مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

نساء واجهن أزواجهن وأبنائهن لمشاركتهم في قتل الحسين (ع) وأهل بيته(ع)

نساء واجهن أزواجهن وأبنائهن لمشاركتهم في قتل الحسين (ع) وأهل بيته(ع)

نساء وقفن ضد أزواجهن وأبنائهن لمشاركتهم في قتل الحسين (ع) وأهل بيته(ع):
1- زوجة خَوَلِّي:
النوار ابنة مالك بن عقرب زوجة خولي بن يزيد.
قال هشام: فحدثني أبي عن النوار بنت مالك قالت: أقبل خولي برأس الحسين فوضعه تحت إجانة في الدار ثم دخل البيت فأوى إلى فراشه فقلت له: ما الخبر ما عندك؟ قال: جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار، قالت: فقلت ويلك جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله(ص)، لا والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبدا، قالت: فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار، فدعا الأسدية فأدخلها إليه، وجلست أنظر قالت فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الإجانة، ورامت طيرا بيضا ترفرف حولها، قال: فلما أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد، وأقام عمر بن سعد يومه ذلك والغد، ثم أمر حميد بن بكير الأحمري، فأذن في الناس بالرحيل إلى الكوفة، وحمل معه بنات الحسين وأخواته ومن كان معه من الصبيان وعلي بن الحسين مري.
وقال الطبري: فسرح [عمر بن سعد] برأسه [الإمام(ع)] من يومه ذلك مع خولي بن يزيد وحميد ابن مسلم الأزدي إلى عبيد الله بن زياد فأقبل به خولي فأراد القصر فوجد باب القصر مغلقا فأتى منزله فوضعه تحت أجانة في منزله وله امرأتان: امرأة من بنى أسد والأخرى من الحضرميين يقال لها: النوار ابنة مالك بن عقرب وكانت تلك الليلة ليلة الحضرمية. ثم قال: قال هشام: فحدثني أبي عن النوار بنت مالك قالت: أقبل خولي برأس الحسين فوضعه تحت أجانة في الدار ثم دخل البيت فأوى إلى فراشه فقلت له: ما الخبر؟ ما عندك؟ قال جئتك بغنى الدهر، هذا رأس الحسين معك في الدار، قالت: فقلت ويلك -جاء الناس بالذهب والفضة وجئت برأس ابن رسول الله لا والله لا يجمع رأسي ورأسك بيت أبدا، قالت: فوالله فقمت من فراشي فخرجت إلى الدار فدعا الأسدية فأدخلها إليه وجلست أنظر قالت: فوالله ما زلت أنظر إلى نور يسطع مثل العمود من السماء إلى الأجانة ورأيت طيرا بيضاء ترفرف حولها. قال: فلما أصبح غدا بالرأس إلى عبيد الله بن زياد(1).
زوجة خولي تكلم الرأس الشريف:

        وشهالعجايب راس منك تسطع أنوار      *    هالليله ظلمه ونورك امشعشع ابدراي
 قلها أنا اللي بالترب ظل جسمي عاري   * وهالجرح هاللي في جبيني تنظرينه
       وهاللي تسمعيها عليّ تنعى حزينه  * صرخت ونادت هالمصيبه من الصوبين
جسمي يقلها ابكربلا وأما اسمي حسين     *                  نوب تروح الجثتي للغاضريه
     ولليوم ماحد شال جسمي امن الوطيه  *   صا حت يراس حسين والله احترت وياك
 وأبغي الشفاعة وبالحشر تذكرني أهناك         *   باجر تجيكم نسوتي حسرى على اجمال
واتعايني حرمه غريبه بين لعيال        *   ودي المقانع وارحميهم يا حزينه
كني أراها اتصيح يا بويه اسلبونا           * 
وحولك حرم تنعى ومثلك أبد ما صار
أمن انته دقلي يالذي نازل جوراي                *    ومرضوض صدري وطشروني وسط لوعار
بالحجر في يوم المصيبه صاكينه                     *  أمي اللى جرحوها ابصدرها ابضرب مسمار
خبرني عن اسمك وجسمك صار في وين      *          وأمي البتوله فاطمه بضعه المختار
ونوب تجي للراس واتنعي عليه                    *     ودمي يصب من منحري ويسترني لغبار
كان الك حاجه قول لي والروح تفداك            *      قلها اسمعي مني وحنت والعقل طار
واتشوفي ابني شدوا ايدينه بالحبال         *     أمن العطش والجوع تطلبها هالصغار
والله عليك و الله الله في اسكينه        *     عن جثتي بالضرب جروها الكفار


2- زوجة كعب بن جابر:
قال الطبري: لما رجع كعب بن جابر قالت له امرأته أو أخته النوار بنت جابر أعنت على ابن فاطمة وقتلت سيد القراء لقد أتيت عظيما من الأمر والله لا أكلمك من رأسي كلمة أبدا وقال كعب بن جابر:
سلى تخبري عنى وأنت ذميمة * غداة حسين والرماح شوارع
ألم آت أقصى ما كرهت ولم يخل * على غداة الروع ما أنا صانع
معي يزنى لم تخنه كعوبه * وأبيض مخشوب الغرارين قاطع
فجردته في عصبة ليس دينهم * بديني وإني بابن حرب لقانع
ولم تر عيني مثلهم في زمانهم * ولا قبلهم في الناaس إذ أنا يافع
أشد قراعا بالسيوف لدى الوغا * ألا كل من يحمى الذمار مقارع
وقد صبروا للطعن والضرب حسرا * وقد نازلوا لو أن ذلك نافع
فأبلغ عبيد الله إما لقيته * بأني مطيع للخليفة سامع
قتلت بريرا ثم حملت نعمة * أبا منقذ لما دعا من يماصع

3- هند زوجة يزيد تؤنبه لجريمته المتمثلة بقتل الحسين(ع):
قال السيد ابن طاووس: ولما وضع ـيزيدـ رأس الحسين -بين يديه- أجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه... وأما زينب فإنها لما رأته نادت بصوت حزين يقرّح القلوب، يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء، فأبكت كل من كان في المجلس ويزيد ساكت.
وفي المنتخب، قال: ثم إن هندا بنت عبد الله بن عمر زوجة يزيد دعت برداء وتقنعت، ورقفت من خلف الستر، فلما رأت الرأس، قالت ليزيد: ما هذا؟ فقال: رأس الحسين، فبكت هند وقالت: عزيز على فاطمة أن ترى رأس ابنها بين يديك يا يزيد، ويحك فعلت فعله استوجبت بها النار يوم القيامة، والله ما أنا لك بزوجة ولا أنت لي ببعل، ويلك بأي وجه تلقى الله، وجده رسول الله؟
ولما نصب رأس الحسين على باب القصر قال الخوارزمي من مقتله: فشقت الستر وهي حاسرة فوثبت على يزيد وقالت أرأس ابن فاطمة مصلوب على باب داري فغطاها يزيد فقالت له يا يزيد أخذتك الحمية عليَّ ولم تأخذك الحمية على بنات رسول الله(ص) قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن.
قال هشام، عن أبي مخنف، قال: حدثني أبوحمزة الثمالي، عن عبدالله الثمالي، عن القاسم بن بخيت، قال: [...] قال: فسمعت دور الحديث هند بنت عبدالله  بن عامر ابن كريز -و كانت تحت يزيد بن معاوية- فتقنعت  بثوبها؛ و خرجت فقالت: يا أميرالمؤمنين! أرأس الحسن ابن فاطمة بنت رسول الله؟!

قال: نعم، فأعولي عليه، وحدي علي ابن بنت رسول الله(ص) و صريحة قريش؛ عجل عليه ابن زياد  قتله الله!.


الهوامش:
1- تاريخ الطبري 3: 335، أنساب الأشراف 3: 206، الكامل في التاريخ 2: 574، المناقب لابن شهر آشوب 4: 60، مثير الأحزان: 84 ، البحار 45: 125 مع اختلاف فيها.




المصادر:

1- مستدركات أعيان الشيعة: حسن الأمين. ط 2دار التعارف، بيروت، لبنان، 1418 - 1997م. ج2.
2- مقتل الحسين(ع): أبو مخنف الأزديم، تعليق: حسين الغفاري. مطبعة العلمية، قم.
3- تاريخ الطبري: الطبري، مراجعة وتصحيح وضبط: نخبة من العلماء الأجلاء. مؤسسة الأعلمي، بيروت – لبنان. ج4. 
4- سيرة النبي والأئمة: إعداد قسم الحديث: معهد باقر العلوم(ع) للأبحاث: محمود اللطيفي -السيد علي رضا الجعفري -محمود الشريفي -محمود أحمديان. ط1، انتشارات نور السجاد، قم، 1381 ش.

التعليقات (0)

اترك تعليق