مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إنــهــا هــنـا “السيــدة الــزهــراء (ع)”

إنــهــا هــنـا “السيــدة الــزهــراء (ع)”

إنها هنا…

إنــهــا هــنـا “السيــدة الــزهــراء (ع)”

“الشهادة هي عشقي الذي يزداد استعاره في قلبي يوماً بعد يوم، والحلم الذي لا يفارقني على الإطلاق، والذي أطمح أن يرزقني الله تعالى إياه حين يشاء!!
أقول” حين يشاء”، لأنني كنت قبلاً أظن أنني محروم من الشهادة لأمر أو ذنب عظيم اقترفته، وكان هذا الظن يحرقني بشدة، وخاصة عندما يستشهد أحد المجاهدين قربي، ولا يكون نصيبي سوى الجرح، إلا أن هذا الضيق تحول إلى ثقة بالله، وأمل بجميل قضائه، بعدما جرى ما جرى.
فقد صارحت الشيخ تقي البهجة (رضوان الله عليه) ذات مرة، بما كان يختزنه صدري، فقال لي: “لا بد أن دورك لم ينته بعد”. كلام خفف وجعي في حينه، إلا أنني أدركت حقيقته الجليلة يوم بدأت جهادي في سوريا، وبشكل أعمق يوم سألت أحد الأسرى المسلحين عن سبب وجوده في سوريا، فأجابني: لقد جئنا لتدمير “معبد” زينب”!!!
لقد شكرت الله حينها أن أطال عمري لأكون ممن يحامي بروحه عن الحوراء (سلام الله عليها) في هذه المعركة الإلهية ضد أولئك الأنجاس!
نحن لسنا وحدنا في هذه المعركة، لقد بات عندي يقين بأن آل البيت (ع) جميعهم معنا: معنا حين القتل، ومعنا حين الشهادة
وأضاف:
أتدرين؟ لما أصبت والشهيد ربيع “الشهيد حسن مرعي” استطعت الاقتراب منه قليلاً، وإذا به يخاطبني:
أنظر يا “أبا مصطفى”، إن الزهراء تقف هنا!
سألته بلهفة: أين؟ أنا لا أراها!
رد بصوت ضعيف: ها هي، تقف بيني وبينك تماماً!
في تلك اللحظة، عرفت أن الحجب قد ارتفعت عن بصر “ربيع” الذي راح ينادي: يا زهراء، يا زهراء!
ثم سألني: هل تريد شيئاً مني؟
أجبته وقد سلب لبي ما أراه من حالته: لا.
فنادى مجدداً: يا زهراء! ثم غفا إغفاءة الرحيل، والبسمة تعلو وجهه.
الجريح “أبو مصطفى”
تاريخ الإصابة: ١٥، ١٠، ٢٠١٣


من كتاب ظلال زينب


التعليقات (0)

اترك تعليق