مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مقام النبي أيلا(ع) في منطقة البقاع اللبنانية

مقام النبي أيلا(ع) في منطقة البقاع اللبنانية


في شرق لبنان وعلى بعد 16 كيلوتراً من منطقة شتورة يقع مقام النبي أيلا(ع) في وسط بلدة سميّت على اسمه "النبي أيلا".
في أجمل بقعة وعلى أجمل تلة صاغها الخلاق في البقاع حيث تمتد أمام الناظر لوحة خطتها يد المبدع الخلاق، ووسط أشجار مختلف ألوانها يتباهى المقام الشريف شامخا بقبته الخضراء الزاهية وجدرانه الحجرية الحمراء وأبوابه الأبانوسية الضخمة وتلك البلورات الزاهية بأبهى الألوان وأرضه المرصوفة بالمرمر الأسود والغرانيت الأحمر.

شكل بناء المقام:
كان شكل المقام قبل العهد العثماني صورة مصغرة وطبق الأصل عن كنيسة (آيا صوفيا) في اسطنبول إلى أن أصيب بتصدع كبير في بنائه فقرر العثمانيون على أثره هدمه بدل ترميمه لأنه لم يكن هناك مؤسسة ترعى الأوقاف.
في السنوات الأخيرة من القرن الماضي وضع المهندس بهيج منصور مع أخيه سمير مخططاً لإعادة تصميمه ونفذاه حتى أصبح كما هو عليه الآن.

كراماته:

اشتهر صيت النبي أيلا(ع) منذ عصور قديمة وتناقلت حكايا كراماته الأجيال وتعلق أهالي المنطقة به فهو شفيعهم ووسيلتهم في التقرب إلى الله فبنى الأهالي بيوتهم حول المقام وهوت أفئدتهم إليه إلى أن أصبحت البيوت قرية وقرية كبيرة سميت باسم ساكنها الأصلي نبي الله أيلا(ع)، وقد بُني فوق ضريحه الشريف مقام هو غاية في الجمال والهندسة، وقد تفنن مهندسه والعاملون عليه في إتقانه كي يليق بصاحبه الذي يتوافد إليه الزوار من كافة القرى البقاعية واللبنانية فضلا عن الإسلامية للزيارة والتبرك وإيفاء النذور وقلما يمر يوم دون أن تجد زوارا يقدمون الأضاحي والذبائح تقربا إلى الله وإيفاء لنذور توسط في قضائها النبي أيلا(ع).

ويحدثنا الأستاذ محمد محمود وهو مدرس في مدرسة النبي أيلا وأحد الباحثين في تاريخ قصة النبي ومقامه فيروي لنا إحدى كراماته فيقول:
تعرض مهندس لبناني مقيم في الخليج لحادث بيده اليمنى قرر الأطباء على أثره بتر يده، وكانت زوجته قد شاهدت سابقاً برنامجاً على تلفزيون لبنان عن مقام هذا النبي ومعجزاته، فقالت لزوجها دعنا ننذر له ونهب تكاليف العملية والتي تقدر بـ 8 آلاف دولار له في حال شفائك، وفي اليوم التالي استيقظ الزوج وهو يحرك يده اليمنى وعلى الفور توجه إلى طبيبه الذي أكد له بأن يده سليمة ومعافاة وقد بدا على محياه التعجب والاستغراب فأخبره المهندس ما جرى، فطلب منه الطبيب أن يذهب مسرعاً لوفاء نذره وبالفعل جاء إلى لبنان ووهب للمقام تكاليف العملية.

وقد التقينا عند أحدى زوايا المقام امرأة في العقد الرابع من العمر وروت لنا بأنها أتت لإيفاء نذرها وهو ذبح خروف عند المقام وتوزيعه على الفقراء بعد شفاء ابنها البالغ من العمر 8 سنوات والذي كان قد أصيب بمرض في عينيه وبدأ يشكو من ضعف في بصره وكانت حالته نادرة عجز الأطباء عن تفسيرها. وحدث أن سمعت في منامها صوتاً يقول لها "معكي مصاري تشتري قماشاً وما معكي مصاري تزوري النبي" وكانت السيدة هناء قبل ليلة اشترت أقمشة للمفروشات، فتعجبت من هذا المنام وقررت زيارة النبي على الفور.

المصادر:
1- موقع معهد السيدة الزهراء (ع).
2- موقع السيد حسين الصدر.
3- موقع كنوز الإسلام.
4- موسوعة ويكيبيديا.



التعليقات (0)

اترك تعليق