن اللحم. ثم يمزج اللحم في الملح الخشن بنسبة 5% ويترك أحياناً 12 ساعة قبل الطهو حتى يصبح رمادي اللون.
يذوّب الدهن في وعاء خاص بينما تُقلى اللحمة في وعاء مختلف وتضاف إليها التوابل، ثم توضع في أوان فخارية أو زجاجية ويسكب عليها الدهن الذائب إلى أن يغطيها تماماً مانعاً عنها الهواء والرطوبة. تختصّ قرى بلاد بعلبك والهرمل بتصنيع القاورما، كما أنها تُنتج في المناطق الجبلية وخاصة في قرى الشوف.
تُستخدم القاورما بكميات قليلة لصنع الحساء، أو ممزوجة في البرغل في تحضير أطباق الخضروات المحشوة، كما أنها تُضاف إلى الكشك.
القاورما غنية جداً بالسعرات الحرارية وبالشحوم المشبّعة، لذا ينصح بتناولها بكميات محدودة، كما كانت تجري العادة، فالعائلات الريفية المتواضعة كانت تصنع جرة من القاورما خلال الصيف لتستهلكها خلال سنة كاملة، إذ تكون مصدرها الأساسي للّحم الأحمر.
المصدر: جريدة الأخبار، العدد ٤١٣
رامي زريق
اترك تعليق