مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

"تراتيل في وجه فاطمة- عليها السلام-"

"تراتيل في وجه فاطمة- عليها السلام-"
 
" كنا نخيط ونغزل و ننظم الإبرة بالليل في ضوء وجه فاطمة*" 
 
لأجلكِ
أطفأنا القناديلا!
لوجهكِ 
أرخينا المناديلا!
لنخيط من حُسن الزمان
حبوراً
و 
أكاليلا!
ونغزل من عرس الزمان 
سروراً
و 
سرابيلا!
تقينا الحرّ والظلمات
تقينا البرد والكربات
وننظم من غنى الجنان 
أغانٍ
و 
مواويلا...!
لأجلكِ
حطّمنا التماثيلا!
لوجهكِ
أخرسنا الأقاويلا!
وأترعنا الليل ضياءًا
وملأنا الأرض سناءًا
ودفنّا 
الضلالة
و 
الأضاليلا!
لنمحو عن وجوه الليل
الحقد والأضغان
ونزيل من قلوب الويل
البغض والشنآن
ونطرد من عقول الجهل
الجهالة
و 
المجاهيلا...!
ما سرّكِ؟
ما سرّ نورك
الذي يسري 
من حيث ندري 
و
لا ندري
شلاّلاً من الأنوار!
ويجري
في كل ما نروي
و 
لا نروي
ينبوعاً من الأسرار...!؟
فيهيم في الأفق المبين
ويتيه في السرّ القديم
ليستبين
ويستقيم
قدراً 
من الأقدار!
ما أمركِ؟
ما أمر حزنك الأزلي
الذي يطوي
السماء سريعاً
ويذوي
ندىً 
وشموعاً
ويهوي
دماً 
ودموعاً
في أعين الأبرار...!؟
ما خطبكِ؟
ما خطب همّك الأبدي
الذي اختلط بهمّ الأرضِ
واعتلى جبال الرفضِ
ليغرب
في دُجى الأحرار
ما خطب دمعكِ الزهريّ
الذي امتزج بدمع الزهر
وامتطى جراح الفجر 
ليشرق
في مدى الأطهار...!؟
لأجلكِ
أشعلنا القناديلا
لنور وجهكِ
أمسكنا المناديلا
لنخيط من ندم الزمان
صحيفةً
و 
سرابيلا!
ونغزل من حزن الزمان
عقيدةً
و 
أناجيلا!
تتلو العبرات والأنات
تروي الزفرات والآهات
وننظم من أسى الجنان
قصيدةً
و
تراتيلا...!
 
 
* حديث مروي عن نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم (بلسان عائشة) في حق فاطمة عليها السلام.
د. حسن آل حطيط العاملي
 

التعليقات (0)

اترك تعليق