مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

فزتم ورب الكعبة

فزتم ورب الكعبة: رسالة الطفلة فاطمة إلى أبي الشهيد السيد علي السيد والشهداء الأبرار

إلى أبي الشهيد السيد علي السيد والشهداء الأبرار
ها هو الخامس والعشرون من شهر أيار قد أطلّ حاملاً معه تباشير الأمل وذكرى النصر. كل نسمة فيه تحمل بين طياتها صور رجالات أبوا الرضوخ فتحدّوا، حاربوا، انتصروا، وارتفعوا شهداء..
حملوا معهم جراحات وطنٍ أسير، وصرخات أمهات ثكالى، وعيون أيتام باكية. أرادوا أن يلجوا الجنة من أقدس أبوابها: الجهاد.
نقف اليوم في حضرة الشهداء ولسنا نحيي ذكراهم، إذ أنهم أحياء بيننا لم يغيبوا لحظةً عن أذهاننا، ولم يغادرونا إلى عالم الذكريات. هم أجـّلاء كشمس النهار، وأقمار الليالي، فها هو السيد عباس يهتف : " إسرائيل سقطت"، والشيخ راغب يصرخ: "الموقف سلاح" ويرفض المصالحة، والحاج رضوان يرسم لنا دروب الانتصار..
اسمحوا لي أن أيمم أنظاري شطر سيدة الانتصار؛ وأم الشهداء؛ حاضرة جبل عامل: عيناثا.
فعيناثا التي كانت وما تزال سبّاقة بالعلم والأدب، أبت إلا أن تكون سبّاقة في تقديم خيرة أبنائها شهداء على مذبح العشق الحسيني في مدرسة كربلاء العظيمة، فقدمت باقة من الشهداء الأبرار أمثال أبي الشهيد السيد علي السيد الذي طلّق الدنيا ثلاثاً ونثر دماءه مطراً يروي عطش الجنوب.
سلام عليك يا أبي.. وعلى كل شهيد علمنا الكرامة والعز والانتصار..
في هذا العيد، لا يسعنا سوى أن نقول:
"مبارك لكم العيد يا شهداءنا.. فأنتم أسياد العيد وصانعيه وأنتم الأجدر به، يا من رسمتم لنا عيداً غير كل الأعياد، و"فزتم ورب الكعبة".
 
فاطمة ابنة الشهيد علي السيد 
 

المصدر: إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق