مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

جزاء من قطع رحمه

جزاء من قطع رحمه

كثيرة هي الروايات التي تحدثت عن جزاء من يقطع رحمه ولكنني رعاية للاختصار قدر الإمكان سأعرض لنماذج منها تشكل عينة عن ما فرضه الله سبحانه وتعالى لقاطع الرحم وهي على الشكل التالي:
أ‌- لا يدخل الجنة:
أكبر ما يمكن أن يعاقب الله سبحانه وتعالى الإنسان على ذنب ارتكبه هو أن يدخله جهنم ويحرمه من دخول الجنة، وفي موضوع قطيعة الرحم فإنّ الله سبحانه وتعالى حرم الجنة على أشخاص منهم قاطع الرحم فقد ورد عن رسول الله(ص) قوله: "ثلاثة لا يدخلون الجنة، مدمن خمر، ومؤمن سحر، وقاطع رحم"(1).
ويكفي أن تكون جهنم جزاء لفعل ليتحرز المؤمن عن القيام به، بل حتى الاقتراب منه.
ب‌- تعجل الفناء:
لا يقف الأمر عند حدود الآخرة بل إن له انعكاساً على الدنيا لأن قطع الرحم يؤدي إلى نقصان العمر وتعجيل الفناء، وحيث إن الأعمار كما قلنا بيد الله عز وجل فهو الذي يقدرها فيمدها ويقصرها بأحد الأسباب الموجبة لذلك، فإن من قطع رحمه فإنه يعجل موته ويقصر عمره فقد ورد عن الإمام الصادق(ع) قوله: "الذنوب التي تعجل الفناء قطيعة الرحم"(2).
فحتى الذي قد لا يخيفه ما بعد الموت فإن تعجيل الموت يكفي لأن يخيفه فيبادر إلى صلة رحمه وعدم قطعها كي لا يعجل في فنائه.
ج- تمنع نزول رحمة الله سبحانه وتعالى:
من الأمور التي يوجبها قطع الرحم مسألة أن يقطع الله سبحانه وتعالى رحمته عمن يفعل ذلك، بل إنّ الأمر قد يعم قومه إذا ما تركوه يقطع رحمه ولم ينهوه عن ذلك ويأمروه بأن يصل رحمه فقد ورد عن رسول الله(ص) قوله: "إنّ الرحمة لا تنزل على قوم فيهم قاطع رحم"(3).
ولعل المقصود من ذلك أكثر من مسألة التدخل المباشر لله عز وجل في الموضوع بأن يكون الأمر من خلال إن صلة الرحم لا تكون إلا من قوم رحماء في حين أنّ قاطعها إنسان لا رحمة في قلبه، ونفس القطيعة سببها البغضاء ما يؤدي إلى كون المجتمع الذي فيه قاطع الرحم أن يكون مجتمع التشاحن والبغضاء. هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن العداوة عندما تكون في الدائرة الرحمية أي ألصق دائرة للإنسان فكيف ستكون في الدائرة الأوسع مع الغرباء، إن المجتمعات القديمة والبسيطة والبدوية كانت تقيم وزناً للعائلة بل للعشيرة مهما اتسعت، فمن يقوم بمعاداة ومقاطعة رحمه هو إنسان لم تصل الحضارة إليه وعليه وبسبب هذه الظروف مجتمعة سيكون هذا المجتمع مجتمع قتال وخصام وهذا معنى أن الرحمة لا تنزل عليه، بما ظلموا أنفسهم لا بظلم من الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله.

الهوامش:
1- بحار الأنوار، ج71، ص90.
2- بحار الأنوار، ج71، ص94.
3- كنز العمال، ج3، ص367.


المصدر: مشاكل الأسرة بين الشرع والعُرف، الشيخ حسان محمود عبدالله. ط1، دار الهادي، 1428هـ- 2007م.



التعليقات (0)

اترك تعليق