مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

مقام النبي بنيامين(ع) في قرية محيبيب الجنوبية

مقام النبي بنيامين(ع) في قرية محيبيب الجنوبية


محيبيب بلدة تقع على رأس جبل صخري وهي من قرى قضاء مرجعيون، تبعد عن العاصمة بيروت 115 كم بالقرب من بلدتي ميس الجبل وبليدا، ترتفع عن سطح البحر 700 متر واسمها مأخوذ من اسم المقام الموجود فيها مقام محيبيب، ومحيبيب هو نبي الله بنيامين بن يعقوب(ع) المعروف في جنوب لبنان بـ "محيبيب" هو لقب يطلق على النبي، ومرد ذلك كما قيل أنه كان لنبي الله يعقوب(ع) اثنا عشر ولدا، وعندما فقد ولده يوسف(ع) الذي كان يحبه كثيرا، حسب القصة المشهورة في كتاب الله الكريم، تعلق كثيرا بأخيه الشقيق الوحيد بنيامين، وأحبه حبا جما، دون سائر أخوته العشرة الباقين، فأطلق عليه بصفة المبالغة في الحب محيبيب، قال تعالى في القرآن الكريم: «إِذْ قَالُواْ لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ»(سورة يوسف، آية8).
ومن المشهور بل من المؤكد أن الضريح المشاد على تلة عالية في وسط قرية "محيبيب الحدودية"، هو مقام العبد الصالح بنيامين بن يعقوب، الطاهر النسب، سلسل الأنبياء، من نسل إبراهيم(ع).
منذ القدم كان المقام مقصودا من المناطق القريبة والبعيدة في الكثير من المناسبات الدينية كالخامس عشر من شعبان وأربعين الامام الحسين(ع). ومن المؤكد أن لصاحب المقام كرامات مشهورة في قضاء الحوائج ولذلك تأتيه النذور من كافة القرى المجاورة، ويعود تاريخ المقام إلى 2500 سنة على أقل تقدير. وبعد إهمال مزمن، عادت الحياة إلى مقام محيبيب، وأعيدت له قيمته التراثية والفنية، بحيث أصبح آية من الجمال وتحول إلى معلم تاريخي وأثري مهم، يدل دلالة واضحة على القيمة التاريخية لهذه المنطقة التي هي جزء لا يتجزأ من أرض الرسالات
وذلك بعد أن قامت مؤسسة جهاد البناء وبدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومن خلال النذورات والتبرعات التي يقدمها أهالي البلدة والزوار للمقام، بترميم المقام وإعادة تأهيله، حيث قامت بالأعمال التالية:
- رفع أسقف البناء وذلك من خلال عملية حفر الأرض مترا واحدا للوصول إلى القواعد الأساسية للبناء وتم ذلك بما يحافظ على متانة وأثرية البناء.

- إزالة الباطون والأتربة التي تغطي الحجر الصخري.
- التوسعة حول الضريح وبناء حجر صخري وفق طريقة البناء الموجودة.
- تنظيف وتكحيل الجدران بشكل جميل يحافظ على رونقها التراثي.
- تحديد القبور المحيطة ووضع لوحات رخامية تدل على أصحابها بالإضافة إلى قبور المجاهدين الذين استشهدوا في حرب تموز.
- اقامة دور للمياه للرجال والنساء.
- توزيع أنوار كاشفة في أرجائه بحيث يتحول ليلا إلى لوحة فنية غاية في الجمال.
- بناء منزل سكني لمتولي المقام.
- توسيع الباحات الخارجية بحيث أصبح يستوعب عددا اكبر من الزوار الذين يربو عددهم على 400 زائر في الأسبوع خاصة في فصل الصيف".
لا يبعد مقام بنيامين "محيبيب"(ع) عن الحدود الفلسطينية مسافة أكثر من كيلو متر واحد. وفي حرب تموز/يوليو 2006 حاول الصهاينة الوصول إلى هذا المقام للتمركز حوله، إلا أنه وحسب روايات المجاهدين أن النبي(ع) كان يمدهم من عنده، حيث استطاعوا تدمير أكثر من 5 دبابات إسرائيلية وقتلوا وجرحوا العشرات من جنود اليهود بمعركة شرسة دارت قرب المقام بمسافة لا تبعد مسافة 50 متراً عن قبر النبي.
يقول المواطن حسين جابر جار المقام وشاهد عيان أن "الصهاينة في الأيام الأخيرة من حرب تموز كانوا التفوا على البلدة ليسيطروا على تلتها التي يقع فيها المقام، إلا أنهم لم يوفقوا في ذلك، فالمجاهدون كمنوا لهم ودمروا عدداً من الدبابات قرب المقام وعقب انسحاب الصهاينة من الضيعة توجهت إلى منزلي الملاصق للمقام فوجدت أكياس المصل والأدوية ودماء اليهود ملطخة على الجدران ووجدت أيضا آثار دماء على الأرض تبين أنها لجنود قتلى ومصابين مسحوبة على رخام أرض المنزل".
زيارة النبي بنيامين(ع):
السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك وعلى أبيك يعقوب إسرائيل الله.
السلام عليك وعلى أخيك يوسف الصديق نبي الله، السلام عليك يا من اختصه الله وأخاه بمحبة أبيهما وأتمّ عليهما نعمته، السلام عليك يا من منّ الله عليه وعلى أخيه يوسف وجمع بينهما بعد طول الفراق وردّهما على أبيهما يعقوب بعدما ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، حشرنا الله في زمرتك تحت لواء محمد وآله صلى الله عليه وعليهم أجمعين، ولا حرمنا بركتك، ورزقنا العودة إلى زيارتك، السلام عليك ورحمة الله وبركاته.

 

المصادر:
1- الأمين، السيد محسن: خطط جبل عامل. ط1،  2002م.
2- جمعية المعارف الحكمية.
3- 
www.aljesh.net   

التعليقات (0)

اترك تعليق