مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

أصحاب الإمام المهدي عليه السلام فيهم خمسون امرأة

أصحاب الإمام المهدي عليه السلام فيهم خمسون امرأة: "ويجئ، والله، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة..."

[من الروايات التي تدلّل على وجود نساء في أصحاب صاحب العصر والزمان (عج)]
توجد روايتان في ذلك:
 أولاهما في دلائل الإمامة/259، عن مفضل بن عمر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يكون مع القائم ثلاث عشرة امرأة، قلت: وما يصنع بهن؟
قال[ع]: يداوين الجرحى ويقمن على المرضى، كما كنَّ مع رسول الله صلى الله عليه وآله، قلت: فسمّهن لي،
قال: القنواء بنت رُشَيْد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأم خالد الجهنية. [كذلك في] إثبات الهداة:3/575، ملخصاً عن مسند فاطمة عليه السلام للطبري .
فهي تتحدث عن نساء يُحْيَيْنَ من قبورهن، وقد سمَّت تسعاً منهن، وتنصّ على أن مهنتهن التمريض، ولم تذكر أنهن من أصحابه أصحاب الدور الأكبر .
لكن الرواية الثانية في تفسير العياشي رحمه الله :1/65، عن جابر الجعفي عن الإمام الباقر عليه السلام تنصّ على أن من بين أصحابه الخاصين الثلاث مئة وثلاثة عشر خمسين امرأة، وهي طويلة تضمنت معلومات هامة عن حركة الإمام أرواحنا فداه من المدينة الى مكة وبداية ظهوره المقدس، وخطبته في المسجد الحرام وحركته الى المدينة والعراق والشام ، وهذا نصها الكامل :
"يا جابر: إلزم الأرض ولا تحركن يدك ولا رجلك أبداً حتى ترى علامات أذكرها لك في سنة، وترى منادياً ينادي بدمشق، وخسفاً بقرية من قراها، ويسقط طائفة من مسجدها، فإذا رأيت الترك جازوها فأقبلت الترك حتى نزلت الجزيرة، وأقبلت الروم حتى نزلت الرملة، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب، وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك على ثلاث رايات: الأصهب والأبقع والسفياني، مع بني ذنب الحمار مضر، ومع السفياني أخواله من كلب، فيظهر السفياني ومن معه على بني ذنب الحمار، حتى يقتلوا قتلاً لم يقتله شئ قط، ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو ومن معه قتلاً لم يقتله شئ قط وهو من بني ذنب الحمار، وهي الآية التي يقول الله: «فَاخْتَلَفَ الأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ».
ويظهر السفياني ومن معه حتى لا يكون له همة إلا آل محمد صلى الله عليه وآله وشيعتهم، فيبعث بعثاً إلى الكوفة فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلاً وصلباً، وتقبل راية من خراسان حتى تنزل ساحل دجلة، ويخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة. ويبعث بعثاً إلى المدينة فيقتل بها رجلاً ويهرب المهدي والمنصور منها ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم، لا يترك منهم أحد إلا حبس.
ويخرج الجيش في طلب الرجلين ويخرج المهدي منها على سنة موسى خائفاً يترقب حتى يقدم مكة. ويقبل الجيش حتى إذا نزلوا البيداء، وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف ومعه وزيره، فيقول: يا أيها الناس إنا نستنصر الله على من ظلمنا وسلب حقنا. من يحاجنا في الله فأنا أولى بالله، ومن يحاجنا في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجنا في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجنا في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجنا بمحمد فأنا أولى الناس بمحمد صلى الله عليه وآله، ومن حاجنا في النبيين فنحن أولى الناس بالنبيين، ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولى الناس بكتاب الله، إنا نشهد وكل مسلم اليوم أنا قد ظلمنا وطردنا وبغي علينا وأخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا وقهرنا. ألا إنا نستنصر الله اليوم وكل مسلم.  ويجئ، والله، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً فيهم خمسون امرأة، يجتمعون بمكة على غير ميعاد، قزعاً كقزع الخريف يتبع بعضهم بعضاً، وهي الآية التي قال الله: «أين مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللهُ جميعاً إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئ قَدِيرٌ».
 فيقول رجل من آل محمد صلى الله عليه وآله: وهي القرية الظالمة أهلها. ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلثمائة وبضعة عشر، يبايعونه بين الركن والمقام، ومعه عهد نبي الله ورايته وسلاحه ووزيره معه، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء، حتى يسمعه أهل الأرض كلهم. اسمه اسم نبي. ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلى الله عليه وآله، ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين، فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره.
وإياك وشذاذاً من آل محمد صلى الله عليه وآله، فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات، فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلاً أبداً حتى ترى رجلاً من ولد الحسين معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين، ثم صار عند محمد بن علي، ويفعل الله ما يشاء، فالزم هؤلاء أبداً وإياك ومن ذكرت لك، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، ومعه راية رسول الله صلى الله عليه وآله عامداً إلى المدينة حتى يمر بالبيداء، حتى يقول هذا مكان القوم الذين يخسف بهم وهي الآية التي قال الله: «أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأرض أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لايَشْعُرُونَ . أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ».
فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري على سنة يوسف. ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتى يظهر عليها. ثم يسير حتى يأتي العذراء هو ومن معه وقد لحق به ناسٌ كثير والسفياني يومئذ بوادي الرملة، حتى إذا التقوا وهو يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد صلى الله عليه وآله إلى السفياني فهم من شيعته، حتى يلحقوا بهم ويخرج كل ناس إلى رايتهم وهو يوم الأبدال.
قال أمير المؤمنين عليه السلام: ويقتل يومئذ السفياني ومن معه حتى لا يترك منهم مخبر، والخايب يومئذ من خاب من غنيمة كلب. ثم يقبل إلى الكوفة فيكون منزله بها فلا يترك عبداً مسلماً إلا اشتراه وأعتقه ولا غارماً إلا قضى دينه، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها، ولا يقتل منهم عبداً إلا أدى ثمنه دية مسلمة إلى أهلها، ولا يقتل قتيل إلا قضى عنه دينه وألحق عياله في العطاء، حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً وعدواناً، ويسكن هو وأهل بيته الرحبة (والرحبة إنما كانت مسكن نوح وهي أرض طيبة)، ولا يسكن رجل من آل محمد عليهم السلام ولا يقتل إلا بأرض طيبة زاكية ، فهم الأوصياء الطيبون".انتهى.
والإشكال على هذه الرواية بإرسالها في العياشي ، يجبره أنها مسندة بعدة طرق فيها الصحيح في غيبة النعماني وغيرها. قال النعماني في الغيبة/279.....عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام : يا جابر إلزم الأرض ولا تحرك يداً ولا رجلاً حتى ترى علامات أذكرها لك إن أدركتها: أولها: اختلاف بني العباس وما أراك تدرك ذلك ، ولكن حدث به من بعدي عني ..الخ.

الاشكالات الواردة والجواب عليها
وقد يشكل بأن رواية النعماني المسندة لم تتضمن "فيهم خمسون امرأة"؟
والجواب عنه بتعويض السند، وبالإطمئنان بالصدور، والله العالم  .
وهذه مصادر رواية جابر رحمه الله: روى العياشي أيضاً قسماً منها:1/244، وقسماً آخر:2/261، ومثله النعماني/279، بأسانيده، بأكثر ألفاظها ومعانيها بتفاوت، والإختصاص/255، والإرشاد/359، أولها كالنعماني بتفاوت، ومثله غيبة الطوسي/269، وإعلام الورى/427، والخرائج:3/1156، بتفاوت يسير، وعقد الدرر/49، ومنتخب الأنوار/33، عن الراوندي. وإثبات الهداة:3/548، والبحار:51/56، كلاهما عن العياشي وفي:52/212، عن الطوسي، والإرشاد. وفي/237، عن النعماني، والإختصاص، والعياشي.
وهنا يأتي سؤال: هل تجوز أن تكون المرأة حاكمة؟
والجواب: أنّ الأعم الأغلب من فقهاء المذاهب يفتي بأنه لايجوز للمرأة أن تتولى مقام القضاء والولاية، بل يختص ذلك بالرجل، ويستدلون له بالنصوص، ويعللونه بسرعة تأثر المرأة واحتياج منصب القضاء والولاية أي الوزارة فما فوقها ، الى قدرة أكبر على التحكم بالمشاعر. لكن فتوى مراجع التقليد التي هي تكليفنا اليوم لايصح أن نلزم بها الإمام المعصوم المهديّ من ربه صلوات الله عليه .
ووجود خمسين امرأة من وزرائه عليه السلام يعني أمرين مهمين:
الأول: أن المرأة يمكن أن تصل الى مقام حمل الإسم الأعظم وتكون من الأصحاب الخاصين للإمام عليه السلام. والثاني: أن المرأة ستكون في عصره حاكمة لخمسين إقليماً في العالم مضافاً الى أدوارها الأخرى! وهو أمر لم تصل اليه المرأة في تاريخ المجتمعات وأنظمة الحكم!
لذلك نستطيع أن نقول إن الإمام المهدي صلوات الله عليه هو الذي سيرفع ظلامة المرأة، ويعطيها مكانتها التي تستحقها في العالم، في جو رفيع من القيم واحترام إنسانية الإنسان.
مصدر: المعجم الموضوعي لأحاديث الامام المهدي(ع)-الفصل ال13
 
        www.alameli.net

  

التعليقات (0)

اترك تعليق