مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حبــــــابة الوالبيّة

حبــــــابة الوالبيّة

لا يخفى على المتابع لأخبار القضية المهدوية أن للنساء دوراً في هذه القضية قبل الظهور وبعده، فللمرأة دورها في عملية التمهيد للظهور، كذلك لها دور عند الظهور الشريف للإمام المهدي(ع) أيضا ولعل حديث الإمام الصادق(ع) يؤيد صحة ما نقول حيث قال عليه السلام: "يكنّ مع القائم ثلاث عشرة امرأة، قلت (الراوي): وما يصنع بهنّ؟ قال: يداوين الجرحى ويقمن على المرضى كما كان رسول الله(ص)، قلت: فسمّهن لي، قال: القنوا بنت رُشيد، وأم أيمن، وحبابة الوالبية، وسمية أم عمار بن ياسر، وزبيدة، وأم خالد الأحمسية، وأم سعيد الحنفية، وصبانة الماشطة، وأم خالد الجهنية".
وكلامنا في هذا العدد هو عن (حبابة الوالبية) وأحوالها.
جاء في (مستدرك سفينة البحار) في الجزء الثاني منه صفحة 169، إن حبابة: هي أم الندى بنت جعفر الوالبية الأسدية (صاحبة الحصاة) التي طبع عليها أمير المؤمنين والأئمة(ع) إلى أبي الحسن الرضا(ع)، وماتت في أيامه وكفنها بقميصه.
وذكر (السيد هاشم البحراني) في (مدينة المعاجز) بجزئه الثالث، أن أمير المؤمنين(ع) بشّرها بأنها ستبقى إلى زمان الرضا عليه السلام وأنها سترى في نفسها برهانا عظيما منه، وتختار الموت فتموت ويتولى الإمام الرضا(ع)أمرها ويقوم على حفرتها ويصلي عليها, وبشرها(ع) كذلك بأنها من المؤمنات المكرورات قائلا: "وأنا مبشرك بأنك من المكرورات من المؤمنات مع المهدي عليه السلام من ذريتي إذا أظهر الله أمره".
والسبب في سعيها رضوان الله عليها إلى أن يختم لها على الحصاة من قبل الأئمة(ع) هو ما قالته لأمير المؤمنين(ع): أنه لما سمعت من تفرق شيعته واختلافهم من بعده _فأرادت هذا البرهان ليكون معها_ فإذا وقعت الإشارة، أو شكّت الشيعة إلى من يقوم مقامه(ع) أتته بهذه الحصاة فلو فعل بها ما فعل أمير المؤمنين علمت انه الخلف من بعده.
ومما يلفت الانتباه عند قراءة حياتها(ع) إنها عادت إلى شبابها مرتين مرة بدعاء الإمام علي بن الحسين(ع) لها، والثانية بدعاء الإمام الرضا(ع) فقد جاء عن الإمام الباقر(ع) أنه قال: "إن حبابة الوالبية دعا لها علي بن الحسين(ع) فرد الله عليها شبابها...ولها يومئذ 113سنة".
وفي خبر آخر ذكر في (وفيات الأئمة) أنها لما صارت إلى الإمام الرضا(ع) ورأت شخصه الكريم ضحكت فقالوا: قد خرفت يا حبابة ونقص عقلك، فقال(ع): ما خرفت حبابة ولا نقص عقلها ولكن جدي أمير المؤمنين(ع) أخبرها بأنها عند لقائي تكون منيتها، وأنها تكون من المكرورات مع المهدي(ع) من ولدي، فضحكت شوقا لذلك وسرورا به وفرحا بقربها منه.
ولعل سائلاً يقول ما كان عملها كي تحظى بهذه المنزلة العظيمة؟ والجواب هو ما ورد عن الإمام الصادق(ع) في بصائر الدرجات حيث قال(ع): "إن حبابة الوالبية كان إذا وفد الناس إلى معاوية وفدت إلى الحسين(ع) وكانت امرأة شديدة الاجتهاد قد يبس جلدها على بطنها من العبادة".
فحبابة كانت تكثر من السجود حتى أثّر ذلك في وجهها.
وقد قال الشيخ الطوسي عنها إنها كانت من العالمات الفاضلات.
كما عبر عنها (عبد العظيم الهندي) في كتابه (من أخلاق الإمام الحسين(ع)) "أنها امرأة من الشيعة الحقيقيين".
فورع هذه المرأة وعبادتها وعلمها واجتهادها و يقينها بأئمتها(ع) وتعلقها بهم وسعيها إليهم، رغم كبر سنها ومعرفتها لهم، كل ذلك جعلها مؤهلة لان تكون واحدة من الـ313 الذين سيظهرون مع الإمام المهدي(ع) وهذه منزلة لا يلقّاها إلا ذو حظ عظيم.
[...]
المصدر: مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي(ع).

التعليقات (0)

اترك تعليق