مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

آمنة تبشّر عبد المطلب بحفيده الجديد

آمنة تبشّر عبد المطلب بحفيده الجديد

آمنة تبشّر عبد المطلب بحفيده الجديد: 
لمّا انبلج الصبح كان أول ما فعلته أن أرسلت إلى عمّها عبد المطلب تبشّره بمولد حفيده الأكرم، فأقبل مسرعا وانحنى على وليده المبارك يملأ منه عينيه، وقد ألقى كلّ سمعه إلى السيدة آمنة وهي تحدّث عمّا رأت وسمعت حين الوضع لمولودها المبارك وعن كل ما قالت.
ثمّ حمل عبد المطلب حفيده العزيز بين ذراعيه في رفق ورقّة، وانطلق به خارجا إلى الكعبة المعظمة، فقام يدعو اللّه ويشكر له أن وهبه ولدا عوضا عن أبيه السيد الفقيد، وأحاط به بنوه في خشوع وهو يطوف بالكعبة المشرّفة ويعوّذُه منشداً: (١) 

الحمد للّه الذي أعطاني
هذا الغلام الطيب الأردانِ
قد ساد في المهد على الغلمانِ
اُعيذه بالبيت ذي الأركانِ
حتّى أراه بالغ البنيانِ
أُعيذُه من شرّ ذي شنآنِ
من حاسد مضطرب العنانِ

ثمّ ردّهُ إلى أمّه وعاد لينحر الذبائح ويطعم أهل الحرم وسباع الطير ووحش الفلاة، وكانت مكّة حين ذاعت بشرى المولد ما زالت تحتفل بما أتاح اللّه لها من نصر على أصحاب الفيل، فرأى القوم في مولد محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله آية تذكّر باُخرى.





الهامش:
(١) الطبقات الكبرى/ ابن سعد ١: ١٠٣.





المصدر: من كتاب أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ، عبد العزيز كاظم البهادلي.


التعليقات (0)

اترك تعليق