مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حمل السيدة آمنة بسيد الكائنات محمّد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله

حمل السيدة آمنة بسيد الكائنات محمّد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله

حمل السيدة آمنة بسيد الكائنات محمّد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله: 

أجل تمَّ زواجهما عليهما‌السلام وسرعان ما بانت البشرى لهما، حيث نامت السيدة آمنة ليلتها وعبد اللّه إلى جانبها ساهر يقظان يرقب نور الفجر الوليد، حتى إذا دنا الصبح استيقظت العروس (آمنة) من نومها الهنيء وأقبلت على زوجها تحدّثه عن رؤياها: رأت كأنّ شعاعا من النور انبلج من كيانها اللطيف يضيء الدنيا من حولها حتى إنّها لترى قصور بصرى في الشام، وسمعت هاتفا يهتف بها: لك البشرى فإنّك حملت بسيد هذه الاُمّة(1).
وبقي عبد اللّه مع عروسه الميمونة عدّة أيّام، وقيل عشرة أيام(2)، وكان يشعر أنّ عروسه آمنة تحمل له جنينه الغالي، وقد بدت لعينيه في تلك اللحظات داخل إطار من نور مقدّس ووسط هالة من الاشعاع السماوي، ولكنه كان مضطرّاً إلى السفر وهو على أمل اللقاء القريب! إذ كان عليه أن يلحق بقافلة قريش التجارية المسافرة من مكّة المشرفة إلى مدينة غزّة بفلسطين ثمّ الشام، فسافر عليه‌السلام مودّعا زوجته الحبيبة حيث أخبرها أنّ سفرته ليست طويلة، وإنّما هي بضعة أسابيع! وقد مضى شهر واحد ولا جديد فيه سوى أنّ السيدة (آمنة) شعرت بالبادرة الاُولى للحمل، وكان شعورها به رقيقا لطيفا.
روى الحافظ ابن سيد الناس من طريق الواقدي بسنده إلى وهب ابن زمعة عن عمّته قالت: كُنّا نسمع أنّ رسول اللّه صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله لمّا حملت به اُمّه آمنة سلام اللّه عليها كانت تقول: ما شعرت بأنّي حامل فيه، ولا وجدت له ثقلة كما تجد النساء، إلاّ أنّي أنكرت رفع حيضتي فقال: هل شعرت انك حملت؟ فكأني أقول، ما أدري، فقال: إنّك حملت بسيد هذه الاُمّة ونبيّها، وذلك يوم الاثنين، فكان ذلك مما أيقن عندي الحمل(3).
وعن الزهري قال: قالت السيدة آمنة: لقد عَلِقتُ به فما وجدت مشقّة حتى وضعته(4).
أمّا خبر حمل السيدة آمنة بوليدها، ففي ديار الحجاز كانت قد علمت الكهنة بذلك نظرا لكثرة هطول بركات السماء وبزوغ بركات الأرض، حيث إنّ العرب كان قد أصابها قحط ومخمصة، وعند حمل السيدة بوليدها صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله نزل المطر وكثرت النعم عليهم حتى سميت تلك السنة بسنة الأنقع(5).








الهوامش:
(1) السيرة النبوية/ ابن هشام ١: ١٤٠.
(2) ذكر ذلك جمهور المؤرخين/ وقيل: إن عمر محمّد صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ثمانية وعشرون شهراً، سيرة ابن هشام ١ ـ ٢: ١٥٨ حاشية (٣).
(3) شرح المواهب اللدنية/ الزرقاني ١: ١٢٠.
(4) الطبقات الكبرى/ ابن سعد ١: ٩٨ خبر (ذكر حمل آمنة برسول اللّه صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله).
(5) سنة الأنقع: يعني سنة نزول المطر وارتواء الأرض والناس والدواب من الماء. منتهى الآمال/ عباس القمّي ١: ٥٦.




المصدر: من كتاب أمّهات المعصومين عليهم السلام سيرة وتاريخ، عبد العزيز كاظم البهادلي.

التعليقات (0)

اترك تعليق