مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كرامة السيدة آمنة بنت وهب... أم الرسول(ص)

كرامة السيدة آمنة بنت وهب... أم الرسول(ص)

كرامة السيدة آمنة بنت وهب... أم الرسول(ص):
 
لا يخفى أنّ أُم الرسول صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله لا تحصى كراماتها، كيف وقد حملت في أحشائها أشرف الخلق والكائنات في الوجود الذي دنا فتدلّى فكان قاب قوسين أو أدنى، وقد وردت جملة من الأحاديث المشيرة إلى طهارتها عليها‌ السلام: 
كقوله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله: «لم أزل اُنقل من أصلاب الطاهرين، إلى أرحام الطاهرات، حتى اسكنتُ في صلب عبد اللّه ورحم آمنة بنت وهب»(1).
وقوله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله: «نُقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكيّة»(2).
وقوله صلى‌ الله‌عليه‌ وآله: «ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء، وما ولدني إلاّ نكاح كنكاح الإسلام»(3).
وقوله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله: «لم يلتق لي أبوان على سفاح قط، لم يزل اللّه عزّوجلّ ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة (المطهرة) هادياً مهدياً»(4).
وقال أمير المؤمنين عليه‌ السلام في (نهج البلاغة) واصفاً حسب ونسب النّبي الأعظم صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله: «فاستودعهم في أفضل مستودع، وأقرّهم في خير مستقر، تناقلتهم كرائم الأصلاب إلى مطهرات الأرحام، كلّما مضى منهم سلف قام منهم بدين اللّه خلف، حتّى اقتضت كرامته سبحانه وتعالى إلى (محمّد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله) فأخرجه من أفضل المعادن منبتاً، وأعزّ الأرومات مغرساً، من الشجرة التي صدع منها أنبياءه، وانتجب منها أُمنائه، عترته خير العتر، وأسرته خير الاُسر، وشجرته خير الشجر، نبتت في حرم، وسبقت في كرم، لها فروع طوال، وثمر لا ينال، فهو إمام من اتقى، وبصيرة من اهتدى، سراج لمع ضوؤه، وشهاب سطع نوره، وزند برق لمعه، سيرته القصد، وسنّته الرشد، وكلامه الفصل، وحكمه العدل، أرسله على حين فترة من الرسل، وهفوة من العمل، وغباوة من الاُمم»(5).
وعن ابن عباس رضي‌الله‌عنه قال: قال رسول اللّه صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله: «لم يزل اللّه ينقلني من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام الطاهرة مصفّىً مهذّبا لا تتشعّب شعبتان إلاّ كنت في خيرهما» (6).
وأخرج ابن الجوزي باسناده عن عليّ عليه‌السلام مرفوعاً: «هبط جبرئيل عليه‌ السلام عليّ فقال: إن اللّه يقرئك السلام ويقول: حرِّمت النار على صلب أنزلك، وبطن حملك، وحجر كفلك»، أمّا الصلب فعبداللّه، وأمّا البطن فآمنة، وأمّا الحجر فعمّه ـيعني أبا طالب- وفاطمة بنت أسد(7).





الهوامش:
(1) إيمان أبي طالب/ فخّار بن معد الموسوي: ٥٦.
(2) المصدر السابق.
(3) إحقاق الحق/ القاضي التستري ٢: ٢٧٥.
(4) معاني الأخبار/ الصدوق: ٥٥/ ٢.
(5) نهج البلاغة/ بشرح محمّد عبدة ١: ١٧٠.
(6) إحقاق الحق/ القاضي التستري ٢: ٢٧٦ الحاشية ٣ في وجوب تنزّه الأنبياء عن دناءة الآباء.
(7) أخرجه ابن الجوزي بإسناده عن الإمام علي عليه‌السلام مرفوعاً، راجع: كتاب الغدير ٧: ٣٧٨ عن كتاب التعظيم والمنّة للحافظ السيوطي: ٢٥.


المصدر: من كتاب أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ، عبد العزيز كاظم البهادلي.


التعليقات (0)

اترك تعليق