مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

طعام المرأة الحامل

غذاء الحامل من أهم العوامل التي تؤثر على صحة الطفل في مختلف مراحل حياته المستقبلية

طعام المرأة الحامل:
عزيزتي الأم الحامل، خلال أيام حياتك قد تكوني من المقتنعين بأهمية الالتزام بالمبادىء الصحية للغذاء السليم أو قد تكونين من الذين يعتبرون أن طبيعة الطعام الذي نأكله خاضع لرغباتنا الشخصية لذلك لا يجب وضع القيود عليه. لكن من أي الفئتين كنت يجب أن تعلمي أنّ غذاءك خلال فترة الحمل لا يعنيك وحدك بل إنه من أهم العوامل التي تؤثر على صحة طفلك في مختلف مراحل حياته المستقبلية.

لذلك من الضروري أن تُولي هذا الموضوع الأهمية الكافية ولا تتهاوني أو تترددي في معرفة المزيد عن التغذية الصحية خلال فترة الحمل، لكن احرصي على أخذ هذه المعلومات من المصادر المختصة (طبيب، أخصائي تغذية)، وليس مما هو شائع في المجتمع من أفكار قد لا تكون مبنية على أسس علمية مثبتة.

أولاً: ما قبل الحمل:

من الضروري على كل امرأة تتوقع حدوث الحمل أن تتحضر جيدا قبل البدء بهذه المرحلة الدقيقة خاصة وأنه عندما تعلم المرأة بأنها حامل يكون قد مر الشهر الأول على الأقل. هناك العديد من المغذيات التي إن زادت أو نقصت قبل فترة الحمل تؤدي إلى ضعف في الرحم أو في تكوين المشيمة (وهي النسيج الذي يتكون بداية الحمل ووظيفته تبادل المغذيات والسوائل والأوكسجين بين الأم والجنين). هذا الخلل يسبب سوء تغذية للجنين، وقد ينتج عنها ضعف شديد عند الولادة (مولود أقل من 2,5 كلغ) أو تشوهات خلقية، ومهما حاولت الأم تحسين الغذاء لاحقا خلال الحمل إلا أنّ هناك بعض الأمور قد لا تعوّض لاحقاً خاصة وأن لكل أسبوع من أسابيع الحمل خاصيّةً معينة في عملية تكوين الجنين.

ولذلك فإنّ حدوث النّقص الغذائي خلال أي فترة يؤدي إلى خلل في تكوين الخلايا التي كان يفترض تكوينها في تلك الفترة. لذلك أثناء التحضير لفترة الحمل يجب:

1- تحصيل وزن صحي.

2- التوقف عن كل أنواع التّدخين.

3- البدء بالتعوّد على غذاء متنوع وصحي.

4- أخذ حبوب (مكملات غذائيّة) لفيتامين الفوليك أسيد.

5- استشارة الطبيب قبل أخذ أي دواء أو علاج طبي.

ثانياً: الغذاء المناسب للمرأة أثناء الحمل:

1- من الأطعمة المستحبة للحامل وبعض آثارها على الولد حسب الروايات:

اهتم الإسلام بالمرأة الحامل باعتبارها ركناً أساسياً في صناعة الولد الصالح، فأمر بالعمل على راحتها وتوفير الغذاء لها، مما يحسن من النسل، حيث قال تعالى: «وَإِن كُنَّ أُولاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى * لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا» (سورة الطلاق، الآية: 6-7)، لأنّ الجنين يتأثر بما تتأثر به الأم من عوامل غذائية وأخرى خارجية، ذلك بأنّ سوء التغذية من شأنه أن يضر بالجنين، فعندما يكون غذاء الأم غير كاف، سواء من حيث نوعه أو كمه، فإنّ ذلك يترك مفاعيل سلبية على صحة الجنين وطريقة نموه، حيث بات من المعلوم لدى الجميع مدى حاجة الحامل إلى تناول غذاء كامل يحتوي على جميع العناصر الغذائية حتى ينمو جنينها قوياً صحيحاً، لأنها هي المصدر الوحيد لغذائه.

وقد ورد في بعض الروايات التأكيد على تناول نوع معين من الأطعمة ومنها:

1- السفرجل:

أ- تطييب ريحه وصفاء لونه:

عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله(ع) ونظر إلى غلام جميل: ينبغي أن يكون أبو هذا الغلام آكل السفرجل".

وفي الكافي عن شرحبيل بن مسلم: إنه(ع)(1) قال في المرأة الحامل: تأكل السفرجل  فإن الولد يكون أطيب ريحا، وأصفى لونا.(2)

وعن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه(ع)، قال: "قال رسول الله(ص) رائحة الأنبياء رائحة السفرجل، ورائحة الحور العين رائحة الأس، ورائحة الملائكة رائحة الورود، ورائحة ابنتي فاطمة الزهراء رائحة السفرجل والآس والورد، ولا بعث الله نبيا ولا وصيا إلا وجد منه رائحة السفرجل، فكلوها وأطعموا حبالاكم يحسن أولادكم".

ب- تحسين خلقه:

عن رسول الله(ص)، أنه قال: "أطعموا حبالاكم السفرجل، فإنه يحسن أخلاق أولادكم".

ت- تقوية قلبه:

عن الصادق، عن آبائه(ع)، قال: "قال أمير المؤمنين(ع): أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف -إلى أن قال- ويحسن الولد" الخبر.

 في حديث الأربعمائة عن(ع) قال أكل السفرجل قوة للقلب الضعيف ويطيب المعدة ويزيد في قوة الفؤاد ويشجع الجبان ويحسن الولد.

عن محمد بن مسلم قال نظر أبو عبد الله(ع) إلى غلام وذكر نحوه وزاد السفرجل يحسن الوجه ويجم(3) الفؤاد. (4)

2- التمر:

أ- التزكية والحلم:

عن أبي عبد الله(ع) قال: قال أمير المؤمنين(ع): خير تموركم البرني، فأطعموه نساءكم في نفاسهن تخرج أولادكم زكيا حليما".

وعن علي بن أسباط، عن عمه يعقوب بن سالم رفعه إلى أمير المؤمنين(ع) قال: قال رسول الله(ص): ليكن أول ما تأكل النفساء الرطب فإن الله تعالى قال لمريم: "وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا(5)" قيل: يا رسول الله فإن لم يكن أوان(6) الرطب؟ قال: سبع تمرات من تمر المدينة، فإن لم يكن فسبع تمرات من تمر أمصاركم، فإن الله عز وجل يقول: وعزتي وجلالي وعظمتي وارتفاع مكاني لا تأكل نفساء يوم تلد الرطب فيكون غلاما إلا كان حليما وإن كانت جارية كانت حليمة. وعن صالح بن عقبة قال: سمعت أبا عبد الله(ع) يقول: أطعموا البرني نساءكم في نفاسهن تحلم أولادكم.

وعن سليمان الجعفري قال: قال أبو الحسن الرضا(ع) تدري من ما حملت مريم؟ فقلت: لا، إلا أن تخبرني، فقال: من تمر الصرفان، نزل بها جبرئيل فأطعمها فحملت.
وعن صالح بن عقبة قال سمعت أبا عبد الله(ع) يقول أطعموا البرنى(7) نسائكم في نفاسهن تحلم أولادكم.

وعن رسول الله(ص): أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه، التمر؛ فإن ولدها يكون حليما نقيا(8). عنه(ص): أطعموا نساءكم الولد الرطب، فإن لم يكن رطب فالتمر، وليس من الشجر شجرة أكرم على الله من شجرة نزلت تحتها مريم بنت عمران.(9)

ب- تجميله:

الإمام الصادق(ع): أطعموا نساءكم التمر البرني في نفاسهن، تجملوا أولادكم(10).

3- اللبان:

عن الحسن بن علي(ع) قال: قال رسول الله(ص): أطعموا حبالاكم اللبان فإن الصبي إذا غذي في بطن أمه باللبان اشتد قلبه وزيد في عقله، فإن يك ذكرا كان شجاعا، وإن ولدت أنثى عظمت عجيزتها فتحظى بذلك عند زوجها(11).

وعن الرضا(ع) قال: أطعموا حبالاكم ذكر اللبان فإن يك في بطنها غلام خرج ذكي القلب عالما شجاعا وإن تك جارية حسن خلقها وعظمت عجيزتها وحظيت عند زوجها.
قال(ص): "اسقوا نساءكم الحوامل اللبان، فإنها تزيد في عقل الصبي".

وعن رسول الله(ص): أطعموا نساءكم الحوامل اللبان؛ فإنه يزيد في عقل الصبي.(12) الإمام الرضا(ع): أطعموا حبالاكم ذكر(13) اللبان، فإن يك في بطنها غلام خرج ذكي القلب عالما شجاعا، وإن تك جارية حسن خلقها وخلقها، وعظمت عجيزتها، وحظيت عند زوجها(14).

4- البطيخ:

قال(ص): "ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ، لا يكون مولودها إلا حسن الوجه والخلق".

5- الجبن مع البطيخ:
عن رسول الله(ع): ما من امرأة حاملة أكلت البطيخ بالجبن إلا يكون مولودها حسن الوجه والخلق(15).

6- الرمان الحلو:

في الكافي عن عمرو بن إبراهيم عن الخراساني(16): أكل الرمان الحلو يزيد في ماء الرجل، ويحسن الولد.(17)




الهوامش:

1- كذا في المصدر مضمرا. 

2- الكافي، ج 6، ص 22، ح 1، تهذيب الأحكام، ج 7، ص 439، ح 1755.

3- يجم الفؤاد أي يريحه.

4- أي سعدت به ودنت من قلبه وأحبها- مجمع

5- مريم: 24 "وهزي" أي حركي وجذع النخلة بالكسر: ساقها. والجنى: ما يجنى من ساعته. (في).

6- في بعض النسخ (إبان). وهو بمعنى الأوان والموسم.

7- ضرب من التمر اصفر مدور وهو أجود التمر - اللسان ج 13 ص 49

8- مكارم الأخلاق، ج 1، ص 365، ح 1202، بحار الأنوار، ج 66، ص 141، ح 58.

9- مسند أبي يعلى، ج 1، ص 241، ح 451 عن عروة بن رويم عن الإمام علي (ع) ، كنز العمال، ج 12، ص 338، ح 35300 نقلا عن أبي نعيم في الطب عن الإمام علي (ع) عنه (ص).

10- مكارم الأخلاق، ج 1، ص 366، ح 1206، بحار الأنوار، ج 66، ص 141، ح 58

11- اللبان: الكندر. والعجيزة والعجز: مؤخر الشيء. والحظي والحظو: الحظ، يقال. حظيت المرأة عند زوجها أي سعدت به ودنت من قلبه وأحبها. (في).

12- مكارم الأخلاق، ج 1، ص 423، ح 1439، بحار الأنوار، ج 66، ص 444، ح 8؛ الفردوس، ج 1، ص 101، ح 331 عن ابن عمر

13- في تهذيب الأحكام ومكارم الأخلاق: "أطعموا حبالاكم اللبان".

14- الكافي، ج 6، ص 23، ح 7، تهذيب الأحكام ، ج 7 ، ص 440، ح 1758 كلاهما عن محمد بن سنان ، مكارم الأخلاق، ج 1، ص 424، ح 1443، بحار الأنوار، ج 66، ص 444، ح 8؛ تاريخ دمشق، ج 54، ص 229، ح 11474 عن أبي هريرة نحوه.

15- بحار الأنوار، ج 62، ص 299 نقلا عن طب النبي(ص).

16- قال العلامة المجلسي(قده): الظاهر أن الخراساني كناية عن الرضا(ع) عبر به تقية، لكن المذكور في النجاشي ورجال الشيخ "عمرو بن إبراهيم الأزدي"، وذكر أنه روى عنه أحمد بن أبي عبد الله وأبوه وعده من أصحاب الصادق(ع) وذكر أنه كوفي، ويحتمل أن يكون هذا غيره (بحار الأنوار، ج 66، ص 164).

17- الكافي، ج 6، ص 355، ح 16، المحاسن، ج 2، ص 358، ح 2244 كلاهما عن زياد بن مروان، مكارم الأخلاق، ج 1، ص 370، ح 1222 عن الإمام الصادق عن أبيه عن علي بن الحسين(ع)، بحار الأنوار، ج 66، ص 162، ح 39.


المصادر:

1- القرآن الكريم.

2- موسوعة الأحاديث الطبية - محمد الريشهري. ج 2.

3- جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي. ج 21.

4- وسائل الشيعة (آل البيت): الحر العاملي. ط2، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث بقم المشرفة، قم، 1414. ج21.

5- النوري، الميرزا: مستدرك الوسائل. ط2، مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث، بيروت – لبنان، 1408 - 1988 م. ج15.

6-  موسوعة المرأة الطبية: الدكتور سبيرو فاخوري. ( موقع طبيب. دوت.نت).

7- موقع الهيئة الصحيّة (إعداد: زينب محمد الخنسا، ماجيستير في التغذية وتنظيم الوجبات A.U.B).


إعداد: موقع ممهدات

التعليقات (0)

اترك تعليق