مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

لقاء على طريق كربلاء المقدسة

لقاء على طريق كربلاء المقدسة

جاء في كتاب(العبقري الحسّان): نقل لي حجة الإسلام الحاج ميرزا علي أكبر آقا خوئي عن السيد رضا الدزفولي الذي كان رجلاً روحانياً تقياً، كما كان إماماً للجماعة في النجف الأشرف قال:
كنا نعزم على زيارة كربلاء المقدسة في أوقات معينة، وكان لنا فيها بيت خاص نسكن فيه لدى أقامتنا في هذه المدينة.
وفي إحدى الرحلات اصطحبت عائلتي لأداء الزيارة، فهيأت لنفسي حماراً ولعائلتي بغلتين واتجهنا إلى كربلاء، وفي وسط الطريق وحيمنا وصلنا إلى منطقة النخيلة افتقدت زوجتي وأطفالي، وعلى الفور أعلمت مسؤول القافلة، واحتملت أن تكون فد تأخرت عائلتي خلف القافلة، فذهبنا للبحث مسافة كبيرة، ولكننا لم نعثر عليها، فقال لي المسؤول: لعل عائلتك انطلقت مع قافلة أخرى عن طريق الخطأ، ثم واصلنا البحث مرة أخرى دون جدوى، مما ضاعف خوفي، واكتفيت بالتفكير بما قاله مسؤول القافلة.
وأخيراً دخلنا  مدينة كربلاء وكلي ندم وقلق، فقصدنا البيت السالف الذكر مباشرة، وحينما طرقت الباب، رأيت زوجتي تفتحه لي فعمني سرور لا يوصف، فسألتها: في أين مكان انفصلتم عنا؟
فقالت: في منطقة النخيلة.
فسألتها: وكيف حدث ذلك؟
أجابت: لقد طلب مني الأطفال طعاماً، ففتحت لهم القدر النحاسي الذي يحوي الطعام، فارتجفت يدي، فارتطم غطاء القدر به، مما احدث صوتا فُزع له الحيوان الذي كنت امتطيه، فانطلق بنا إلى الصحراء، وكلما كان صوت القدر وغطاؤه يرتفع، كلما زاد الحيوان من عدوه، مما ضاعف من خوفي، ومهما كنت أصرخ وأنادي، ولكن أحدا لم يسعفني، فظننت إنني هالكة، أو أن أبداننا ستتحطم..
...فوجدت نفسي استغيث واندب الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه، وعلا صياحي وصياح أطفالي ونداءاتنا لصاحب الزمان.
فشاهدنا على حين غرّة شخصاً نورانياً بهي الطلعة جليلاً يرتدي الملابس العربية، فقال لي: لا تخافي، لا تخافي.
وفور أن تفوه بهذه الكلمة حتى رأيت مركوبي يهدأ هدوءاً تاماً بعد أن كان يعدو بما أوتي من قوة.
فاقترب الشخص منا وخاطبني قائلاً: هل تريدون الذهاب إلى كربلاء؟
فقلت: نعم...
فأمسك بزمام البغلة ليهدينا إلى الطريق الصحيح... وأثناء حركتنا سألته من يكون؟
فأجاب: أنا المكلف بإنقاذ المضطرين والعاجزين في مثل هذه الصحراء(1)
 

الهوامش:
1- العبقري الحسان/ ج2 ص203.


المصدر: كتاب لقاءات النساء مع صاحب الزمان للسيد أحمد بحر العلوم.

التعليقات (0)

اترك تعليق