مقام النبي ياثر في قرية ياطر الجنوبية
ياطر إحدى قرى قضاء بنت جبيل تبعد عنها ما يقارب 22 كيلومتراً لجهة الشمال الغربي، ترتفع 700 متر عن سطح البحر، وفيها مقام يعرف باسم مقام النبي ياثر.
نبذة عن تطور بناء مقام النبي ياثر(ع):
البناء الأول:
كان معروفاً منذ عشرات السنين أنّ المقام المجود في ياثر كان له غرفة ينزل إليها بعدة درجات وكان حولها دار وهذا ما يعلم وكأنه بحسب ما نعلمه هو المبنى الأول الذي بني على المقام.
البناء الثاني:
قطعة حجر مكتوب عليها:
ينقل أكثر من واحد من أهل البلد، وقال لي الحاج أمين حسين كوراني أنه رأى قطعة حجر تبلغ حدود المتر، وهي قسم من قطعة أكبر وشاهد عليها حروف وكتابة، ومما يذكر أنه رأى حرفان: (ر هـ) وعندما جددوا البناء مرة ثانية استخرجوا قطعة الحجر وكسرت ووضعت في أسفل الحائط الذي بني على الضريح، ونقل أنه كان مكتوب عليها بلغة غير عربية وأنها سلمت إلى الإمام السيد موسى الصدر ليترجمها خبراء في اللغة ولم يثبت هذا.
البناء الثالث:
واستمر البناء الثاني إلى حدود 1962م وكان قد توفي المرحوم الحاج موسى علي صالح وكان قد ترك أموالاً كثيرة اجتمعت من النذورات فقام مكان المرحوم ولده حسن وأخذ على عاتقه بناء المقام بشكل أكبر وأوسع وكان أن بنا عليه طابق أول وبداخله الضريح ثم الطابق الثاني عليه قبة وأخيراً قيض له شخص من أهل البلد فأخذ على عاتقه إكماله من تلبيس بالحجر، والتبليط وتجديد الكهرباء والأبواب، وجميع ما يحتاجه المقام.
الضريح:
وأما الضريح فإن مجموعة من النساء اللاتي يلتزمن بالصلاة والزيارة في المقام كل أسبوع، أخذن على عاتقهن تهيأة قفص للضريح وجمعن مبلغاً لا بأس به، وأقيم القفس بالفعل حسب شروط ومواصفات جيدة، وهذه آثار الأعمال التي تكون لله تعالى: "وما كان لله ينمو".
كراماته:
1- تحقق ما ينذر له:
اشتهر يثرون باستجابة وتحقق النذر الذي ينذر له، فإنك لا تسمع إلا وشخص نذر كذا وتحقق نذره وقد شاع عنه هذا الأمر في البلد وفي القرى المجاورة لها وتواترت الأخبار في تحقيق نذره، وقد ظهرت له كرامات كثيرة:
إحداها ما نقله أكثر من شخص واحد من أهل البلد، وهو ما حدث مع أحد مسؤولي الكتّاب الذي كان يقرأ القرآن للأولاد وذلك عندما أخذ صفيحة زيت من الزيتون التي كانت منذورة للمقام... ولكن لم يستطع أن يخطو حتى خطوة واحدة ونذر عندها أن إذا خلّصه الله من هذه المشكلة أن يدهن جدران المقام من الداخل وهكذا كان فتخلص وجمع الأولاد ودهنوا الجدران للنبي في ذلك الزمان (بالرشق) نوع من التراب الأصفر كان يؤتى به من أماكن خاصة من منطقة وادي النطاره.
2- أولاد ينذرون:
في الماضي كان من لم يعش له أولاد ينذر ولده أي يترك شعره إلى 8 سنوات أو عشرة وعندما يبلغ الولد هذا السن يلبسه أهله ملابس جديدة ويركبونه على فرس ويذهبون به بشكل احتفال إلى مقام يثرون بعد أن يكون أهل الولد المنذور هيئوا الوليمة ودعوا أهل البلد ليذهبوا إلى تناول الطعام هناك في المقام وبعد أن يصل الموكب إلى المقام يحلق للولد شعره، ويتناول الجميع الطعام احتفاءً ببقاء الولد حياً، وكان هذا شائعاً.
المصدر:
1- نبذة عن بناء مقام ياثر، الشيخ عباس كوراني.
2- جمعية المعارف الحكمية.
اترك تعليق