مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مقام أبو ركاب أو أبو الركب في عرمتى

مقام أبو ركاب أو أبو الركب في عرمتى

مقام "أبو ركاب" أو "أبو الركب" في "عرمتى":

"عرمتى" بلدة من بلدات قضاء جزين، تقع على بعد 86 كيلومتراً من العاصمة بيروت، و40 كلم من مركز المحافظة صيدا، وثمانية كلم عن مركز القضاء جزين، وترتفع عن سطح البحر حوالي 8500 متر.
يبلغ عدد سكانها نحو 8500 نسمة وهم موزعون على العائلات التالية: الحاج، منصور، أسعد، حيدر، يونس، الشامي، الحسيني، جمعة، الطيراني، برّو، جهجاه، دعجه، مروة، محسن، عبد العال، رمضان، موسى، ناصر الدين، حلال، صبرا.
يحد "عرمتى" من الغرب "مليخ"، ومن الشرق "القطراني"، أما شمالاً فـ"كفرحونة" وجنوباً "الريحان".

تتمتع عرمتى بمناخ بارد قاسِ شتاءً وتعتبر مصيفاً ذات أجواء مناخية جيّدة صيفاً، ويكتفي أهالي البلدة بزراعة بعض الأشجار المثمرة، حيث تنعدم الزراعات الإنتاجية بشكل بارز في ظل بروز لكميات كبيرة من أشجار الصنوبر البرّي.
أصل اسم هذه البلدة سرياني ويعني عرمة القمح أو كومة الحجارة، والاحتمال الأول يشير إلى أن أراضي البلدة كانت تزرع بالقمح والخيرات، فأصبحت مركزاً تُكوّم فيه غمار القمح التي يحصدها الفلاح بالمنجل بيمينه ثم يحضنها إلى قلبه بيساره، وهذا ما يؤكده وجود منطقة فيها تسمى البيادر، ومطحنة قديمة باتت أثراً وذكرى، ويُقال في قديم العصور أنه كان هنالك إله "عرمتى" وكان يُعبد من قبل سكان لبنان.
للأماكن في عرمـتى أسـماء وحكايـات وذكريات، بعـضها كان جزءاً من الحياة اليومية للناس بما يحتضنه من مواسم وخيرات، وبفعـل الاحتلال تحول إلى مركز عسـكري يتردد اسـمه في نشـرات الأخبار اليومية عل مر سنـوات، وبعـضها يُشكل بما فيه من مميزات طبيعية، مراكز للاسترخاء والتنـزه والاستجمام، وبعضها الآخر له أهمـية تاريخية ودينية كمقام أبو ركاب:

أبـو ركاب، من أهـم الأماكن في البلدة، نظراً لتاريخ المقـام الذي يحـمل اسم أبو الركـب، يعرفه أهل البلد وأهل إقليم التفاح وصيدا وجزين وله كرامات عالية ولكن لم يجد في التاريخ أي ذكر لنبي هناك.
يقول الشيخ إبراهيم سليمان في كتابه "بلدان جبل عامل" أنّ مشهد أبو ركاب "قريب من عرمتا عليه قبة ولا أعرف عنه شيئاً، ونقل لي رجل ثقة أنّ بعضهم نذر له نذراً فاستجيب نذره، فأعطاه للسيد محمد محمود الأمين (قدس سره) فرفضه وقال له: لا أعرفه، فقال له: إنه نبي فقال: اسكت ولم يأخذ النذر. والله العالم، ونقل لي أيضاً أنّ رجلاً من العيشية كنيته أبو مبدا أصاب عنزاته (صفيرا) فساقهنَّ إلى مقام (أبي ركاب) وطاف بهن حوله وقال له: يا أبو ركاب (الكراز) الذي يبقى عندك هو لك. فبقي (كراز) داخل المقام فحاول الراعي أن يخرجه قهراً فقال له: اتركه، وشفيت من (الصفيرا) قال: وسألته بعد ذلك (صحوا العنزات)؟ فقال: "وَلَو صحوا".
لا شك أنه أحد الأولياء الصالحين زمن الاضطهاد للمؤمنين الصالحين. هرب إلى هذا الجبل المحاذي المطل على كفرحونة وعلى عرمتى  ليتعبد بحرية، بيد أنه كان كثير الصعود والنزول من رأس الجبل حتى تورّمت قدماه، فراح يصعد على ركبتيه، فسمّاه  الناس أبو الركب أو أبو ركاب. والغريب أن قمة جبل أبو الركب تطل مباشرة على قمة جبل صافي وجبل سجد، من هنا يُقال إن أبو ركاب وصافي وسجد ربما عاشوا بنفس الفترة.

ومقام أبو ركاب عبارة عن بناء قديم جداً مؤلف من غرفتين وفناء كبير أمام المقام. الغرفة الأولى هي غرفة المقام وهو مقام قديم جداً ولم يسعى أحد إلى تحسينه، أما الغرفة الثانية فيجلس فيها الناس القاصدين المقام ويوجد فيها سجاد قديم أيضاً، وهناك الفناء الكبير الموجود أمام المقام.
الطريق إلى هذا المقام وعرة جداً لكن من أهم ما قيل أنّ العدو الصهيوني حاول جرف الطريق بواسطة الآلات للوصول إلى هذا المقام، لكن الآلات تعطلت بواسطة قدرة إلهية، ومن الأشياء المهمة أيضاً أنّ نذر هذا المقام يوفى دائماً، حيث ذاع صيته في جبل عامل وكان الناس يأتون إليه للتبرك وسكان المنطقة من مختلف الطوائف يجلّونه ويقدمون له النذور.
يمكن الوصول إلى المقام من أربع طرق وهي: النبطية- كفرمان- العيشيّة- الريحان- عرمتى- مقام "أبو الركب"، جزين- كفرحونة- عرمتى- مقام "أبو الركب"، مشغرة- عين التينة- ميدون- القطراني- عرمتى- مقام "أبو الركب"، وعربصاليم- جرجوع- اللويزة- مليخ- عرمتى- مقام "أبو الركب".


المصادر:
1- سليمان، المرحوم الشيخ ابراهيم: بلدان جبل عامل. ط1، 1995م.
2- مجلة الجيش، عدد: 226.
3- موقع بلدة عرمتى.
4- موقع بلديات.
5- موقع ويكيبيديا.

إعداد: موقع ممهدات.

التعليقات (0)

اترك تعليق