البناء:
ترامب يغادر البيت الأبيض ويدير ظهره لحفل التنصيب… واعداً بالعودة القريبة بايدن منصرف للتصدّع الداخليّ... وسؤال كيف لا تكون إيران أقرب للقنبلة؟ مجلس الدفاع لتمديد الإقفال... وعويدات سيستمع لسلامة... و"القوميّ" لتسريع الحكومة
بمساندة ثلاثين مليون أميركي من أصل سبعين مليون منحوه أصواتهم، بدوا مستعدّين لمغادرة الحزب الجمهوريّ الى حزب جديد تحت قيادته وفقاً لتقديرات إعلاميّة أميركيّة، بدأ الرئيس الأميركي السابق الحملة الجديدة من حياته السياسيّة كزعيم لحركة البيض المتطرفين الذين يعتبرون أميركا ملكاً لهم، ولا يعترفون للآخرين بحق فرض الرئيس عليهم، سواء كان الرئيس أبيضَ كحال الرئيس الحالي جو بايدن، أو كان من غير البيض كحال الرئيس الأسبق باراك أوباما. وترامب الذي غادر البيت الأبيض مديراً ظهره لحفل تنصيب الرئيس جو بايدن، أعلن عن وعد بالعودة بطريقة معينة قريباً، فيما منح العفو للعشرات من أركان حملته تحضيراً لمعركة تصفية الحساب في الانتخابات الداخلية في الحزب الجمهوريّ لتسمية المرشحين للانتخابات في مجلسي النواب والشيوخ النصفيّة خريف العام 2022، وتصفية الحساب هو المصطلح الذي أطلقه أنصار ترامب متوعّدين النواب والشيوخ الجمهوريين الذين اعترفوا بنتائج انتخاب بايدن.
الرئيس الجديد جو بايدن وضع في خطاب القسم كما في مداخلات وزرائه المعيّنين أمام لجان الكونغرس، أولوية وحيدة طغت على ما عداها، حتى اختصرت السياسة الخارجيّة بجملة واحدة هي استعادة مكانة أميركا العالميّة، بينما تركز الخطاب على محاولة مخاطبة الخصوم بالتأكيد على وحدة أميركا وحاجة الأميركيين لتجاوز الخلافات ومواجهة التحديات. وفيما وقع بايدن أوامر تنفيذية منها العودة لاتفاقية المناخ وبدء حملات التلقيح ضد كورونا، تحدّثت أوساط أميركيّة متابعة للسياسة الخارجيّة في عهد بايدن عن تفرُّغ أميركي لمخاطر التصدّع المتوقع أن تظهر علاماته بعد الانتهاء من حملة عزل ترامب في الكونغرس. وقالت المصادر ستكون السياسة الخارجية بالقطعة، رغم محاولة صياغة استراتيجية، ولذلك ستتركز الدبلوماسية الأميركية على صياغة مواقف أميركية أوروبية موحّدة تجاه روسيا والصين وملفات السياسة الدولية، لكن ستبقى هناك حالات طارئة وداهمة، كحال الملف النووي الإيراني الذي قال وزير الخارجية الجديد انتوني بلينكن إنه داهم بعدما ترتّب على انسحاب ترامب من التفاهم النووي اقتراب إيران من امتلاك مقدرات إنتاج قنبلة نووية، واختصرا هذه المدة التي رسمها الاتفاق بسنة كحد أدنى الى ثلاثة شهور. وهذا ما تراه المصادر تمهيداً لفتح قنوات دبلوماسية لتسريع العودة الى التفاهم النووي وهو ما لا يمكن تحقيقه من دون رفع العقوبات، ليتقرر عبر قنوات التفاوض غير المباشر نوع العقوبات التي سيتم رفعها وحجمها وما إذا كانت إيران ترضى بأقل من العودة الى ما كان عليه الحال قبل الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي، وهذه الفجوة هي ما تجعل المشهد معقداً.
لبنانياً، حكومة تنتظر حراكاً ومحاولات وساطة لم تتبلور بعد، ودعوة للحزب السوري القومي الاجتماعي لتسريع تأليف الحكومة خارج الحسابات الطائفية والمذهبية، واجتماع للمجلس الأعلى للدفاع لبحث نتائج الإقفال العام ودراسة مقترح اللجنة الوزارية بتمديد الإقفال حتى العاشر من شباط أو الخامس عشر منه، والتشدد في تضييق حدود الاستثناءات، بينما ملف المراسلة القضائية السويسرية بحق حاكم مصرف لبنان لا يزال في الواجهة وعنوان اهتمام سياسيّ وإعلامي بانتظار مثول الحاكم امام مدعي عام التمييز غسان عويدات.
وخطف حفل تنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة الأميركية في البيت الأبيض الأضواء العالمية وبالتالي المحلية إذ انشغلت الأوساط السياسية والحكومية بترقب عملية التنصيب والمواقف التي حملها خطاب بايدن لتلمس اتجاهات الإدارة الأميركية الجديدة تجاه العالم والمنطقة وبالتالي لبنان.
وأشار سفير لبنان السابق في واشنطن أنطوان شديد إلى أن "الرئيس بايدن ركّز في مجمل خطابه على الوضع الداخلي الأميركي بعد الخضات والضربات التاريخيّة التي تعرّضت لها الولايات المتحدة الأميركية، لا سيما الانقسام العمودي بين الأميركيين التي كادت تصل إلى الحرب الأهلية". ولفت شديد لـ"البناء" إلى أن "الأولوية لدى الإدارة الجديدة هي إعادة تصحيح العلاقات الأميركية وتحالفاتها مع دول الخارج". واعتبر أنه "لا يمكن الحكم على انعكاس تسلم بايدن على المنطقة بل يحتاج الرئيس الجديد إلى وقت لتركيز إدارته وتحديد الأولويات وتوزيع المهام والمسؤوليات والمواقع في الإدارة ودراسة الملفات". وأوضح بأن "التواصل مع إيران والعودة إلى الاتفاق النووي مع طهران ورفع العقوبات عنها، لن يكون بالأمر السهل على الولايات المتحدة ولن يكون في المدى المنظور بل كل هذه الملفات تحتاج إلى مفاوضات قد تمتدّ إلى وقت طويل وتمرّ في حالة مد وجذر". وأضاف السفير السابق أن "ترامب ترك لبايدن إرثاً ثقيلاً من أزمات وخلافات، الأمر الذي سيعرقل مهمته لكن في الوقت نفسه سيستخدم هذه الملفات كسقفٍ تفاوضي في التفاوض مع طهران وخصومه في روسيا والصين وغيرهما، خصوصاً أن ترامب رفع سقف التصعيد حتى الدرجة القصوى وبالتالي وضع ومن دون أن يدري أوراق قوة بيد بايدن لاستخدامها في أية مفاوضات مقبلة". في المقابل طهران لن تتخلى عن سقف مواقفها بالسهولة التي يتوقعها البعض، أضاف شديد: لا سيما أن الإيرانيين رفعوا سقف مواقفهم وخطواتهم التصعيدية من رفع تخصيب اليورانيوم والتهديدات والمناورات العسكرية.
ولفت شديد إلى أنه "من المبكر الحكم على توجهات الإدارة الأميركية في المنطقة وبالتالي لبنان كجزءٍ منها". لكنه أوضح بأن النظرة الأميركية للبنان تحدّد من زاوية حزب الله كجزء من الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة وبالتالي النظرة الأميركية للبنان ستحدّد بناء لنتيجة المفاوضات بين واشنطن وطهران.
ولا يتوقع شديد إنتاج حكومة سريعة في لبنان بعد تسلم بايدن الرئاسة، لكنه توقع أن لا يشهد لبنان مزيداً من الضغوط والعقوبات وأن تبقى تحت السقف الذي وصل إليه ترامب.
وفي سياق ذلك، أشار الصديق الشخصي لبايدن المحامي اللبناني الأميركي بيل شاهين في حديث صحافي إلى أنه "إذا كان لبنان بحاجة إلى مساعدة، فيجب أن تكون بالطريقة الصحيحة، أي بابتعاد الفاسدين عن السلطة. وهذا شرط يجب أن يحقّقه لبنان كي يحصل على مساعدة من الولايات المتّحدة".
ولفت إلى أن "لبنان يجب أن يتحقّق فيه السلام وأنْ تسود الديمقراطيّة وأن تكون الأولويّة للشعب وليس للسياسيّين". وأضاف بأنّ "بايدن يريد رؤية مسؤولين في لبنان من طينة الذين يريدهم في أميركا نفسها أي الذين يهتمّون بالشعب الكادح وليس بطبقة الأغنياء".
وفي مسألة إمكانيّة تشكيل لوبي داعم للبنان في أميركا، أكّد شاهين أنّ "اللبنانيّين في الانتشار يضمّون على المستوى الفردي أفضل رجال الأعمال، وعلى المستوى الشخصي هم لطفاء جداً، ولكنّهم بشكل عام لا يفكّرون كمجتمع أو كأمّة وهذا ما علينا أن نقوم به، لأنّ لبنان يجب أن يكون وبإمكانه أن يكون نموذجاً للشرق الأوسط".
فيما أكدت مصادر ديبلوماسيّة معنيّة أن "السفيرة الأميركية في بيروت باقية في السلك الديبلوماسي"، مشددة على أنه "لم يحصل سابقاً أن استبدل سفراء فور تغيير الإدارة الأميركية". ولفتت إلى أن "السياسة الخارجية للولايات المتحدة تحترم مبدأ استمرارية العمل والسفراء يتبعون توجيهات الإدارة الأميركية أياً كانت انتماءاتهم الشخصية، وتالياً، فإن إجراء كهذا لا يطال من هم في السلك".
في غضون ذلك، من المتوقع أن تستأنف المساعي على خط تقريب وجهات النظر بين بعبدا وبيت الوسط إذ يقود هذه المساعي مجموعة من الوسطاء أبرزهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، إضافة إلى رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب. لكن الإشكالية تتمحور حول مَن سيبادر الى الاتصال بالآخر، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أم الرئيس المكلف سعد الحريري.
وأفيد أن "حزب الله سيتحرّك على إحدى قنوات التأليف في مسعى لتقريب وجهات النظر وتأليف الحكومة بأسرع وقت ممكن. إلا أن الرئيس عون منفتح على كافة الاقتراحات وأبواب بعبدا مفتوحة للجميع بمن فيهم الرئيس المكلف لكن عون لن يتنازل بحسب مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ"البناء" عن المعايير الموحدة التي تحكم عملية تأليف الحكومة واحترام الأصول الدستورية والقانونية التي تبدأ أولاً باحترام صلاحية رئيس الجمهورية باختيار الوزراء المحسوبين على الطائفة المسيحية إسوة بباقي الرؤساء والقيادات السياسية التي تمثل طوائفها، وسوى ذلك لن يُكتب للحكومة الولادة".
على صعيد وباء كورونا، عقدت لجنة المتابعة لفيروس كورونا في السرايا الحكومي أمس، اجتماعاً جرى خلاله تقييم قرار الإقفال التام لجهة عدد الإصابات ووضع القطاع الاستشفائي وأوصت بتمديد قرار الإقفال ورفعت التوصية إلى اللجنة الوزارية التي ستجتمع التاسعة والنصف صباح اليوم لتمديد الإقفال الشامل تلقائياً من 25 الحالي حتى 10 شباط المقبل، على أن ترفع القرار الى مجلس الدفاع الأعلى الذي يجتمع ظهراً لاتخاذ القرار النهائي. وبحسب مصادر "البناء" فإن اللجنة توصلت إلى نتيجة بعد دراسة نتائج قرار الإقفال إلى أن تمديد الإقفال حاجة ملحّة لحصد نتائج إيجابية على مستوى خفض أعداد المصابين التي بلغت معدلاً قياسياً منذ عام حتى الآن".
وأعلنت وزارة الصحة العامة عن تسجيل 4332 إصابة جديدة بفيروس كورونا ليرتفع العدد التراكمي للإصابات منذ بدء انتشار الوباء إلى 264647. كما وسجل لبنان 64 حالة وفاة ما رفع العدد التراكمي للوفيات إلى 2084.
إلى ذلك تتفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية لا سيما مع الاتجاه لتمديد الإقفال إلى منتصف شباط المقبل ما يستوجب على الدولة المسارعة لمعالجة تداعيات الإقفال على القوى العاملة والعائلات الأكثر فقراً وإلا سيخلق الأمر مضاعفات وتوترات اجتماعيّة وأمنية إلى حد خرق قرار الإقفال والإجراءات القانونية والأمنية والعودة إلى أعمالهم.
وأمس، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو عن إشكال حصل أمام المطار بين سائقي تاكسي المطار وعناصر من الجيش قامت بتفرقتهم بعد أن قاموا بقطع الطريق أمام قاعة الوصول احتجاجاً على قيام وسائل نقل تابعة للفنادق بنقل المواطنين والوافدين الى لبنان. وأوضحت قيادة جهاز أمن المطار في بيان أن "المواطن العائد الى لبنان يقوم بدفع ثمن فحص PCR وايجار الفندق لأيام عدّة قبل صعوده الى الطائرة وبالتالي فإن الفنادق تؤمن ضمن التعرفة نقل الوافدين اليها. لذلك لا يمكن تكبيد المواطن اللبناني ثمن تعرفة نقل إضافة الى المبلغ، كما أن قرار منع التجول يقضي بمنع السائقين العموميين من التنقل إلا بموجب أذونات خاصة".
وفي سياق متصل، حذّر عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي، معن حمية، من تدحرج الأوضاع الاقتصادية في لبنان وتدهورها نحو الأسوأ، ووصول السواد الأعظم من اللبنانيين إلى شفير الجوع والعوز، بعد أن ارتفعت الأسعار بشكل جنونيّ وفقدت العملة الوطنية قيمتها الشرائية، وبعد أن فرض وباء كورونا اتخاذ قرارات وإجراءات وقائية للحدّ من انتشاره، ما زاد الأزمة تفاقماً.
وأضاف عميد الإعلام في بيان: ليس هناك من وصفة سحرية يمكن الركون إليها للخروج من هذا الوضع الاقتصادي الصعب، والذي أصبح أكثر تعقيداً في ظلّ جائحة كورونا، ولكن من غير الجائز أن تنعدم المحاولات وألا تتوفر الإرادة للإنقاذ. فما هو مطلوب وبإلحاح، الإسراع في تشكيل حكومة تبادر فوراً إلى المعالجات والشروع في خطط الإصلاح ومكافحة الفساد، واعتماد اقتصاد الإنتاج ودعمه، والتعاون والتآزر اقتصادياً على الصعيد القومي، وترجمة دعوة حزبنا بقيام مجلس تعاون مشرقي.
وتابع: إنّ مصلحة البلد ومصالح المواطنين تتقدّم على المصالح الجهويّة والفئويّة وعلى الحسابات المذهبية والطائفية. وبالتالي ليس من حقّ أحد ممارسة ترف الوقت الذي يؤخر تشكيل حكومة تأخذ على عاتقها القيام بهذه المهام الكبيرة، وتكون حازمة وحاسمة في اتخاذ القرارات التي تصبّ في مصلحة لبنان وتصونه في مواجهة الانتهاكات والاعتداءات الصهيونية التي تستبيح سيادته.
ولفت عميد الإعلام إلى أنّ التحديات التي تواجه لبنان، ليست محصورة بالوضع الاقتصاديّ الاجتماعيّ، ولا بمخاطر كورونا، بل هناك تحديات أكثر خطورة على مصير البلد ومستقبل أهله، في مقدّمها الخطر الصهيونيّ الذي يتربّص بلبنان شراً وعدواناً واحتلالاً، إضافة إلى الضغوط والعقوبات التي يتعرّض لها لبنان من قبل الولايات المتحدة الأميركية وبعض حلفائها، ناهيك عن تفشي وباء الخطاب التقسيمي والتفتيتي الذي يتولى البعض حقنه في الجسد اللبناني من خلال حملة ممنهجة تستهدف المقاومة التي تشكّل أحد أبرز عناصر قوة لبنان، وما يتمّ تحضيره من أطر لتصعيد هذه الحملة تحت مسمّى الحياد، في وقت يواصل العدو الصهيوني اعتداءاته على لبنان واحتلاله مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر ورفضه التسليم بحق لبنان في ثرواته وموارده!
إلى ذلك تفاعل طلب السلطات القضائية السويسرية للتعاون في تحقيق في تحويلات مالية من قبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وبحسب المعلومات فإن القضية أصبحت لدى المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات وهو الذي يتولى صياغة الرد على الطلب السويسري عبر وزارة العدل اللبنانية، وسيستمع عويدات قريباً للحاكم سلامة. وأكّدت المعلومات أنّ القضيّة ليست نابعة من الكتاب الذي وجّهه لبنان العام الماضي لسويسرا لمعرفة حجم التحويلات ومن قام بها.
وقد أفاد مكتب المدعي العام السويسري بأنه أحيط علماً ببيان وزيرة العدل اللبنانية الذي ورد في وسائل الإعلام بتاريخ 19.01.2021. وأكّد مكتب المدّعي العام أنه أرسل عبر القنوات الرسمية طلب مساعدة قانونيّة متبادلة إلى السلطات المختصة في لبنان. ويأتي هذا الطلب في سياق تحقيق OAG بتهمة غسل الأموال المشدّد (المادة 305 مكرّر، الفقرة 2 من قانون العقوبات السويسريّ) في ما يتعلق بالاختلاس المحتمل على حساب مصرف لبنان. ولن يتم الإدلاء بأي تعليق آخر في الوقت الحاضر.
على صعيد آخر، أثار ما قاله عضو تكتل القوات النائب جورج عقيص عن وجود مواد كيماوية متفجّرة في أحد المرافئ اللبنانية، جدلاً واسعاً لدى المسؤولين. وتحدّث عقيص عن أن "الباخرة MSC MASHA 3 الآتية من الصين تتحضر للرسو في أحد الموانئ اللبنانية (بيروت او طرابلس) لتفريغ مواد كيماوية من مادة الصوديوم سالفايد لنقلها بالترانزيت عبر الأراضي اللبنانية الى سورية". وأشار إلى أن 10 مستوعبات من هذه المادة ستكون في الساعات المقبلة قبالة أحد المرافئ اللبنانية.
هذا الكلام استدعى رداً من السفير الصيني في تغريدة له عبر "تويتر" بأن "السفينة التي تكلّم عنها عقيص ليست صينية، انما هي برتغالية، وتبحر رافعة علم ماديرا".
بدوره، أوضح المكتب الإعلامي لوزير الاشغال العامة والنقل في بيان أن الوزارة أبلغت "إدارة مرفأ بيروت بعدم السماح بإدخال تلك الباخرة الا بشرط عدم إنزال المستوعبات العشرة".
ولفتت إلى أن "الوزارة قررت السماح بإدخال تلك الباخرة شرط عدم إنزال المستوعبات التي تحتوي مادة الصوديوم سالفايد وإخضاع باقي المستوعبات لآلية التأكد من محتوياتها التي يحددها كل من وزارة الدفاع الوطني والجيش اللبناني وفق كافة الشروط التي تضعها مديرية الجمارك العامة".
*****************************************************************
الأخبار:
مدِّدوا الاغلاق... من أجل الصحة والاقتصاد
النقاش قائم في كل دول العالم بشأن كيفية تصرّف الحكومات في مواجهة وباء "كورونا". الجدل حول قدرة القطاعات الصحية والطبية على تحمّل وطأة الوباء، لا يقل قوة عن الجدل حول قدرة الاقتصاد على تحمّل هذا العبء. لذلك، لم يكن هناك تطابق بين دولة وأخرى في إجراءات الإغلاق العام لمواجهة تفشي الوباء. وفي لبنان، يصبح الأمر أكثر تعقيداً، بوجود دولة يتمثل فشلها في عجز إداري فاضح على مستوى السلطات كافة، ومع انهيار البنى التقليدية لأي اقتصاد طبيعي. لذلك، سيكون من الصعب يوماً حسم النقاش حول السبل الأفضل. ولن يكون في مقدور أحد حسم الجواب بشأن الأولوية: مواجهة الوباء أم مواجهة الجوع؟
قد يكون سهلاً، في العادة، الحديث عن إجراءات يجب على الدول القيام بها، ما يسمح للاقتصاد بالعمل ضمن ضوابط تسمح بحركة وإنتاج وتحول في الوقت نفسه، من دون تفشّي الوباء. لكن، مخبول من يعتقد أن في مقدور اللبنانيين، اليوم، التحدث في أمر كهذا. ليس بسبب فشل السلطة فقط، بل أساساً لعدم وجود ثقة بأن اللبنانيين أنفسهم يتصرفون بمسؤولية إزاء هذا التحدي. وكلنا يعرف كيف تتعامل الفئات اللبنانية العاملة في حقول الاستشفاء والطبابة والدواء، وفي تجارة المواد الغذائية وقطاعات أخرى، حيث توجد غالبية لم تحترم يوماً أي نوع من القوانين. غالبية سرقت ونهبت وقتلت، ولا تزال، من دون رادع قانوني أو أخلاقي. وهي غالبية لم تهتم يوماً بواقع البلاد، ولا تهتم اليوم سوى بجني مزيد من الأرباح. هرّبت أموالها الى الخارج بعدما سرقت مال الناس، مباشرة او من خلال نظام الفوائد. وهي تسعى اليوم الى تجارة أكبر وأرباح أكبر مستغلةً برامج الدعم الحكومي لغالبية السلع الأساسية، في وقت تهرّب أموال الدعم الى الخارج، كما تهرّب أرباحها أيضاً. وهي غالبية ترفع الأسعار بشكل خيالي متذرّعة بانهيار العملة وبالصعوبات الاقتصادية، فيما لم ترفع دخل أي من العاملين لديها، ولم توسّع فرص العمل أصلاً.
تمديد الإغلاق مطلب للطاقم الصحي المركزي الذي يحذر من وصول الوضع الى حد لا يتوافر فيه طاقم صحي لمعالجة المصابين، حتى لو توافرت الأسرّة وأجهزة التنفّس. وهو مطلب كل من يعمل في حقل مواجهة الأوبئة، لأن هدفه منع الاختلاط بوصفه السبب الرئيسي في تفشي الوباء. وهو أيضاً مطلب القوى التي يفترض بها تنفيذ القوانين من دون أن تتمكّن من ذلك، لعدم احترام الناس للإجراءات.
من يريدون كسر الإغلاق، ويمارسون ضغطاً على الحكومة والمراجع السياسية، هم في واقع الأمر مجموعة من عتاة جمعية الصناعيين ممن لم يكتفوا بما جنوه من أرباح طائلة ولم يخضعوا يوماً لرقابة حقيقية، ومن أصحاب محال السوبرماركت الذين يرون في الإغلاق وضعاً كارثياً لأعمالهم ويرفضون التوقف ولو لفترة عن الربح المفتوح، ومن القطاعات الصناعية أو الزراعية التي تعمل على برامج إنتاج لا تمثل أولوية، ويتذرع بعضهم بأن إنتاجه معدّ للتصدير بغية توفير عائدات للبلاد، فيما تنفي الأرقام الرسمية أي نتائج إيجابية لعمل هؤلاء، خصوصاً من يهرّبون أموالهم الى الخارج.
سيُقال كلام كثير عن فئة من العمال المياومين أو المحال الصغيرة أو العاملين بالتعاقد ممن سيخسرون أعمالهم ومصدر دخلهم إن طال الإغلاق. وهؤلاء فئة غير قليلة، لكن السؤال الحقيقي: هل يمكن مقايضة صحة الناس بدخل هذه الفئة؟
صحيح أن للسؤال بُعداً أخلاقياً دقيقاً، وقد لا تكون ممكنة الإجابة الحاسمة عليه، ومن الأسهل مطالبة الدولة بإجراءات دعم فورية تسمح لهؤلاء بالبقاء في منازلهم من دون خسارة قوتهم، لكن هل يوجد في لبنان من يقيس الناتج الإجمالي للحالة التي نعيشها اليوم: ما هي كلفة الإغلاق؟ وما هي كلفة التفشّي المخيف للوباء ونتائجه على صعيد الصحة العامة وعلى صعيد كلفة الاستشفاء؟
ولكوننا في بلاد ليس فيها إلا الفوضى التي تقتل الاقتصاد والصحة والناس، ولأن الوباء يسجل تفشّياً يجعل لبنان في المراتب الأولى للبلدان ذات الأوضاع الكارثية، ولأن مرحلة المواجهة عبر اللقاحات تبدو متأخرة أيضاً... ليس أمامنا سوى المزيد من التشدد في الإغلاق العام، ومزيد من التكافل الاجتماعي الذي يحدّ من الآثار الكارثية على الناس. أما أصحاب المصالح الذين يضغطون للمطالبة برفع الإغلاق، فمن المفيد أن يجرّبوا التوقف عن الربح ولو لشهر واحد!
***********************************************************************
الديار:
بعبدا وبيت الوسط : طريق التواصل مقطوعة التصعيد أخّر مسعى حزب الله .. وعين التينة تنتظر إشارات إيجابية المجلس الأعلى يمدد اليوم الإقفال لأسبوعين
بدأ امس عهد ادارة الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن وطويت صفحة عهد الرئيس ترامب بعد كل الصخب والتداعيات الاخيرة ... اما في لبنان، ورغم الانهيار غير المسبوق والجوع والمآسي والويلات، لا يزال المسؤولون المعنيون يرسمون الخطوط في ما بينهم كل على هواه، ويتقاتلون على الحصص في الحكومة الجديدة على انقاض ركام البلد ودمار عاصمته بعد زلزال المرفأ.
هذا هو المشهد اللبناني الرتيب والقاتل. الناس محجورة بين فكي كورونا والانهيار الاقتصادي، واصحاب الحل والربط يستنفرون خلف متاريسهم المسلحة بالحصص والمصالح الفئوية الضيقة.
وفي ظل هذا المشهد العام، لم تظهر، في الساعات الماضية بعد حركة الرئيس حسان دياب بين القصور الثلاثة، اي مؤشرات، لا من بعبدا ولا من بيت الوسط، تدل على التجاوب مع هذا المسعى الذي تمحور حول اعادة التواصل المباشر واستئناف اللقاءات بين الرئيسين عون والحريري لاستكمال عملية تأليف الحكومة.
ووفقا للمعلومات المتوافرة للديار، فإن حركة رئيس الحكومة المستقيلة وقبلها تحرك المدير العام للامن العام تركزت على العمل من اجل تجاوز ما احدثه فيديو بعبدا من توتر بين الحريري وعون، والتمني باعادة التواصل المباشر بينهما بعيدا عن التشنجات.
واضافت المعلومات ان كلا من دياب وابراهيم ابدى كل استعداد ورغبة في المساعدة على تحقيق هذا التواصل وطوي صفحة تداعيات الفيديو المسرب، وانهما لم يتطرقا الى اي شيء يتعلق بالموضوع الحكومي.
ولم يتلق اي منهما اي وعد صريح يوحي بعودة التواصل بين عون والحريري ، ما يعيد فكرة بكركي وتمنيها على رئيس الجمهورية للمبادرة من اجل استئناف اللقاءات مع الرئيس المكلف.
وحسب المعلومات، فإن اوساط الحريري تعاملت مع زيارة الرئيس دياب الى بيت الوسط بتقدير، لكنها قللت في الوقت نفسه من دورها في فتح ثغرة بالازمة القائمة، معتبرة ان المشكلة في موقف رئيس الجمهورية وصهره باسيل ومحاولة التمسك بالثلث المعطل لحسابات تتجاوز الحكومة وتطل على الطموحات الرئاسية.
واعتبرت الاوساط ان دياب اراد، الى جانب سعيه لفتح التواصل بين الرئيسين عون والحريري، ابداء حرصه على عدم القبول بما سمعه من رئيس الجمهورية بحق الرئيس الحريري، وكذلك المشاركة في محاولة فتح ثغرة في جدار الازمة الحكومية رغبة منه في التخلص من الحمل الثقيل الملقى على اكتافه في هذا الظرف الصعب والخطر.
اما في بعبدا، فلم يصدر اي رد فعل او اشارة لا سلبا ولا ايجابا على حراك دياب، واكتفت مصادرها بالقول يجب ان ننتظر ما سيحصل في الايام المقبلة.
وسألت "الديار" مساء امس مصدرا سياسيا متابعا عن اجواء المساعي الاخيرة، فأجاب انه حراك في الشكل وليس في المضمون، لانه لم يخرج بعد عن اطار التمنيات بإعادة التواصل بين الرئيسين عون والحريري ، ولم يحمل اي بنود لاستئناف الحوار حول تشكيل الحكومة ومقاربة الخلافات التي ظهرت في لقاء بعبدا الاخير.
وأوضح المصدر انه لم تطرح بكركي مؤخرا اي افكار جديدة حول الخلافات التي ظهرت بين عون والحريري، بل اضطرت للتركيز على اعادة وصل ما قطعه شريط بعبدا . كما ان اللواء ابراهيم وبعده الرئيس دياب ركزا على الموضوع نفسه كونه المدخل الطبيعي لاستئناف البحث في اي افكار جديدة.
وفي المجال نفسه كشفت مصادر مطلعة للديار ان الرئيس بري لم يبادر الى التشمير عن ساعديه للبدء بمبادرة محددة كما اوحى البعض، وانه يؤكد استعداده دائما للمساعدة، لكنه يشدد في الوقت نفسه على توفير نجاح شروط اي مبادرة، وهذا يعتمد على الاطراف المعنية وصدور اشارات ايجابية عنها.
ولاحظت مصادر مقربة من عين التينة ان الوضع السياسي هو في حالة اقفال تام كما الحال بالنسبة للوضع الكوروني، مشيرة الى انه لم تظهر بعد علامات ايجابية جدية لفتح ابواب استئناف الحوار الحكومي وهذا امر مخجل ومؤسف.
وخلصت الى القول علينا ان ننتظر ما ستحمله الساعات الـ 48 المقبلة، ولكن يمكن القول الان ان البلد "مسكّر كورونيا وسياسيا".
من جهة اخرى، كشفت مصادر مطلعة للديار ان حزب الله تريث في الدخول المباشر على خط الحراك والوساطة بعد التطورات التي تلت كلام الامين العام السيد نصرالله والتي شهدت تصعيدا متبادلا بين التيار الوطني الحر والمستقبل، وازدياد تلبد الاجواء بين بعبدا وبيت الوسط بعد موضوع الفيديو.
واضافت المصادر ان الحزب ليس بعيدا عن التحرك الذي بدأه اللواء ابراهيم ، مشيرة الى انه مستمر بهذا التحرك لترتيب التواصل المباشر بين عون والحريري لفتح ابواب لقاءات بعبدا مجددا.
كورونا وتمديد الاقفال
على صعيد آخر، ينتظر ان يمدد المجلس الاعلى للدفاع الذي سيترأسه الرئيس عون اليوم قرار الاقفال التام لاسبوعين اضافيين، اعتبارا من 25 الجاري موعد انتهاء الفترة الاولى من الاقفال، وذلك بسبب استمرار ارتفاع العدد الكبير من الاصابات وارتفاع حالات الوفيات، عدا الضغوط التي تتعرض لها المستشفيات والقطاع اصحي والطبي.
وكان نقاش قد دار أمس حول هذا الموضوع في اجتماع لجنة كورونا، وأجمع الحضور على تمديد الإقفال، لكن الآراء اختلفت حول المدة، مع العلم ان الاغلبية كانت مع التمديد بين عشرة ايام وأسبوعين.
وتركز النقاش ايضا حول التعاون بين مختلف الوزارات والادارات لمواجهة مخاطر الانتشار الواسع لكورونا وسبل تعزيز وتوفير الامكانات الطبية ومساندة القطاع الطبي في مهامه.
وكان وزير الداخلية عقد اجتماعا مع نقيبي الاطباء في بيروت وطرابلس ونقابة الممرضين لبحث تخفيف الضغط على المستشفيات والقطاع الصحي.
ويتركز اجتماع المجلس الاعلى للدفاع اليوم اضافة الى تمديد الاقفال لأسبوعين على :
- استمرار وتفعيل عمل القوى الامنية المختصة في تنفيذ اجراءات وتدابير الاقفال وتنظيم الاذونات للمواطنين.
-تعزيز التعاون بين وزارة الصحة والمستشفيات في اطار تحسين اوضاع استقبال مصابي كورونا وتوفير الأسرة لهم.
- متابعة السعي لتوفير المزيد من المساعدات المتعلقة بأجهزة الاوكسجين والادوات اللازمة لمرضى كورونا.
-استكمال كل الاجراءات اللازمة تمهيدا لاستلام دفعات اللقاحات ضد كورونا المتوقعة في النصف الاول من شباط المقبل، وجدول البدء بإعطاء الجرعات الاولى للقاح وفق معايير الصحة العالمية.
عراجي للديار: تمديد لأسبوعين
وعشية اجتماع المجلس الاعلى للدفاع سألت "الديار" رئيس لجنة الصحة الدكتور عاصم عراجي عن رأيه بموضوع الاقفال وتمديده، فقال "ان منظمة الصحة العالمية كانت أوصت بالإقفال بين 3 و6 اسابيع، واعتقد ان علينا تمديد الاقفال اسبوعين على الاقل لان كل المؤشرات المرصودة حتى الآن تستدعي استمرار الاقفال، رغم الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لاهلنا في كل لبنان. فانتشار كورونا ما زال كبيرا وعدد الوفيات مرتفع ، ونسبة النتائج الايجابية تجاوزت العشرين بالمئة ، عدا الضغوط الكبيرة التي يتعرض لها الجسم الطبي والصحي والمستشفيات".
اضاف عراجي " لا مفر من تمديد الاقفال لاسبوعين على الاقل، املا في تحسين الوضع في مواجهة هذا الوباء. ودائما نعول على وعي المواطن وعلى الاجراءات الوقائية، ونؤكد ايضا على تنفيذ اجراءات الاقفال بتشدد.
الوفيات والاصابات
وامس استمر ارتفاع عدد الاصابات، وبلغ حسب وزرارة الصحة 4332. كما سجل اكبر عدد وفيات في اليوم اذ بلغ 64 حالة وفاة.
*********************************************************************
النهار:
أسبوعان إضافيان للاقفال وفضيحة جديدة في المرفأ!
أسوة بمعظم بلدان العالم شخصت الأنظار في لبنان امس الى حدث الانتقال الرئاسي في الولايات المتحدة والاحتفال بتنصيب الرئيس الأميركي الـ46 جو بايدن وسط انفعالات ورهانات وحسابات لبنانية متضاربة، بل شديدة التناقض، حيال انعكاسات تغيير الإدارة الأميركية على المنطقة ولبنان. ومع ان كثيرين عزفوا لحن الرهان على ربط تشكيل الحكومة الجديدة في لبنان بالاستحقاق الأميركي، فان مجمل مؤشرات الازمة الحكومية والسياسية لا توحي في أي شكل بان حلحلة وشيكة في هذه الازمة تلوح في الأفق اقله في المدى المنظور. ذلك ان ثمة معلومات تفيد بان اخفاق الوساطات المتعاقبة لم يقفل باب المساعي لترطيب الأجواء بين بعبدا وبيت الوسط وان التحرك الذي قام به رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب كان في سياق هذه المحاولات، اكثر منه في اطار أي وساطة، كما ينشط على الخط نفسه المدير العام للامن العام اللواء عباس ابرهيم، ناهيك عن ان بكركي لم ولن توقف مساعيها. اما ما تردد عن اعتزام رئيس مجلس النواب نبيه بري القيام بتحرك جديد ينهي عبره اعتكافه اللافت عن بذل مساعيه لكسر جمود الازمة، فلا يبدو انه وارد قبل توافر عوامل جدية. وسألت "النهار" الرئيس بري لماذا لا يتدخل بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري فأكتفى بالقول "لن أتدخل قبل وجود ضوء".
وفي ظل مجمل هذه الوقائع وفيما لا يزال أي انفراج سياسي مستبعدا تتصاعد اخطار ازمة الانتشار الوبائي مع الازدياد المستمر في اعداد الإصابات وحالات الوفاة اذ سجلت وزارة الصحة امس 4332 إصابة و64 حالة وفاة الامر الذي سيعزز الاتجاه الى تمديد الاقفال العام في الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاعلى للدفاع الذي ينعقد ظهر اليوم في قصر بعبدا لمناقشة توصية اللجنة المعنية بمتابعة إجراءات مكافحة كورونا. وحصلت "النهار" على التوصيات التي اقرتها اللجنة امس وابرزها ضرورة استمرار الإقفال العام لمدة إسبوعين إضافيين. وستطلب اللجنة من الوزارات المعنية بالمعابر مراجعة الإجراءات المعتمدة بالنسبة للوافدين عبر مطار بيروت الدولي لجهة التدابير المتعلقة بالحجر الإلزامي في الفنادق بهدف تقييم جدوى استمرارها.
ومن بين التوصيات سيطلب من وزارة الصحة العامة صرف النظر عن وضع خطة لتقييم مدى انتشار السلالة الجديدة لفيروس كورونا في المجتمع اللبناني وذلك بسبب الكلفة المادية المرتفعة على أن تقوم منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الوزارة بتحديد ووضع المعطيات العلمية في هذا الخصوص.
المرفأ مجددا!
من جهة ثانية وفيما اصيبت التحقيقات في تفجير مرفأ بيروت بالجمود، بدا مذهلا ان يفجر عضو "تكتل الجمهورية القوية" النائب جورج عقيص فضيحة تكاد تستحضر جوانب عدة من فضيحة مرفأ بيروت الدامية اذ كشف عن احضار باخرة مواد كيماوية متفجرة في طريقها الى سوريا . وكشف ان باخرة آتية من الصين تتحضر للرسو في احد الموانئ اللبنانية لتفريغ مواد كيميائية من مادة الصوديوم سالفايد لنقلها بالترانزيت عبر الاراضي اللبنانية الى سوريا". وأشار إلى أن 10 مستوعبات من هذه المادة "ستكون في الساعات المقبلة قبالة احد المرافئ اللبنانية. وعلى ما يبدو وافقت وزيرة الدفاع، على تفريغ الباخرة وطلبت من وزارة الاشغال العامة والنقل منع تفريغ مستوعبات المواد الكيميائية".
وسارع المكتب الإعلامي لوزيرة الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر الى اصدار بيان اكدت فيه أنها تسلمت مراسلة من وزارة الأشغال العامة والنقل بتاريخ 18 كانون الأول 2021 تتعلق بإستيراد مواد كيميائية إلى سوريا عبر المرافىء البحرية اللبنانية لنقلها الى أراضيها عبر الترانزيت بواسطة الباخرة MSC MASHA 3 القادمة من الصين، والتي تحمل على متنها عشرة مستوعبات تحوي مادة الصوديوم سالفايد و350 مستوعباً محملة بضائع لتجار لبنانيين.
وأفادت وزارة الأشغال والنقل أن شركة MSC هي من أهم الشركات البحرية في العالم ولهذه الشركة رحلات منظمة الى مرفأ بيروت لإستيراد بضائع للتجار اللبنانيين، وبما أن عدم السماح بدخول السفينة لتفريغ حمولتها سيلحق الضرر بالتجار اللبنانيين وبسمعة لبنان ومرفأ بيروت، لذلك إقترحت المديرية المذكورة السماح للسفينة المعنية بالدخول الى مرفأ بيروت، وأن يقدم وكيل السفينة تعهداً بعدم إفراغ تلك الحمولة في مرفأ بيروت. وأعلنت وزارة الأشغال العامة والنقل وإدارة مرفأ بيروت بعدم السماح بدخول الباخرة إلا بشرط تعهد من الوكيل البحري بعدم إنزال المستوعبات التي تحتوي مادة الصوديوم سالفايد. وأشارت وزيرة الدفاع الى ان وزارة الدفاع وقيادة الجيش قد وافقتا على تفريغ حمولة مع منع إنزال المستوعبات العشرة التي تحتوي تلك المواد وإبقائها على متنها وفق آلية تقوم على الطلب من الأجهزة الأمنية لا سيما، الجيش اللبناني والجمارك، تفتيش كل مستوعب سيتم إنزاله في مرفأ بيروت على حدة، للتأكد من خلوه من مادة الصوديوم سيلفايد أو أي مواد كيمائية أخرى ملتهبة أو خطرة ".
*******************************************************************
اللواء:
بعبدا تعيد كرة الإنتظار إلى الرئيس المكلف.. لااتصال بلاثمن! الحريري إلى باريس قريباً.. والتمديد للإقفال اليوم بين فعالية استمرار والمطالبة بالإستثناء
يتخذ مجلس الدفاع الأعلى قراره في ما خص تمديد حالة الطوارئ الصحية في اجتماعه اليوم، بناءً على إنهاء اللجان الصحية، من الوزارة إلى السراي الكبير، على ان يحيلها إلى مجلس الوزراء، ليقرها بمفعول رجعي، نظراً إلى أن الحكومة العتيدة دخلت في غياهب الظنون والتخمين، في ضوء معطيات رشحت عن مساعي الساعات الماضية، في ان بعبدا ما تزال على سلاحها، وبدلاً من ان تبادر لتحديد موعد للرئيس المكلف سعد الحريري، للذهاب إلى القصر، لاستئناف البحث من حيث انتهى الجدل في اللقاء الأخير بين الرئيسين، والذي تلاه "فيديو الإهانة" قبل ان يتم تجاوزه وفقاً لبعض المصادر، ولكن، وفقاً لمعلومات "اللواء" على مضض تطالب بأن يُبادر الرئيس المكلف، ويجيب على أسئلة، طلبتها، وكأن خمسة أشهر لا تكفي لمعرفة المواقف والطروحات، والتشكيلات، والحصص، والتوزيع الطائفي على أساس المناصفة، ووفقاً للمادة 95 من الدستور..
نفت مصادر متابعة للاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة حصول اي مستجدات او اتصالات جديدة لتحريك عملية التشكيل بعد جولة رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب على الرؤساء سعد الحريري ونبيه بري وميشال عون مؤخرا وكشفت بعض مضمون ما جرى في هذه اللقاءات التي ارادها دياب لدفع عملية تشكيل الحكومة الجديدة قدما إلى الأمام، محذرا من خطورة تراكم الازمات التي تكاد ان تنفجر كاملة وعجز الحكومة المستقيلة عن مواكبتها لضيق مساحة تحركها دستوريا، ولكن في مضمون كلامه لمح بشكل غير مباشر انه إذا استحالت العقبات دون التشكيل هل هناك استعداد لتغطية اعادة اجتماعات الحكومة المستقيلة لتلبية وتسيير الأمور الضرورية في هذه الظروف الاستثنائية، انطلاقا من أن دياب يسعى لتوفير تغطية سياسية لاي خطوة في هذا الخصوص ولن يجازف بالا نفراد بها تلافيا لردود فعل ومواقف سلبية ولا سيما من الزعامات السياسية السنية التي سلفته مواقف داعمة في الادعاء عليه بملف انفجار مرفأ بيروت ولن يغامر بخسارة هذا الغطاء هكذا بلا ضمانات ملموسة.
واشارت المصادر إلى ان ما طرحه دياب من تمنيات ورغبة لتسريع عملية التشكيل تلافيا للأسوأ، قوبل بايجابية ملحوظة من الرئيس المكلف الذي ابلغه ما قام به من جهود حثيثة برغم كل الحساسيات لاخراج عملية تشكيل الحكومة الجديدة من العوائق والشروط والمطالب التعجيزية، محددا مكامن العقد والحقائب المختلف عليها ومشددا على ان الكرة الان في ملعب رئيس الجمهورية بعد ان تسلم التشكيلة الوزارية بعد أربعة عشر جلسة من التشاور بيني وبينه، وعليه ان يعطي رأيه بخصوصها استنادا الى الدستور.
اما ما طرحه دياب على الرئيس بري، اضافة الى التنبيه من مخاطر التأخر بتشكيل الحكومة العتيدة، التمني عليه القيام بوساطة ما كعادته للتقريب في وجهات النظر بين عون والحريري، الا ان رئيس المجلس النيابي لم يبد حماساً للعب هذا الدور، بسبب بعض المواقف والتوجهات التي انتهجها العهد تجاهه بالاونة الاخيرة.
اما بخصوص اجتماعه مع الرئيس عون واطلاعه على ما سمعه من الحريري من رغبة لتسريع عملية التشكيل وتحديده لنقاط الخلاف المتبقية اوضحت المصادر ان رئيس الجمهورية كان مستمعا لما ابلغه اياه دياب ولم يبد اي اعتراض على التمني بمعاودة الاتصال مع الرئيس المكلف، الا انه بالخلاصة لم يعط جوابا نهائيا، ما اعتبره البعض بمثابة التريث للتشاور مع فريقه قبل اتخاذ الموقف النهائي.
الا ان المصادر اعتبرت في خلاصة اتصالات اليومين الماضيين ان عملية التشكيل متوقفة عند محطتين، الأولى حيث الخلاف الحاصل حول توزيع الحقائب والحصص واحتجاز التشكيلة التي قدمها الحريري لرئيس الجمهورية دون البت بها، والثانية متعلقة بفيديو الاساءة المخزي. ولذلك فان اي اتصال او لقاء بين عون والحريري لا يسبقه تفاهم على نقاط الخلاف، لن يكون مجديا.
في السياق وفي الوقت، الذي عادت بعض المصادر إلى التأكيد على ان حزب الله مصر على إعادة تفعيل الاتصالات في ما خص تأليف الحكومة، أكّدت مصادر دبلوماسية لـ"اللواء" ان باريس على خط الاتصالات اليومية ومتابعتها.
وكشفت المصادر ان الرئيس الحريري يستعد لزيارة باريس في وقت قريب الا إذا طرأ تعديل، نتيجة اتصالات لتحديد لقاء جديد في بعبدا مع الرئيس عون.
واعتبرت أوساط مراقبة ان أي لقاء بين الرئيسين عون والحريري ينتظر نضوج الأجواء المؤاتية، وأشارت إلى ان المبادرة للاتصال ليست هي المشكلة إذا توفرت النيّات الإيجابية.
وخارج دائرة التباكي أو التذاكي على الدستور، تابع اللبنانيون عملية انتقال السلطة بواسطة الانتخابات الرئاسية، على مستوى إدارة البيت الابيض، وحرص الحزبان الكبيران الجمهوري والديمقراطي احترام مرتكزات الديمقراطية، ومقتضياتها، لجهة المؤسسات والتسليم بتداول السلطة، من أجل تقديم نماذج أو بدائل أفضل، بعدما عانى العالم، ومنطقة الشرق الأوسط ولبنان، من هذه السياسات الاستعلائية، وحتى العنصرية، للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي امتثل وغادر إلى مقر اقامته خارج العاصمة واشنطن.
وهكذا، يبدو ان المساعي التي يقوم بها اكثر من طرف لترطيب الاجواء بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري وترتيب لقاء بينهما، لم تحقق بعد اي خطوة عملية، نتيجة التراكمات التي باتت تحتاج الى اكثر من مجرد لقاء لا يُثمر إنجازاً أو تقدماً في الملف الحكومي بل معالجات في العمق للأسباب لإستعادة الثقة المفقودة. وهنا تتحدث بعض المعلومات عن دور مرتقب فاعل اكثر قريباً لـ"حزب الله" في مسعى لدى الرئيس عون والتيار الوطني الحر لترطيب الاجواء، لكن مصادر الحزب تتكتم جداً على اي تحرك يقوم به ليس في موضوع الحكومة فقط بل في كل المواضيع المطروحة.
وذكرت مصادر المعلومات ان الحريري ينتظر مبادرة اوإتصالاً من الرئيس عون بعدما أبدى امام الرئيس حسان دياب إيجابية في اللقاء مع رئيس الجمهورية.
وفي هذا السياق، قال نائب رئيس تيار المستقبل النائب السابق الدكتور مصطفى علوش لـ"اللواء" حول نتائج المساعي الجارية حتى الان: الوضع يحتاج الى مبادرة من رئيس الجمهورية لإنقاذ الجمهورية، وهذا كلام دقيق بما ان الإشكال سببه رئيس الجمهورية وبما ان الكلام الذي صدر ايضاً عن الرئيس عون بحق الرئيس الحريري لا يمكن القفز فوقه من دون مبادرة من عند رئيس الجمهورية. لذلك عليه ان يُظهر حسن النية، لكن في الوقت ذاته لا يطلب الرئيس الحريري اعتذاراً علنياً من عون، لكن ان يسمع من الرئيس ان هناك إمكانية للتفاهم عبر الاقتراب من طرح الحريري بالنسبة لتشكيل الحكومة.
اضاف: بالرغم من المساعي الحميدة التي يقوم بها اكثر من طرف، فالموضوع يكمن في هذه النقطة.وكلام الحريري امس الاول بعد لقاء الرئيس دياب يؤكد انه يركز على جهود خارجية لدعم لبنان، اما زيارة القصر الجمهوري فلا زالت غير واردة حتى اللحظة.
التدقيق مجدداً
مالياً، وفي إطار متابعة تنفيذ قرار مجلس النواب الخاص بتعليق السرية المصرفية لمدة سنة، عقد اجتماع في قصر بعبدا، برئاسة الرئيس ميشال عون، وحضور وزير المال غازي وزني، والمستشارين سليم جريصاتي وانطوان شقير، تناول ما يتعين القيام به لإعادة التفاهم مع شركة "الفاريز اند مارسال" في موضوع التدقيق المالي في حسابات مصرف لبنان، وسائر مؤسسات الدولة.
المجلس الأعلى
إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة لـ"اللواء" أن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع اليوم يناقش نسبة الالتزام بالاقفال العام والخروقات التي سجلت وثغرات هذا الأقفال وامكانية تفادي الأمر مع العلم ان تمديد الأقفال يستجلب نقمة من البعض.
وأكدت أن المشاركين في الاجتماع ألسابق هم أنفسهم يشاركون اليوم وثمة اقتراحات يطرحها المعنيون من أجل ضبط ارتفاع الإصابات بوباء كورونا علما أن عدد الوفيات يتزايد أيضا.
ولفتت المصادر إلى أن أي تعديل في القرار يدرس تبعا للمعطيات وكذلك الأمر في ما خص فرض إجراءات أخرى.
وتراوحت اقتراحات اللجنتين العلمية والصحية بطلب الاقفال من أسبوعين إلى ثلاثة، مع العلم ان هناك قطاعات إنتاج تطالب باستثنائها من التمديد الجديد، ومنها السوبرماركت والدواجن وصيادو الأسماك في طرابلس وصيدا وصور.
وغرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس ابيض قائلا: "الدول التي انتصرت في معركة كورونا ليست تلك التي لديها مستشفيات أكبر أو المزيد من أسرة العناية المركزة. يعود النصر إلى البلدان التي اتبعت سياسة إجراءات احتواء صارمة للغاية، وطبقت تدابير فعالة وسريعة للفحص والتعقب، واقنعت مواطنيها، أو أجبرتهم، على الامتثال لتدابير السلامة".
إلى ذلك أعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على "تويتر" أنّ "في موضوع خطة توزيع اللقاح علينا أن نتعلم من أخطائنا وندع أهل العلم يقومون بعملهم وفق أطر علمية فقط لا غير". أضاف "لا يمكن لهذه الخطة أن تدخل في زواريب شعوبية أو زبائنية أو مناطقية لا نفع لها".
وفي إطار المبادرات، قامت شركة فونيكس أمس بتوجيه من النائب المستقيل نعمة افرام بتسليم طارئ لأجهزة تنفّس اصطناعي من إنتاجها الوطني إلى المستشفيات اللبنانيّة.
يذكر أن الشركة سبق أن سلمت 30 جهازاً لخدمة غرف العناية الفائقة ضمن إطار مكافحة جائحة كورونا، وحظيت هذه الأجهزة بتقدير المعنيين نظراً لرفعة معاييرها العالميّة.
264647 إصابة
استشفائياً، أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 4332 إصابة جديدة بفايروس كورونا، و64 حالة وفاة، ليرتفع العدد التراكمي إلى 264647 إصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط الماضي.
باخرة جديدة محملة بالمتفجرات
في مجال يتعلق بالفضائح اليومية، وفيما التحقيقات في تفجير المرفأ مجمّدة، فجر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص فضيحة من العيار الثقيل، كاشفاً عن مواد كيماوية متفجرة في احد المرافئ اللبنانية.?وقال في بيان، "يبدو ان سيناريو انفجار المرفأ قد يتكرر، يبدو ان هذه السلطة لا تريد ان تتعلم من مذبحة الرابع من آب"، مضيفاً "ها هي الباخرة?MSC MASHA 3?الآتية من الصين تتحضر للرسو في احد الموانئ اللبنانية (بيروت او طرابلس) لتفريغ مواد كيماوية من مادة الصوديوم سالفايد لنقلها بالترانزيت عبر الاراضي اللبنانية الى سوريا". وأشار إلى أن 10 مستوعبات من هذه المادة ستكون في الساعات المقبلة قبالة احد المرافئ اللبنانية. وعلى ما يبدو وافقت وزيرة الدفاع، أمس الثلاثاء، على تفريغ الباخرة وطلبت من وزارة الاشغال العامة والنقل منع تفريغ مستوعبات المواد الكيماوية.
*******************************************************************
الجمهورية:
لا رغبة في التأليف.. والبلد الى فراغ حكومــي طويل.. واتجاه لتمديد الاقفال
منذ تكليف السفير مصطفى أديب في آب الماضي وفشله في التأليف، وبعده تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة قبل 3 أشهر، تلطّى معطلو التأليف بالاستحقاق الاميركي، وزرعوا في الذهن اللبناني أنّ تاريخ 20 كانون الثاني سيشكل المحطة التي ستتبلور بعدها صورة الاستحقاق الحكومي في لبنان. والآن حانت لحظة الحقيقة، ومرّ الاستحقاق الاميركي وتمّ تنصيب جو بايدن رسمياً رئيساً للولايات المتحدة الاميركية، وسيمرّ بعض الوقت لتتبيّن فيه اتجاهات رياح السياسة الاميركية وكيفية تعاطي ادارة بايدن مع ملفات المنطقة، ومن ضمنها لبنان.
ومع وقوف لبنان كغيره من دول المنطقة على رصيف انتظار تبلور الصورة الاميركية، ربما لأسابيع وربما لأشهر، ينبري السؤال التالي: بعدما انتهت صلاحية ذريعة ربط الحكومة بالاستحقاق الاميركي، أيّ ذريعة جديدة سيلجأ اليها المعطّلون لكي يبرروا او يغطوا فيها هروبهم من تأليف هذه الحكومة؟
ما يبرّر هذا السؤال، هو ما اتّضَح منذ دخول لبنان في الفراغ الحكومي في آب الماضي، بأنّ الاسباب المعطلة لتأليف الحكومة، لبنانية الصنع، مصبوغة باللونين الأزرق والبرتقالي، ولا رابط بينها وبين أيّ استحقاق خارجي.
الخلاف... هنا
وعلى ما تؤكّد مصادر معنيّة بالملف الحكومي لـ"الجمهورية" فإنّ الجوهر الأساس لتعطيل الحكومة، وكما ترجّح كل المعطيات المرتبطة بهذا الملف، كان وما يزال الخلاف على جبنة الحكومة والثلث المعطّل فيها، وتوزيع الوزارات، ولمَن ستؤول وزارتا الداخلية والعدل.
وتلفت المصادر إلى أنّ شيئاً لم يتبدّل على هذا الصعيد، فالخلاف مستحكم، ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري حَدّد كلّ منهما ثوابته التي لا رجعة عنها، وكل ما عدا ذلك تفاصيل ثانوية قابلة لأن تبدّد ويتم تجاوزها.
وساطات تلامس القشور
وعليه، فإنّ المصادر نفسها تجزم بأنّ ما يحكى عن وساطات يقوم بها هذا الطرف أو ذاك، تحاول أن تقارب نتائج الخلاف بين عون والحريري، ومن ضمنها "أزمة الفيديو" المسرّب والكلام الجارح من قبل رئيس الجمهورية بحق الرئيس المكلّف، أي أنّها تلامس القشور فقط، ولا تلامس جوهر الخلاف العميق بينهما، ورفض كلّ منهما التسليم للآخر والتنازل له عن ورقة الإمساك بالحكومة بعد تأليفها.
هنا تكمن العقدة، تقول المصادر، وليس في "أزمة الفيديو" التي ظَهّرت حديّة الخلاف بين الرئيسين، والتي لا يبدو حتى الآن، مع الجروح والندوب التي تركتها في عمق العلاقة بين عون والحريري، أنّها قابلة لأن تحلّ على طريقة "تبويس اللحى".
مثلّث الخلاف
وعلى ما هو سائد في أجواء التأليف، فإنه حتى ولو عولجت "أزمة الفيديو" ونجح الوسطاء في طيّ صفحتها وحَمْل الرئيسين، وتحديداً الرئيس الحريري، على تجاوز آثارها وتداعياتها، فإنّ الأزمة الأم الكامنة على مثلّث عون - باسيل - الحريري، ستبقى قائمة ولن تنتهي، علماً أنّ "مثلث خلاف التأليف" هذا كان قبل "أزمة الفيديو" مستعصياً على كلّ الوساطات التي بذلت، ولم تنجح في اقناع اطرافه بالتراجع وخفض سقف الشروط.
وبحسب معلومات "الجمهوريّة" فإنّ مشاورات مكثفة تجري بعيداً عن الأضواء بين جهات سياسية معنية مباشرة بملف التأليف، وذلك سعياً الى بلورة فكرة تحرّك في اتجاه مثلث الخلاف الحكومي، يؤدي "حزب الله" دوراً أساسياً فيها، ترمي الى إحداث خرق في جدار هذا الخلاف، يُفضي الى صياغة تفاهم بين شريكي التأليف وتخفيض السقوف المرتفعة.
هل يتحرّك بري؟
وتفيد المعلومات أنّ هذه الفكرة لم تنضج بعد، في انتظار ما ستؤول اليه حركة الوساطات التي تجري على خط معالجة تداعيات "أزمة الفيديو"، حيث تفيد الأجواء بأنها تدور حول نفسها، ودخانها ما يزال داكناً. فيما طرحت في موازاة ذلك فكرة أن يُبادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى تحرّك ما.
إلّا انّ مصادر واسعة الاطلاع أبلغت الى "الجمهورية" قولها انها تستبعد أن يقوم رئيس المجلس بتحرّك مباشر عبره شخصياً، ذلك أنّ التجارب السابقة مع مثل هذا الحالة ترهن أي تحرّك من هذا النوع، بمدى استعداد أطراف الخلاف للتجاوب معه بما يجعل القائم بهذا التحرّك متيقّناً من أنّ حركته ستؤتي ثمارها سلفاً، لا أن تبدأ وتنتهي عند نقطة الفشل والعودة الى الدوران في الحلقة المفرغة، ما يعني أنّ اي تحرّك فاشل سيزيد من مفاقمة الازمة.
وتشير المصادر الى انّ بري، الذي يُبدي تخوفاً من انحدار الازمة في لبنان إلى ما هو أسوأ على كل المستويات في حال بقيت الحكومة معلقة على حبل الخلافات، لا يرى أي مبرّر للتأخر في تشكيل الحكومة. وبحسب المصادر، فإنه قد يشكّل رافداً داعماً بقوة لأيّ تحرّك جدي يحقق الغاية الاساس بتوافق الرئيسين عون والحريري على تشكيل حكومة صار البلد في أمسّ الحاجة اليها في ظل الظروف التي يعانيها، والتي تُنذر بالتفاقم أكثر فيما لو ترك البلد بلا حكومة تبدأ مهمة الانقاذ والاصلاح.
لا توجد إرادة؟
على أنه في موازاة حركة الوساطات، يبرز جو تشاؤمي عكسه معنيون بهذه الحركة، حيث أفاد هؤلاء بأنّ الامور ما زالت تراوح مكانها، اي في نقطة السلبية ذاتها، فأجواء الرئيس عون لا توحي أنّه في وارد الاتصال بالرئيس المكلف ودعوته الى القصر الجمهوري لاستئناف المباحثات بينهما حول ملف التأليف.
ويبرز في هذا السياق ما قاله عضو تكتل "لبنان القوي" النائب ماريو عون: لا يبدو أنّ هناك إيجابيات، وليس لدينا ترف الانتظار، وعلى الرئيس المكلف تأدية مهامه للخروج من الأزمة على الصعيدين الحياتي والصحي، وان يقدّم تنازلات كبيرة لتأليف حكومة في أسرع وقت". داعياً الرئيس الحريري "الى الاعتذار، إذا لم يكن في إمكانه تأليف الحكومة، لأنّ الشعب لم يعد قادراً على الانتظار".
بيت الوسط
كما أنّ أجواء الرئيس المكلف لا توحي ايضاً انه في وارد ان يبادر هو الى الاتصال بعون، بل هو ينتظر ان يَرده اتصال من القصر الجمهوري، وإن حصل هذا الاتصال وتم اللقاء مع رئيس الجمهورية، فإنّ البحث سيكون حصراً في المسودة التي سبق للرئيس المكلف ان قدّمها الى عون. كما تؤكد اجواء بيت الوسط انّ موضوع اعتذار الحريري عن عدم تشكيل الحكومة ليس مطروحاً لا الآن ولا في أي وقت، كما ليس وارداً لدى الرئيس المكلف القبول بما يعطّل عمل الحكومة قبل أن تبدأ حكمها، وعلى وجه الخصوص منح الثلث المعطّل في الحكومة لرئيس الحكومة وفريقه السياسي.
وفي تعبير واضح عن عمق الخلاف، قال عضو كتلة "المستقبل" النائب محمد الحجار: "الشراكة في تأليف الحكومة، والذي لا يريد البعض فهمها، تعني النقاش في مسودة التشكيلة الوزارية، بما يساعد على تأليف الحكومة، وليس فرض أسماء، وتعطيل إصدار مراسيم التشكيل، كما هو حاصل اليوم في بعبدا. دور رئيس الجمهورية المؤازرة والدعم لأنّ من يتحمّل المسؤولية أمام المجلس النيابي هو رئيس الحكومة".
وتبعاً لذلك، يؤكد المطلعون على اجواء الطرفين انّ الخلاف بين عون والحريري لا يحتاج الى وسطاء، بل يحتاج بالدرجة الاولى الى ارادة تأليف وهي غير موجودة حتى الآن، ولو أنها أصلاً موجودة، لما تمّ انتظار الوسطاء، ولا كان هناك ما يمنع رئيس الجمهورية او الرئيس المكلف من أن يبادر أحدهما الى الاتصال بالآخر لاستنئناف المباحثات بينهما حول الحكومة ومقاربة تأليفها بصورة مغايرة عمّا كانت عليه في اللقاءات السابقة بينهما.
ويخلص هؤلاء الى القول انّ اي لقاء بين عون والحريري، وسط هذه الاجواء العميقة بينهما، لن يكون سوى إطار شكلي لن تتأتّى منه أي نتيجة ايجابية. ومن شأن ذلك أن يعيد إطلاق دورة جديدة من الاشتباك السياسي، أي زيادة التوتر. ومن هنا ليس المطلوب فقط إنضاج عقد لقاء بين الرئيسين، بقدر ما انّ المطلوب هو إنضاج استعدادهما الى تنازلات متبادلة تفضي الى نتائج إيجابية تُفرج عن الحكومة. وهذا الانضاج لا تنجح به سوى "قوة قاهرة" أقوى منهما، قادرة على فرضه عليهما، الّا انّ الجهة المالكة لهذه القوة ليست ظاهرة أو متوفرة حتى الآن.
تدقيق غب الطلب
من جهة ثانية، وبعد محاولة إثارة الكثير من الغبار من خلال تسليط الضوء على ملفات تتعلق بمصرف لبنان وحاكمه رياض سلامة، جاء الاجتماع الذي عُقد أمس في القصر الجمهوري لمتابعة ملف التدقيق الجنائي وكأنه استكمال للقضية نفسها.
في الواقع، لم يكن مضمون الاجتماع الذي ترأسه رئيس الجمهورية هو الحدث، بل التوقيت الذي اختير للاعلان عن عودة الاهتمام والمتابعة لملف التدقيق الجنائي في مصرف لبنان.
وقد أُعلن بعد الاجتماع، الذي حضره وزير المال في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني والوزير السابق سليم جريصاتي والمدير العام لرئاسة الجمهورية أنطوان شقير، انّ البحث تركّز على الخطوات الآيلة الى الإسراع في الاتفاق مع شركة "الفاريز اند مارسال" في موضوع التدقيق المالي الجنائي، بعد إقرار مجلس النواب قانون تعليق السرية المصرفية لمدة سنة. وفي السياق، تساءلت مصادر مراقبة اذا ما جرى حسم الملف لجهة اعادة التعاقد مع الشركة نفسها التي انسحبت، وما هي الشروط الجديدة التي قد تفرضها الشركة في حال قررت استلام القضية مجدداً؟ وما هي الكلفة الجديدة التي سيتم دفعها؟
تضيف المصادر: كل المسائل المتعلقة بالملف لا تزال غامضة، بما فيها مسألة موافقة "الفاريز اند مارسال" التفاوض مجدداً على العودة.
وتخلص المصادر الى الاستنتاج انّ إثارة هذا الموضوع امام الرأي العام مجدداً قد تكون تهدف الى التعمية على القضية الاساس في البلد، والمتعلقة بتشكيل حكومة وبدء خطة للانقاذ، وكل ما عدا ذلك ليس أكثر من ذرّ للرماد في العيون.
الطلب السويسري
في سياق متصل، ما زال طلب السلطات القضائية السويسرية للتعاون في تحقيق بتحويلات مالية من قبل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في دائرة التفاعل، حيث أفادت معلومات ان هذه المسألة باتت في عهدة المدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، وهو الذي يتولى صياغة الرد على الطلب السويسري عبر وزارة العدل اللبنانية، وسيستمع عويدات قريباً للحاكم رياض سلامة.
وتلفت المعلومات الى أنّ هذه القضية ليست نابعة من الكتاب الذي وجّهه لبنان العام الماضي لسويسرا لمعرفة حجم التحويلات ومن قام بها.
يشار هنا الى أنّ مكتب المدعي العام السويسري قد أفاد بأنّه أُحيط علماً ببيان وزيرة العدل اللبنانية الذي ورد في وسائل الإعلام بتاريخ 19 كانون الثاني 2021، وذكر أنه أرسل عبر القنوات الرسمية طلب مساعدة قانونية متبادلة إلى السلطات المختصة في لبنان. ويأتي هذا الطلب في سياق تحقيق OAG بتهمة غسل الأموال المشدد (المادة 305 مكرر، الفقرة 2 من قانون العقوبات السويسري) في ما يتعلق بالاختلاس المحتمل على حساب مصرف لبنان. ولن يتم الإدلاء بأي تعليق آخر في الوقت الحاضر.
تمديد الاقفال
من جهة ثانية، استمر أعداد الاصابات بفيروس كورونا في التفاقم، حيث سجل عداد الاصابات امس 4332، ورقماً صادماً في عدد الوفيات بلغ 64، هذا في وقت تتعالى الاصوات منادية بضرورة ان يَعي المواطنون هذا الخطر والالتزام الكلي بالاجراءات الوقائية من دون استهتار او اهمال لأنّ ما هو مُقبل على البلد في الفترة المقبلة قد يكون من الصعب تداركه، وهذا بالتأكيد لا يُعفي السلطة على الاطلاق من تحمل مسؤولياتها في اتخاذ ما يلزم، وأقله إلزام المواطنين بالتقيد بالتدابير ومعايير السلامة لهم ولأبنائهم ومجتمعهم.
وفي هذا السياق، ينتظر ان يتخذ مجلس الدفاع الاعلى، في جلسته الاستثائية التي سيعقدها اليوم في القصر الجمهوري، قراراً بتمديد فترة الاقفال العام ربما لأسبوعين.
وسيناقش مجلس الدفاع توصية خلية كورونا التي اجتمعت امس بتمديد الاقفال التام. ويبدو انّ الاتجاه الغالب هو للتمديد أسبوعين إضافيين، إضافة الى مناقشته اقتراحات بتخفيف القيود على بعض القطاعات التي تعتبر حيوية ومرتبطة بحياة المواطنين.
اللقاح
في سياق متصل، تبرز ايضاً مسألة شديدة الاهمية مرتبطة بموضوع استيراد اللقاحات ضد فيروس كورونا، حيث تعالت أصوات ايضاً حول مسؤولية الدولة في توفيرها للبنانيين، خارج البازار السياسي والمحسوبيات التي يمكن ان تدخل على هذا الملف، واذا كان المعنيون في هذا الامر يؤكدون انّ هذه اللقاحات قد تصل الى بيروت في غضون اسبوعين الى ثلاثة اسابيع على الاكثر، برز موقف لرئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي قال فيه: "في موضوع خطوة توزيع اللقاح، علينا ان نتعلم من أخطائنا ونَدع اهل العلم يقومون بعملهم وفق أطر علمية فقط لا غير، ولا يمكن لهذه الخطة ان تدخل في زواريب شعبوية او زبائنية او مناطقية لا نفع منها".
هبة الانتربول
من جهة ثانية، قدّم الانتربول هبة تقدّر بـ100 الف يورو لصالح مكتب المختبرات الجنائية في قوى الامن الداخلي.
وأعلنت المديرية العامة لقوى الاـن الداخلي ـ شعبة العلاقات العامة انه بتاريخ 13-1-2021 جرى في ثكنة إميل الحلو تسليم هبة مقدّمة من الأمانة العامة للإنتربول - بدعم من مشروع "Foundation" لمكافحة الإرهاب - إلى مكتب المختبرات الجنائية في وحدة الشرطة القضائية، وهي عبارة عن مواد ومعدّات خاصّة للتعرّف الى هوية ضحايا الكوارث (DVI) واستخراج وتحديد هوية الحمض النووي (DNA).
جرى تسليم الهِبة - التي تبلغ قيمتها حوالى /100/ ألف يورو - بحضور رئيس قسم المباحث العلميّة في وحدة الشرطة القضائيّة العقيد زياد قايد بيه، رئيس مكتب المختبرات الجنائيّة المقدّم هاني كلّاسي، والمقدّم محمّد قمرة أحد ضبّاط شعبة الاتصال الدولي، والسيد جورج سبير من الأمانة العامة للإنتربول، الإدارة الفرعية لمكافحة الإرهاب - المكتب الإقليمي لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
تمّ التأكيد على استمرار دعم الأمانة العامة للإنتربول والإدارة الفرعية لمكافحة الإرهاب، للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمكتب المركزي الوطني في بيروت، وذلك في إطار التعاون الدولي الشرطي.
*************************************************************************
نداء الوطن:
كواليس الوساطة الحكومية: "6 و6 مكرّر" مرفأ بيروت "الكيماوي"... الصوديوم بعد الأمونيوم!
حتى في "جمهوريات الموز" لا يحدث انفجار ناتج عن مواد كيماوية في المرفأ ثم يُمنح الإذن الرسمي بعد ستة أشهر لرسو سفينة أخرى محملة بشحنة مواد كيماوية لا تقل خطورة عن تلك التي انفجرت! وحدها السلطة الحاكمة في لبنان قادرة على هكذا ارتكاب وقح، ليس لتمرّسها بفنّ الوقاحة فحسب، إنما لكونها ساقطة سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً أمام محور الممانعة ولا تملك قراراً ولا خياراً أمام "فرماناته"، فلا تتوانى عن تحويل مرفأ بيروت إلى مرفأ "ترانزيت" لتخزين وعبور شحنات "الكيماوي" الى سوريا... ولا ضير إذا ما دمّر بعض الأطنان منها مناطق وأحياء آهلة على رؤوس قاطنيها كما حصل في مجزرة 4 آب.
من "روسوس" التي حملت شحنة نيترات الأمونيوم، إلى "ماشا" التي تحمل الصوديوم سالفايد... الكل من رأس الهرم إلى أسفله في السلطة، "يعلم" أنها مواد كيماوية خطرة قابلة للانفجار، ولا تزال استباحة أرواح اللبنانيين مستمرة وتسخير الموانئ اللبنانية في خدمة خطوط إمداد متواصلة بطرق التفافية قد تعرّض لبنان إلى المساءلة تحت قوس "العقوبات" المفروضة على النظام السوري.
والملفت بحسب مصادر مواكبة للقضية "عنصر التشابه بين سيناريو شحنة الصوديوم وشحنة الأمونيوم الذي بيّنت الوثائق والمعطيات أنهما مستوردتان لحساب نافذين سوريين يستخدمون الموانئ اللبنانية كمطية لعبور وتهريب المواد الكيماوية وغير الكيماوية إلى الداخل السوري". وعلى الرغم من موافقة وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر المشروطة بعدم إفراغ مستوعبات الصوديوم سالفايد مقابل السماح للسفينة الصينية بالرسو في المرفأ اللبناني، تسأل المصادر: "في ظل السطوة المشهودة لقوى الأمر الواقع في المرافئ والموانئ اللبنانية، من يضمن الالتزام بهذا الشرط؟ وهل من سلب وهرّب أطنان الأمونيوم عبر فجوة العنبر رقم 12 قبل أن ينفجر ما تبقى مخزناً منها في المرفأ، عاجز عن إيجاد فجوة أو ثغرة أخرى في القرار الوزاري لتسريب وتهريب الصوديوم عبر الأراضي اللبنانية؟".
بوثيقتها المدموغة بعبارة "فوري"، وافقت عكر على رسو السفينة "ماشا 3" في لبنان رغم علمها بأنها تحمل على متنها مواد كيماوية مستوردة إلى سوريا "لنقلها عبر المرافئ البحرية اللبنانية إلى أراضيها عبر الترانزيت"، وإذ لم يسعفها اشتراط عدم إفراغ الحمولة الكيماوية، اضطرت بعد افتضاح أمر الوثيقة إلى إصدار بيان توضيحي تنصلت فيه من المسؤولية المباشرة عن الموافقة وألحقتها بوزارة الأشغال العامة والنقل والمديرية العامة للنقل البري والبحري، بالتوازي مع تحميل قيادة الجيش مسؤولية التحقق من المستودعات التي يتم إفراغها في المرفأ... في سياق يكاد يعيد إلى الذاكرة حفلة تقاذف كرة المسؤولية بين المعنيين غداة انفجار المرفأ، ويُخشى معه أن يتكرر السيناريو نفسه إزاء شحنة الصوديوم، اقتداءً بما قاله الرئيس ميشال عون عن شحنة الأمونيوم: نعم كنتُ أعلم لكنني لست مسؤولاً؟
حكومياً، من كان ينتظر رحيل دونالد ترامب عن البيت الأبيض وتنصيب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة، نال أمس مراده فباتت الأنظار شاخصة لتلمّس انعكاسات وهج الإدارة الأميركية الجديدة على ملف التأليف. حتى الساعة، لا جديد يُعتد به في عملية تذليل العقبات أمام ولادة الحكومة العتيدة خارج نطاق الحراك المتقاطع بين الوسطاء لرصد الإمكانيات المتاحة في سبيل إعادة لمّ الشمل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على نيّة إيجاد منطلقات مشتركة يمكن التأسيس عليها في استيلاد التشكيلة الوزارية المرتقبة.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر مواكبة أنّ كل الجهود المبذولة راهناً تصبّ في خانة إنجاح مبادرة البطريرك الماروني بشارة الراعي الهادفة إلى حثّ الرئيس ميشال عون على دعوة الرئيس سعد الحريري إلى استئناف اللقاءات التشاورية بينهما والبحث في الصيغ التوافقية القادرة على الجمع بين توقيع كل منهما على مسودة وزارية واحدة. وتنقل المصادر معطيات أولية تدور في كواليس الوسطاء تفيد بإمكانية العودة إلى صيغة "6 و6 مكرر" في توزيع الحقائب السيادية بعيداً عن مبدأ المداورة، بحيث تبقى الخارجية والعدل من حصة "التيار الوطني الحر" ورئيس الجمهورية، مقابل إبقاء المالية للثنائي الشيعي والداخلية لرئيس الحكومة، على أن يصار إلى تسمية شخصية توافقية بين رئيسي الجمهورية والحكومة لحقيبة الدفاع.
وكذلك في ما يتصلّ بالحقائب الخدماتية، لا تستبعد المصادر أن يعود "القديم إلى قدمه" في التشكيلة الوزارية فتبقى وزارة الصحة من حصة "حزب الله" عبر وزير تكنوقراط، على شاكلة حمد حسن، نظراً لصعوبة تسمية أي من المحسوبين على الحزب لتولي حقيبة خدماتية أخرى على صلة بقنوات التمويل الدولي لعملية إعادة الإعمار، كما هي الحال في وزارة الأشغال العامة والنقل التي ستبقى على الأرجح من حصة "تيار المردة"، بينما تكون حقيبة التربية من نصيب "الحزب التقدمي الاشتراكي" الذي لم يكن أساساً متحمساً لتولي حقيبة الخارجية تحت وطأة كماشة المقاطعة العربية والدولية للبنان الرسمي.
*********************************************************************
الشرق:
وساطات التشكيل تترنح.. بكركي تضغط ولا حكومة "كورونا" يفتك وتوصية بتمديد الإقفال العام أسبوعين
الانعطافة الاميركية التي سرعان ما بدأت تباشيرها مع اعلان مستشاري الرئيس الـ46 جو بايدن انه سيصدر اعتباراً من اليوم 17 أمراً رئاسياً للتراجع عن تدابير اتخذها سلفه بعد تنصيبه رسميا، لا بد الا ان تترك انعكاساتها على منطقة الشرق الاوسط عموما ولبنان في شكل خاص بعدما تم ربطه بمحور المقاومة، فباتت استحقاقاته الدستورية كلها معلّقة على حبال التجاذبات الاميركية- الايرانية ومرتبطة بمواعيدها. وما تأخير تشكيل حكومته على رغم حراجة الوضع الداخلي وخطورته الا من ضمن هذه اللعبة، فهل يفرج دخول بايدن البيت الابيض عن حكومة لبنان؟
الوساطات تتحرك
بعيدا من الاضواء، يبدو ان حركة الوسطاء على خط بعبدا - بيت الوسط لترطيب العلاقة بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، وتأمين لقاء يجمعهما، تحرّكت من جديد. وينشط في نطاقها، كل من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وحزب الله، والمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم.
الحزب مستعجل؟
وفي انتظار ما سيتمخّض عنها، علما ان الاتصالات لاتزال حتى اللحظة عالقة عند نقطة مَن سيبادر الى الاتصال بالآخر، عون ام الحريري، يبدو ان الحزب سيفعّل اتصالاته جديا لا سيما مع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل لتسهيل التأليف، وعين الضاحية على فرض حكومة تلاقي الى الحد الاقصى طموحاته، قبيل تثبيت الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن الذي تسلّم منصبه امس، ركائز إدارته في المنطقة، لأنها ستكون الى حد كبير شبيهة بسياسة سلفه دونالد ترامب… فهل يرضى الحريري؟!
لا لفرض الاسماء
لكن في الاثناء، لم تحمل المواقف السياسية ما يدل الى قرب تحقيق خرق في التشكيل. فقد غرد عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار عبر حسابه على "تويتر" كاتبا"الشراكة في تأليف الحكومة الذي لا يريد البعض فهمه، يعني النقاش في مسودة التشكيلة الوزارية، بما يساعد على تأليف الحكومة، وليس فرض أسماء، وتعطيل إصدار مراسيم التشكيل، كما هو حاصل اليوم في بعبدا. دور رئيس الجمهورية المؤازرة والدعم لأن من يتحمل المسؤولية أمام المجلس النيابي هو رئيس الحكومة".
ألّف او اعتذر!
في المقابل، اعتبر عضو تكتل لبنان القوي النائب ماريو عون أن "تحرك رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب يأتي في إطار سلسلة التحركات التي يقوم بها أصحاب الهمم بعد فترة الجمود الطويلة للخروج من الوضع الراهن، وخصوصا بعد الفيديو المسرب (الذي يتهم فيه رئيس الجمهورية الرئيس المكلف بالكذب)، مشيرا في المقابل إلى أن لا يبدو أن هناك إيجابيات".
التدقيق المالي
على صعيد آخر، كان الوضع المالي، الاولوية في بعبدا امس. فرأس رئيس الجمهورية اجتماعا، حضره وزير المال في حكومة تصريف الأعمال والوزير السابق سليم جريصاتي تم خلاله البحث في الخطوات الآيلة الى الإسراع في الاتفاق مع شركة "الفاريز اند مارسال" في موضوع التدقيق المالي الجنائي، بعد إقرار مجلس النواب قانون تعليق السرية المصرفية لمدة سنة.
بين بيروت ولندن
على صعيد آخر، استقبل الرئيس عون، القائم بأعمال السفارة البريطانية في بيروت مارتن لونغدن ونائبة رئيس البعثة الدبلوماسية البريطانية اليسون كينغ . وتم عرض العلاقات الثنائية اللبنانية-البريطانية وسبل تطويرها. وشكر الرئيس عون الدعم الذي تقدمه بريطانيا للجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية، وكان آخرها ارسال سيارات جيب مصفحة لتعزيز عمل ألوية الجيش العاملة على الحدود اللبنانية-السورية.
نحو تمديد الاقفال
صحيا، فيما سجلت اعداد الوفيات بكورونا رقما قياسيا جديدا، تتجه الانظار الى ما سيصدر عن الاجتماع الاستثنائي للمجلس الاعلى للدفاع الذي ينعقد ظهر اليوم في قصر بعبدا لمناقشة توصية خلية كورونا التي اجتمعت امس بتمديد الاقفال التام. وبحسب المعلومات، يبدو ان هذا التوجه هو الغالب، وسط ترجيحات بالتمديد لاسبوعين اضافيين، علما ان اكثر من قطاع ومنها السوبرماركت والدواجن، رفع الصوت مطالبا باستثنائه. في المقابل، غرّد مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي فراس ابيض قائلا: "الدول التي انتصرت في معركة كورونا ليست تلك التي لديها مستشفيات أكبر أو المزيد من أسرة العناية المركزة. يعود النصر إلى البلدان التي اتبعت سياسة إجراءات احتواء صارمة للغاية، وطبقت تدابير فعالة وسريعة للفحص والتعقب، واقنعت مواطنيها، أو أجبرتهم، على الامتثال لتدابير السلامة".
اللقاحات
من جانبه، أعلن رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي على "تويتر" أنّ "في موضوع خطة توزيع اللقاح علينا أن نتعلم من أخطائنا وندع أهل العلم يقومون بعملهم وفق أطر علمية فقط لا غير". أضاف "لا يمكن لهذه الخطة أن تدخل في زواريب شعوبية أو زبائنية أو مناطقية لا نفع لها".
"كيماوي" في طرابلس!
من جهة ثانية، وفيما التحقيقات في تفجير المرفأ مجمّدة، فجر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب جورج عقيص فضيحة من العيار الثقيل، كاشفاً عن مواد كيماوية متفجرة في احد المرافئ اللبنانية. وقال في بيان، "يبدو ان سيناريو انفجار المرفأ قد يتكرر، يبدو ان هذه السلطة لا تريد ان تتعلم من مذبحة الرابع من آب"، مضيفاً "ها هي الباخرة MSC MASHA 3 الآتية من الصين تتحضر للرسو في احد الموانئ اللبنانية (بيروت او طرابلس) لتفريغ مواد كيماوية من مادة الصوديوم سيلفايد لنقلها بالترانزيت عبر الاراضي اللبنانية الى سوريا". وأشار إلى أن 10 مستوعبات من هذه المادة ستكون في الساعات المقبلة قبالة احد المرافئ اللبنانية.
واوضحت وزيرة الدفاع زينة عكر ان الوزارة وقيادة الجيش اللبناني قد وافقا على تفريغ حمولة الباخرة بناء على طلب وزارة الاشغال العامة والنقل بإدخال الباخرة مع منع إنزال المستوعبات العشرة التي تحتوي المواد الكيماوية وإبقائها على متنها وفق آلية تقوم على الطلب من الأجهزة الأمنية، لا سيما الجيش اللبناني والجمارك، تفتيش كل مستوعب سيتم إنزاله في مرفأ بيروت على حدة، للتأكد من خلوه من مادة الصوديوم سيلفايد أو أي مواد كيماوية أخرى ملتهبة أو خطرة، على أن يحضر أصحاب المستوعبات أو وكلاؤهم عملية فتح كل مستوعب وتفتيشه، وفي حال عدم حضورهم يبقى المستوعب على متن الباخرة ويعود مع حمولتها".
***********************************************************************
الشرق الأوسط:
التمديد اليوم للإقفال العام... وللأزمة الحكومية بعد دياب... عون لتصريف الأعمال
رأت مصادر سياسية أن التمديد للإقفال العام سيصدر، اليوم، بقرار عن المجلس الأعلى للدفاع لمكافحة انتشار فيروس "كورونا" الذي بلغ ذروته وتجاوز الخطوط الحمر سواء بارتفاع عدد المصابين أو بزيادة الوفيات ولا يعالَج ويكافَح بالأدوات المحلية وبات في حاجة إلى خطة متكاملة مدعومة دولياً وعربياً لأن اللجان التي شُكلت لمكافحته باتت عاجزة عن السيطرة عليه. وقالت لـ"الشرق الأوسط" إن الخطورة تكمن في أن هذا التمديد التلقائي ينسحب على التمديد للأزمة اللبنانية في ظل انسداد الأفق السياسية في وجه تشكيل حكومة جديدة بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الانفجار الذي استهدف مرفأ بيروت وترتّبت عليه أضرار كارثية أصابت الجزء الأكبر من أحياء العاصمة.
ولفتت المصادر السياسية إلى أن التحرك الذي قام به رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب، باتجاه رؤساء الجمهورية ميشال عون، والمجلس النيابي نبيه بري، والمكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، في محاولة لإخراج تأليف الحكومة من التأزُّم الذي لا يزال يحاصرها، لم يقدّم أو يؤخّر لأنه لم يكن سوى غطاء للتضامن مع الحريري ولو متأخراً بعد أن اتهمه عون بالكذب، وبالتالي لا مفاعيل سياسية لهذا التحرك.
وأكدت أن المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كان وراء إسداء نصيحة لدياب بضرورة زيارة الحريري رداً على زيارة الأخير له إبان الادّعاء عليه من المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوّان، وقالت إن دياب ارتأى أن تشمل الزيارة عون وبري، وهذا ما تحقق بترتيب وإعداد من اللواء إبراهيم.
وعدّت المصادر نفسها أن دياب أراد أن يضفي على جولته ما يتيح له أن يقدّم نفسه للرأي العام بأنه يحاول إعادة تحريك المشاورات الخاصة بتأليف الحكومة، مع أنه يدرك جيداً أن عون الذي يرفض التجاوب مع مبادرة البطريرك الماروني بدعوته الحريري لعقد لقاءات وجدانية لعلها تفتح الباب أمام الوصول إلى تفاهم يدفع باتجاه تسريع ولادة الحكومة ويصر على التمرّد على مبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنقاذ لبنان، ليس في وارد التسليم له بأنه يقوم بمهمة إنقاذية.
وقالت إن مبادرة دياب وُلدت ميتة مع أنه أرادها للاعتذار من الحريري عن التأخّر في التضامن معه، وجاءت أشبه بحركة بلا بركة، رغم أنه توخى منها أن تأتي متوازنة لتفادي أي رد فعل سلبي من رئيس الجمهورية في حال لم يشمله بجولته التي لم تلقَ التجاوب المطلوب من الأخير، وأكدت أن منسوب المخاوف إلى ارتفاع حيال استمرار الجمود القاتل الذي سيجعل من رئيس الجمهورية رئيساً لتصريف الأعمال أسوةً برئيس حكومة تصريف الأعمال.
وفي هذا السياق كشفت المصادر نفسها أن بعض أعضاء الفريق السياسي المحسوب على عون ووريثه السياسي رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل وهم الآن أكثر تطرُّفاً، بدأ يروّج لنظرية مفادها أن السنوات الأربع من الولاية الرئاسية لم تمكّنه من تحقيق ما تعهد به، متهماً خصومه بأنهم كانوا وراء مسلسل الإخفاقات التي مُني بها "العهد القوي"، وبالتالي فإن الثلث الأخير من ولايته لن يكون أحسن حالاً.
ونقلت عن بعض أعضاء هذا الفريق قوله إنه لم يعد أمام عون سوى أن يأخذ البلد إلى الانهيار ولو من باب التهديد، لعلّ خصومه يبادرون للتسليم له بإعادة تعويم باسيل سياسياً بعد أن تعذّر عليه تعويم نفسه رئاسياً.
وأكدت أن الشغل الشاغل لهذا الفريق يكمن في إنقاذ باسيل أولاً بذريعة أن إنقاذ "العهد القوي" أصبح من سابع المستحيلات، وأن لعون مصلحة في تجيير ما تبقى من ولايته لإنعاش باسيل سياسياً بغية الإبقاء عليه كواحد من الأرقام الصعبة في المعادلة الداخلية، خصوصاً أنه يراهن على بقاء "حزب الله" إلى جانبه في السراء والضراء بذريعة أنْ لا حليف في الشارع المسيحي على استعداد لتوفير الغطاء السياسي له كما يفعل باسيل وإن كان يحاول من حين لآخر أن يتمايز عنه قولاً لا فعلاً.
ورأت هذه المصادر أن تعذُّر إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في ربيع 2022 قد يؤدي إلى التمديد للبرلمان الحالي ليحل مكان البرلمان المنتخب الذي يُفترض أن يَنتخب مَن يخلف عون في سدة الرئاسة والذي تنتهي ولايته بعد نحو خمسة أشهر ونصف على انتهاء ولاية البرلمان الحالي، وهذا ما يسمح لعون بالتحالف مع "حزب الله" بالضغط لإعادة تسويق باسيل رئاسياً.
لكنّ المصادر وإن كانت ترى أنه من السابق لأوانه الرهان على مثل هذا السيناريو الجهنّمي لقطع الطريق على شطب اسم باسيل من لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، فإنها في المقابل تعتقد أن هناك صعوبة في إعادة تلميع صورته حتى داخل ما تبقى من "قوى 8 آذار"، وتعزو السبب إلى أنه ورئيس الجمهورية لم يتركا حليفاً لهما سوى "حزب الله".
لذلك، فإن إصرار عون على الثلث الضامن في الحكومة في حال أنها تشكّلت يَلقى معارضة واسعة، انطلاقاً من تقدير خصومه أنه من غير الجائز إعطاءه ورقة التعطيل، وإن كان من المبكر منذ الآن التبصّر في مصير الانتخابات النيابية، ما دامت الأولوية يجب أن تبقى حصراً في إزالة العقبات التي تؤخّر ولادة الحكومة بعد أن استحال على عون رمي مسؤولية التعطيل على الآخرين من خصوم وحلفاء وبات محشوراً، ولم يعد في مقدوره الالتفاف على الضغوط التي تحاصره وتحمّله وزر التكلفة الاقتصادية والسياسية المترتبة على بقاء البلد بلا حكومة.
نسخ الرابط :