مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

قنواء بنت رشيد الهَجَري

قنواء بنت رشيد الهَجَري

ذكروا لرشيد رحمه الله ثلاثة أولاد، أشهرهم ابنته القنواء، كانت في زمن الإمام الصادق(ع)، وهي جليلة عاصرت الإمام الصادق(ع) ونقلت عنه بعض الأحاديث، وكذلك كان أبوها رشيد الذي عاصر الإمام علي أمير المؤمنين(ع) ونقل عنه أحاديث صنفها الشيخ الطوسي في رجاله ضمن أصحاب الإمام الصادق(ع)، عدّها البرقي في رجاله من اللواتي رويْنَ الحديث عن الإمام الصادق أبي عبد الله(ع)(1).
وذكرها الشيخ الطوسي في رجاله ضمن أصحاب الإمام الصادق(ع)(2).
روت عن أبي ها عن أمير المؤمنين(ع)، وروى عنها أبو حيّان الجبلي.
وروى عنها في المحاسن: 1 / 251: (قلت لأبي: ما أشد اجتهادك! فقال يا بنية: سيجيء قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهاد أولهم). وفي الاختصاص/ 77: (عن أبي الجارود قال: سمعت القنوا بنت رشيد الهجري تقول: قال أبي: يا بنية أميتي الحديث بالكتمان واجعلي القلب مسكن الأمانة). وقد ترجم لها علماؤنا في كتب الرجال وعدوها من أصحاب الإمام الصادق(ع). (معجم رجال الحديث: 8/ 128). وذكر الطوسي في اختيار معرفة الرجال: 2/ 708، ابنه أبا سعيد بن رشيد الهجري في أصحاب الإمام الصادق(ع).
وعنه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود قال: سمعت القنوا بنت رشيد الهجري تقول: قال أبي: يا بنية أميتي الحديث بالكتمان واجعلي القلب مسكن الأمانة. في وجه عن قنوا بنت رشيد الهجري قالت: قلت لأبي: ما أشد اجتهادك؟ قال: يا بنية يأتي قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهادنا.
عنه، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى، عن أبي الجارود قال: سمعت القنوا بنت رشيد الهجري تقول: قال أبي: يا بنية أميتي الحديث بالكتمان واجعلي القلب مسكن الأمانة. في وجه عن قنوا بنت رشيد الهجري قالت: قلت لأبي: ما أشد اجتهادك؟ قال: يا بنية يأتي قوم بعدنا بصائرهم في دينهم أفضل من اجتهادنا.

وفي رجال الكشي (إختيار معرفة الرجال): حدّثني أبو أحمد ونسختُ من خطّه، حدّثني محمّد بن عبد الله بن مهران قال: حدّثني محمّد بن علي الصيرفي، عن علي بن محمّد ابن عبد الله الحنّاط، عن وهيب بن حفص الجريري، عن أبي حيّان البجلي، عن قنواء بنت رشيد الهجري، قال: قلت لها: أخبريني ما سمعتِ من أبيك؟
قالت: سمعتُ أبي يقول: أخبرني أمير المؤمنين صلوات الله عليه: فقال: «يا رشيد كيف صَبرك إذا أرسلَ إليكَ دعي بني اُميّة فقطع يديك ورجليك ولسانك"؟
قلت: يا أمير المؤمنين آخر ذلك الجنّة؟
فقال: «يا رشيد أنتَ معي في الدنيا والآخر".
قالت: فوالله ما ذهبت الأيام حتى أرسل إليه عبيد الله بن زياد الدعي، فدعاه إلى البراءة من أمير المؤمنين(ع)، فأبى أن يبرأ منه.
فقال له الدعي: فبأيّ ميتة قال لكَ تموت؟
فقال له: أخبرني خليلي أنّكَ تدعوني إلى البراءة منه فلا أبرأ، فتقدّمني فتقطع يديّ ورجليّ ولساني.
فقال: والله لأكذّبن قوله فيك، فقدّموه فقطعوا يديه ورجليه، وتركوا لسانه، فحملتُ أطراف يديه ورجليه فقلت: يا أبتَ هل تجد ألماً ممّا أصابك؟
فقال: لا يا بنيّة إلاّ كالزحام بين الناس، فلمّا احتملناه وأخرجناه من القصر، اجتمع الناس حوله، فقال: آتوني بصحيفة ودواة أكتب لكم ما يكون إلى يوم الساعة، فأرسل إليه الحجّام حتى قطع لسانه، فمات رحمة الله عليه في ليلته.
قال: وكان أمير المؤمنين(ع) يسمّيه رشيد البلايا، وقد كان ألقى إليه علم البلايا والمنايا، فكان في حياته إذا لقي الرجل قال له: يا فلان أنت تموت بميتة كذا، وتقتل أنت يا فلان بقتلة كذا، فيكون كما يقول رشيد . وكان أمير المؤمنين(ع) يقول: "أنت رشيد البلايا" -أي تقتل بهذه القتلة- وكان كما قال أمير المؤمنين عليه السلام(3)
وروى أيضاً عن جبرئيل بن أحمد، قال: حدّثني محمّد بن عبد الله بن مهران، قال: حدّثني أحمد بن النضر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي، عن فضيل بن الزبير، قال: خرج أمير المؤمنين صلوات الله عليه يوماً إلى بستان البرني ومعه أصحابه، فجلس تحت نخلة، ثم أمر بنخلة فلقطت، فاُنزل منها رطب، فوضع بين أيديهم فأكلوا، فقال رشيد الهجري: يا أمير المؤمنين ما أطيب الرطب!
فقال عليه السلام: "يا رشيد أما إنّك تصلب على جذعها". فقال رشيد: فكنتُ أختلف إليها طرفي النهار أسقيها، ومضى أمير المؤمنين صلوات الله عليه، قال: فجئتها يوماً وقد قطع سعفها، قلتُ: اقترب أجلي .
ثم جئت يوماً فجاء العريف فقال: أجب الأمير، فأتيته، فلمّا دخلت القصر فإذا بخشب ملقى، ثم جئت يوماً آخر فإذا النصف الآخر قد جعل زرنوقاً يستقى عليه الماء، فقلت: ما كذّبني خليلي، فأتاني العريف فقال: أجب الأمير، فأتيته، فلمّا دخلتُ القصرَ فإذا الخشب ملقى وإذا فيه الزرنوق، فجئت حتى ضربت الزرنوق برجلي ثم قلت: لك غذّيت ولي أنبت.
ثم اُدخلتُ على عبيد الله بن زياد فقال: هات من كذب صاحبك.
فقلت: والله ما أنا بكذّاب ولا هو، ولقد أخبرني أنّك تقطع يديّ ورجليّ ولساني.
قال: إذاً والله نُكذّبه!!! إقطعوا يديه ورجليه وأخرجوه، فلمّا حُمل إلى أهله أقبل يحدّث الناس بالعظائم وهو يقول: أيّها الناس سلوني فإنّ للقوم عندي طلبة لم يقضوها، فدخلَ رجل على ابن زياد فقال له: ما صنعتَ؟! قطعت يديه ورجليه وهو يُحدّث الناس بالعظائم، وقال: فأرسل ردّوه وقد انتهى إلى بابه، فردّوه فأمر بقطع يديه ورجليه ولسانه وأمر بصلبه(4).
وقال المامقاني: وقد رجّحنا في ترجمة أبي ها في ذيل رواية رواها وثاقتها ، فلاحظ وتدبّر(5).

 

الهوامش:
1- رجال البرقي: 62 .
2- رجال الشيخ الطوسي: 341 .
3- رجال الكشي (إختيار معرفة الرجال): 75
4- المصدر السابق .
5- تنقيح المقال 3: 82. وانظر: مجمع الرجال 7: 178، نقد الرجال: 413، جامع الرواة 2: 458، رياحين الشريعة 5: 40، معجم رجال الحديث 7  190، و23: 198
 


المصادر:
1- جواهر التاريخ: الشيخ علي الكوراني العاملي. ط1، دار الهدى للطباعة والنشر، 1426. ج2.
2- الكامل في التاريخ ابن الأثير. دار صادر للطباعة والنشر- دار بيروت للطباعة والنشر، 1386 - 1966م. ج1.
3- تاريخ الإسلام: الذهبي، د. عمر عبد السلام تدمرى. ط1، دار الكتاب العربي، لبنان، بيروت، 1407- 1987م، ج1.
4-
www.m-mahdi

التعليقات (0)

اترك تعليق