مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حقوق الولد(1)

حقوق الولد(1)

اعلم أن الله تعالى كما أوجب حق الوالدين على المولودين كذلك أوجب حق الأولاد على الوالدين وأوصى كل واحد منهما بالآخر رحمة منه وحكمة. قال تعالى في سورة النساء: «يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ»، وقال فيها: «وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ».
وقال رسول الله(ص): ريح الولد من ريح الجنة.
النظر إليه:
- قال(ص): إذا نظر الوالد إلى ولده فسره كان للوالد عتق نسمة. قيل يا رسول الله: وإن نظر ثلاثمائة وستين نظرة قال: الله تعالى أكبر.
- تقبيله:
قال (ص) أكثروا من قبلة أولادكم فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة مسيرة خمسمائة عام. وقيل إن رسول الله(ص): كان يقبّل الحسن بن علي (ع) فقال الأقرع ابن حابس: إنّ لي عشرة من الولد ما قبلت أحدا منهم، فقال رسول الله(ص): من لا يَرحم لا يُرحم.
- عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله(ص) : من قبل ولده كتب الله عز وجل له حسنة، ومن فرحه فرحه الله يوم القيامة، ومن علمه القرآن دعي بالأبوين فيكسيان حلتين يضيئ من نورهما وجوه أهل الجنة.
- عن أبي عبد الله - وعن النبي(ص) أنه قال: جاء رجل إلى النبي (ص) فقال: ما قبلت صبيا قط، فلما ولى قال رسول الله: هذا رجل عندي أنه من أهل النار.
نظر إلى رجل له ابنان فقبل أحدهما وترك الأخر، فقال النبي(ص): فهلا ساويت بينهما.
- وقال (ص) قبلوا أولادكم، فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة ما بين كل درجتين خمسمائة عام.
- وروي أن رسول الله(ص) قبل الحسن والحسين(ع) فقال الأقرع ابن حابس: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحدا منهم، فقال: ما علي إن نزع الله الرحمة منك. أو كلمة نحوها.
- قال أمير المؤمنين(ع): قبلة الولد رحمة، وقبلة المرأة شهوة، وقبلة الوالدين عبادة، وقبلة الرجل أخاه دين. وزاد عنه الحسن البصري وقبلة الإمام العادل طاعة.
- استحباب تقبيل الإنسان ولده على وجه الرحمة:
- القطب الراوندي في لب اللباب: مرسلا: كان لعلي بن أبي طالب (ع) ابن وبنت، فقبل الابن بين يدي البنت، فقالت: أتحبه يا أبه؟ قال: "بلى" قالت: ظننت أنك لا تحب أحدا من دون الله، فبكى ثم قال: "الحب لله، والشفقة للأولاد".
- تحسين اسمه وتعليمه وتزويجه:
- قال (ص): من حق الولد على والده ثلاثة يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ.
- محمد بن علي الفتال في روضة الواعظين قال: قال (ع) من حق الولد على والده ثلاثة: يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ.
أ‌- تحسين اسمه:
- عن السكوني قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) وأنا مغموم مكروب، فقال لي: يا سكوني مما غمك؟ قلت: ولدت لي ابنة فقال: يا سكوني على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك(1) وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني(2) فقال لي: ما سميتها؟ قلت: فاطمة، قال آه آه (3) ثم وضع يده على جبهته فقال: قال رسول(ص): حق الولد على والده إذا كان ذكرا أن يستفره أمه (4)، ويستحسن اسمه، ويعمله كتاب الله ويطهره، ويعلمه السباحة وإذا كانت أنثى أن يستفره أمها، ويستحسن اسمها، ويعلمها سورة النور، ولا يعملها سورة يوسف، ولا ينزلها الغرف، ويعجل سراحها إلى بيت زوجها، أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها.
- أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول الله(ص) أنه قال: "من حق الولد على والده أن يحسن اسمه إذا ولد، وأن يعلمه الكتابة إذا كبر، وأن يعف فرجه إذا أدرك".
ب‌- تزويجه:
-
محمد بن علي الفتال في (روضة الواعظين): قال: قال(ع) من حق الولد على والده ثلاثة: يحسن اسمه ويعلمه الكتابة ويزوجه إذا بلغ.
- عن السكوني قال: دخلت على أبي عبد الله(ع) وأنا مغموم مكروب، فقال لي: يا سكوني مما غمك؟ قلت: ولدت لي ابنة فقال: يا سكوني على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها، تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك، فسرى والله عني فقال لي: ما سميتها؟ قلت: فاطمة، قال آه آه ثم وضع يده على جبهته فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حق الولد على والده إذا كان ذكرا أن يستفره أمه، ويستحسن اسمه، ويعمله كتاب الله ويطهره، ويعلمه السباحة وإذا كانت أنثى أن يستفره أمها، ويستحسن اسمها، ويعلمها سورة النور، ولا يعملها سورة يوسف، ولا ينزلها الغرف، ويعجل سراحها إلى بيت زوجها، أما إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها.
- عن النبي (ص) قال: من سعادة الرجل أن لا تحيض ابنته في بيته.
- أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول الله (ص) أنه قال: "من حق الولد على والده أن يحسن اسمه إذا ولد، وأن يعلمه الكتابة إذا كبر، وأن يعف فرجه إذا أدرك".
- إعانته على البر:
-
 عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص) رحم الله والدين أعانا ولدهما على برهما.
- قال رسول الله(ص) يلزم الوالدين من العقوق لولدهما ما يلزم الولد لهما من عقوقهما.
- عن النبي (ص) مثله إلا أنه قال: من العقوق لولدهما إذا كان الولد صالحا.
- عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص) رحم الله من أعان ولده على بره، قال: قلت: كيف يعينه على بره؟ قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به، وليس بينه وبين أن يدخل في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم، ثم قال رسول الله (ص) الجنة طيبة طيبها الله وطيب ريحها يوجد ريحها من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريح الجنة عاق ولا قاطع رحم ولا مرخي الإزار خيلاء
- فقه الرضا (ع) "أروي عن العالم أنه قال: قال رسول الله(ص): رحم الله والدا أعان ولده على البر".
- وقال(ص) "رحم الله عبدا أعان ولده على بره بالإحسان إليه، والتالف له، وتعليمه وتأديبه".
- الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن السجاد(ع) -في حديث الحقوق- قال(ع) "وأما حق ولدك، فتعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشره، وأنك مسؤول عما وليته من حسن الأدب والدلالة على ربه، والمعونة (له) على طاعته فيك وفي نفسه، فمثاب على ذلك ومعاقب، فاعمل في أمره عمل المتزين بحسن أثره عليه في عاجل الدنيا، المعذر إلى ربه فيما بينك وبينه، بحسن القيام عليه والأخذ له منه".
- وعن النبي (ص)، أنه قال في حديث: "إن الله يوصيكم بأبنائكم، وذوي أرحامكم، الأقرب فالأقرب". الخ.
- البر به:
- عن أبي طالب رفعه إلى أبي عبد الله(ع) قال: قال له رجل من الأنصار: من أبر؟ قال: والديك، قال: قد مضيا، قال: بر ولدك.
- عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص) رحم الله من أعان ولده على بره، قال: قلت: كيف يعينه على بره؟ قال: يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ولا يرهقه ولا يخرق به 
- فليس بينه وبين أن يصير في حد من حدود الكفر إلا أن يدخل في عقوق أو قطيعة رحم، ثم قال رسول الله(ص) الجنة طيبة طيبها الله وطيب ريحها يوجد ريحها من مسيرة ألفي عام ولا يجد ريح الجنة عاق ولا قاطع رحم ولا مرخي الإزار خيلاء عن الصادق(ع) قال: بر الرجل بولده بره بوالديه.
- فقه الرضا(ع) "أروي عن العالم(ع) أنه قال لرجل: ألك والدان؟ فقال: لا، فقال: ألك ولد؟ فقال: نعم، قال له: بر ولدك يحسب لك بر والديك، وروي أنه قال: بروا أولادكم وأحسنوا إليهم، فإنهم يظنون أنكم ترزقونهم، وروي أنه (ع) قال: إنما سموا الأبرار، لأنهم بروا الآباء والأبناء".
- الوفاء بالوعد له:
- عن أبي عبد الله(ع) قال: قال رسول الله(ص): أحبوا الصبيان وارحموهم وإذا وعدتموهم شيئا ففوا لهم فإنهم لا يدرون إلا أنكم ترزقونهم. 
- عن كليب الصيداوي قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: إذا وعدتم الصبيان ففوا لهم فإنهم يرون أنكم الذين ترزقونهم إن الله عز وجل ليس يغضب لشيء كغضبه للنساء والصبيان"
- عن علي بن أبي طالب(ع) قال: "قال رسول الله(ص) إذا واعد أحدكم صبيه فلينجز".
عن النبي(ص) قال: أحبوا الصبيان وارحموهم، فإذا وعدتموهم ففوا لهم، فإنهم لا يرون إلا أنكم ترزقونهم.
- التصابي معه وملاعبته:
-
 عن يعلى العامري، أنه خرج من عند رسول الله(ص)، إلى طعام دعي إليه، فإذا هو بحسين(ع) يلعب مع الصبيان، فاستقبل النبي(ص) أمام القوم ثم بسط يديه، فطفر الصبي هاهنا مرة وهاهنا مرة، وجعل رسول الله(ص) يضاحكه حتى أخذه، فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأخرى تحت قفاه، ووضع فاه على فيه وقبله... الخبر.
- ابن شهرآشوب في المناقب: عن ابن حماد، عن أبيه: أن النبي(ص) برك للحسن والحسين(ع) (فحملهما) وخالف بين أيديهما وأرجلهما، وقال: "نعم الجمل جملكما".
- عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: من كان له ولد صبا.
- محبته:
- عن أبي عبد الله(ع) قال: إن الله ليرحم العبد لشدة حبه لولده.
- عن الصادق(ع) قال: إن الله عز وجل ليرحم الرجل لشدة حبه لولده. وقال له عمر بن يزيد: إن لي بنات، فقال له: لعلك تتمنى موتهن، أما أنك لو تمنيت موتهن ومتن لم توجر يوم القيامة ولقيت ربك حين تلقاه وأنت عاص.
- ابن شهر آشوب في المناقب: عن يحيى بن أبي كثير، وسفيان بن عيينة، بإسنادهما، أنه سمع رسول الله(ص) بكاء الحسن والحسين(ع)، وهو على المنبر، فقام فزعا ثم قال: "أيها الناس ما الولد إلا فتنة، لقد قمت إليهما وما معي عقلي" وفي رواية: "وما أعقل".
- وبهذا الإسناد على ما في نسخة الشهيد: قال رسول الله(ص) "نظر الوالد إلى ولده حبا له عبادة"
- البحار، نقلا من كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن آبائه(ع) قال: "قال رسول الله(ص) إذا نظر الوالد إلى ولده فسره، كان للوالد عتق نسمة، قيل: يا رسول الله، وان نظر ستين وثلاثمائة نظرة، قال: الله أكبر".
- خير ما ورثه الأبناء من الآباء:
- عن مسعدة بن صدقة، عن أبي عبد الله(ع) قال: "إنّ خير ما ورث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال، فإنّ المال يذهب والأدب يبقى، قال مسعدة: يعني بالأدب العلم".
- إنّ الكثير من الآباء العلماء ومن أهل الأدب والمعرفة للأسف لا يورثون أبناءهم من علمهم شيئاً ولم يصل لأبنائهم من العلم والأدب ما هو معروف ومنقول عن أئمة أهل بيت النبوة والرسالة صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.



الهوامش:
1. أي لا ينقص من عمرك لأجلها شيء ولا من رزقك.
2. هذا من كلام السكوني أي كشف أبو عبد الله (ع) الغم عنى.
3. قاله عليه السلام لتذكره جدتها المظلومة عليها السلام وما أصابها من مكاره الدهر.
4. يستفره في الموضعين أي يستكرم أمه ولا يدعو بالسب لامه واللعن والفحش


المصادر:
1- مكارم الأخلاق، الطبرسي. منشورات الشريف الرضي، قم 1410 ه‍ـ.
2- النوري، الميرزا: مستدرك الوسائل. ط2، مؤسسة آل البيت(ع) لإحياء التراث، بيروت – لبنان، 1408 - 1988 م.ج15.
3- الكافي، الشيخ الكليني، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري. ط3،1367 ش، دار الكتب الإسلامية، طهران، ج6.
4- الكافي، الشيخ الكليني، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري. ط3،1367 ش، دار الكتب الإسلامية، طهران، ج8.
5- موسوعة الأحاديث الطبية - محمد الريشهري - ج 1.

التعليقات (0)

اترك تعليق