مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

زوجة الشهيد مطهري:

زوجة الشهيد مطهري: "لماذا لم تستعدّوا جميعاً لاستقبال والدتكم وهي عائدة من زيارة كربلاء؟"

س: هل يمكن أن تذكري بعض نماذج تعامل الشهيد المطهري معك؟
ج: مثلما قلت سابقاً، فقد كنت صغيرة عندما جئت إلى منزله، ولكن رغم صغر سنّي لا أتذكر أني قد لقيت منه أذىً، كان في غاية الرأفة والتسامح ويولي أهمية لراحتي وراحة الأطفال، كان رؤوفاً بي إلى درجة لا يستطيع معها تحمل أن يشاهدني متأذية من شيء ما.
أتذكر أني سافرت مرة إلى أصفهان لزيارة ابنتي وبعد بضعة أيام، عدت إلى طهران بمعية إحدى صديقاتنا، كان الوقت قبيل السحر عندما وصلت إلى المنزل فوجدت الأطفال نائمين ولكن الشيخ كان مستيقظاً وقد أعدّ لنا شاياً وطعاماً مرتباً بطريقة جميلة للغاية.
صديقتي تعجبت كثيراً لهذا المنظر وقالت: "هل أنّ العلماء جميعهم جيدون لهذه الدرجة" وبعد السلام والاستفسار عن الأحوال، قال الشيخ بلهجة فيها الكثير من التأثر: "أخشى أن يأتي يوم لا أكون فيه هنا وتأتين أنت والأطفال نيام فلا يكون في استقبالك أحد" (السيدة مطهري تمتلكها هنا حالة شديدة من التأثر والحزن).
مرة ذهبنا سويةً إلى زيارة كربلاء والعتبات المقدسة فيها، وعندما عدنا ووصلنا إلى المنزل كان بعض الأولاد نائمين فعاتبهم الشيخ قائلاً: "لماذا لم تستعدّوا جميعاً لاستقبال والدتكم وهي عائدة من زيارة كربلاء؟".
كان غاية في الرأفة ولم يؤثر تصرّم الأعوام على تعامله فهو إلى النهاية كان مثل ما كان عليه في بداية زواجنا، نعم كل ما أقوله عن صفائه ومودته فهو قليلٌ قليل.








من نص مقابلة مع زوجة الشهيد الدكتور مرتضى مطهري.





المصدر: حكايات وعبر من حياة الشهيد الأستاذ مرتضى مطهري، حيدر بلال البرهاني. ط1، دار الحوراء، بيروت، لبنان، 1432هـ- 2011م.

التعليقات (0)

اترك تعليق