مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

نساء من دروب الشوق

نساء من دروب الشوق

نساء من دروب الشوق

في دروب الشوق تتفانى الأنفس وتصبح نفس واحدة تمد أكفّ الراحة وتفترش الرموش وتصبُّ الدموع لسقاية محبي المحبوب، وتتفايض المشاعر لتحتضن تعب الزائر بأيدي منهكة، تجسد أوج تعابير الإخلاص والتعاون وتمثل أسمى معاني البذل والعطاء، كرمهم أخجل الكرم فلا يكون اسم لحاتم في قبالهم، من جوعهم يشبعون الزائر ومن عطشهم يسقونه.
نساء تركن بيوتهن لما يزيد عن عشرة أيام ليسكن في حسينيات أو خيم ومعهن الأطفال، نزحوا عن الراحة وأختاروا التعب وهم فرحون بما رزقهم الله من خدمة للحسين (عليه السلام).
تقول بتول حسين من موكب غريب طوس محافظة الناصرية: نأتي من 8 صفر الى يوم الاربعين، نقضي هذه الأيام ونحن نجهز شتى صنوف الراحة للزائر من تنظيف وتجهيز الفراش والملائم وحتى تحضير الطعام، ننتظر هذه الأيام لحظة بلحظة ونودعها بالدموع ولطريق العودة غربة ودمعة حارقة نتمنى أن لا تنتهي هذه الأيام.
أما الحاجة أم ناصر في عقدها الخامس تقول: في المنزل لا أستطيع حتى أن أرفع غطائي أما هنا فالحمد لله أقوم بشتى الأعمال ببركة الحسين ولا أشعر بالتعب.
أما الأخت نور حسين فكانت لها كلمة معبرة: الترحيب بالزائر بالكلمة الطيبة والخلق الحسن هو المنهج الذي تعلمناه من ثورة الحسين عليه السلام والسيدة زينب التي أثبتت لنا الاحترام بالمحافظة على العفة والحجاب وبكلمة الحق أمام السلطان الظالم، ومثلت لنا أروع صور القيادة للمرأة الإسلامية، ومن هذا فحري ببناتنا وشاباتنا ونسائنا الاقتداء بهذه الأسوة المثالية حتى نصحح مسيرنا بمسيرها.
أما أم أمجد من موكب البصرة فتقول: نحن نحضر أغلب المأكولات من بعد العاشر من محرم حيث تجتمع النسوة ويتحضرن للعمل أو كل واحدة من دارها تحضر ما عليها وكل ما موجود هو من صنع أيدينا، الدبس بنوعيه الأسود والأبيض وصحون (الخوص) والمخللات والألبان والحليب، فضلاً عن التمر المحشي بالبسكويت، فضلا عن قيامنا بعمل عدد من المعجنات كالكيك و(المريس) والـ(الجرك) وطبعا الخبز الحار، نأتي من البصرة من يوم 11 صفر إلى يوم الأربعين، في يوم الأربعين لا نستطيع أن نذهب للزيارة بسبب الازدحام لذلك نجلس في الخيمة ونقرأ الزيارة ثم نقوم لنشد رحيل العودة بالدموع.
الحسين منبع العطاء وخدامه غرفوا من ذلك المنبع ليبذلوا الغالي والنفيس في سبيله.


المصدر: قناة بشرى حياة.
ضمياء العوادي

التعليقات (0)

اترك تعليق