مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

دومة بنت وهب بن عمر بن معتب: والدة المختار الثقفي

دومة بنت وهب بن عمر بن معتب: والدة المختار الثقفي

والدة المختار الثقفي:

 

كان أبو عبيد والده -المختار الثقفي- يتنوق في طلب النساء فذكر له نساء قومه فأبى أن يتزوج منهن فأتاه آت في منامه فقال تزوج دومة الحسناء الحومة فما تسمع فيها للائم لومة فأخبر أهله فقالوا قد أمرت فتزوج دومة بنت وهب بن عمر بن معتب فلما حملت بالمختار قالت رأيت في النوم قائلا يقول:

أبشري بالولد

أشبه شيء بالأسد

إذا الرجال في كبد

تقاتلوا على بلد

كان له الحظ الأشد

فلما وضعت أتاها ذلك الآتي فقال لها إنه قبل أن يترعرع وقبل أن يتشعشع قليل الهلع كثير التبع يدان بما صنع وولدت لأبي عبيد المختار وجبرا وأبا جبر وأبا الحكم وأبا أمية وكان مولده في عام الهجرة وحضر مع أبيه وقعة قس الناطف[١] وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان يتفلت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمه فنشأ مقداما شجاعا لا يتقي شيئا وتعاطى معالي الأمور وكان ذا عقل وافر وجواب حاضر وخلال مأثورة ونفس بالسخاء موفورة وفطرة تدرك الأشياء بفراستها وهمة تعلو على الفراقد بنفاستها وحدس مصيب وكف في الحروب مجيب ومارس التجارب فحنكته ولابس الخطوب فهذبته[٢].

 


________________________________________
[١] قس الناطف: موضع قرب الكوفة، وبه كان وقعة لهم على الفرس راجع أيام العرب في الإسلام للميدانى بذيل مجمع الأمثال ج ٢ ص ٤٤٥. وفي النسخ: قيس الناطف وهو تصحيف.
[٢] سيأتي شرح غرائب الحديث في بيانه 1، ولا نذكره حذر التكرار فراجع. 

 

المصدر: كتاب بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ط دار الأحياء التراث، مجلد: 45، صفحه: 350.

التعليقات (0)

اترك تعليق