ابنة الملك الخاتون وزواجها من عالم صالح
كان في جبل عامل قرية صغيرة متواضعة تدعى (إمية) بكسر الهمزة، يعيش أهلها على زراعة الحنطة والشعير، وكان فيها عالم صالح، يخشى الله، ويعمل بكتابه، ويتأدب بآداب الرسول وسنته، وكان في حياته ومظاهره لا يمتاز عن أضعف رجل في القرية، وفي ذات يوم اجتاز قرية (إمية) أحد ملوك الأيوبيين، وهو في طريقه إلى بعض البلدان، فخرج أهل القرية لاستقباله والاحتفاء به، وبقي العالم الصالح في بيته لم يخرج مع المستقبلين، ولم يزر الملك مع الزائرين، فاغتاظ الملك من تصرف الشيخ وتجاهله له ولمكانه، ولكنه كان رشيداً عاقلاً، لا يقدم على عمل إلا بعد البحث والروية، فبعث إلى الشيخ يسأله عن السبب؟.. فأجاب بما هو مأثور ومشهور: "إذا رأيت الملوك على أبواب العلماء فنعم الملوك ونعم العلماء!.. وإذا رأيت العلماء على أبواب الملوك فبئس الملوك وبئس العلماء!..".
فعظُم الشيخ في عيني الملك، وأكبره إيما إكبار، وأسرع إلى زيارته، وجلس متأدباً بحضرته، واستمع إلى حديثه بخضوع وخشوع، وامتلأت نفسه منه رهبة، وعرض عليه أن يزوجه ابنته الخاتون، فَقَبِل الشيخ، وتم الزواج، وبارك الله في هذا القران، لأنه خالص لوجهه تعالى، ووهب للزوجين أولاداً وأحفاداً اعتزّ بهم الدين وتباهت بهم الإنسانية، وعُرفوا بآل خاتون نسبة إلى أمهم بنت الملك.
(قصص العلماء، الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني)
اترك تعليق