مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الرعاية قبل الحمل

الرعاية قبل الحمل

ينبغي على كل من ترغب بإنجاب طفل أن تبادر لإعداد نفسها لحمل آمن وطفل سليم. ويجب عليها التحدُّث إلى الطبيب حول الرعاية ما قبل الحمل. الرعايةُ ما قبل الحمل هي الرعاية التي تتلقَّاها المرأة قبل الحمل؛ وتتضمَّن كشفَ ومعالجة أيَّة مشاكل قد تؤثر فيها وفي طفلها في وقت لاحق ، مثل السكَّري أو ارتفاع ضغط الدم. كما أنَّها تتضمَّن أيضاً الخطوات التي يمكنها اتِّخاذها للحدِّ من خطر العيوب الخلقية وغيرها من المشاكل. يجب على الحامل، على سبيل المثال، أن تأخذَ جرعات مكمِّلة من حمض الفوليك لمنع عيوب الأنبوب العصبي. ويمكن للسيِّدة التي ترغب في الحمل أن تتفادى ظهورَ العديد من المشاكل في المستقبل لنفسها ولطفلها من خلال إتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة المشاكل الصحِّية التي تعاني منها قبل الحمل. وعندما يحدث الحمل، سوف تتلقَّى "الرعاية ما قبل الولادة"، حتَّى تلدَ طفلها.
مقدِّمة:
الرعايةُ ما قبل الحمل هي الرعايةُ التي تتلقَّاها المرأة قبل الحمل. وينبغي على كلِّ من ترغب بإنجاب طفل أن تبادرَ لإعداد نفسها لحمل آمن وطفل سليم. تشكِّل الرعايةُ ما قبل الحمل جزءاً هاماً من الرعاية الصحِّية للمرأة في سنِّ الإنجاب؛ وهي تشمل الاعتناء بالصحَّة، وإجراء فحوصات عامَّة، ومعالجة الحالات الطبِّية. كما تهدف إلى الحدِّ من احتمال ظهور مشاكل خلال أي حمل في المستقبل. يشرح هذا البرنامجُ التثقيفي الرعايةَ ما قبل الحمل. وهو يتضمَّن معلومات حول المحافظة على صحَّة المرأة قبلَ الحمل مع نصائح للوقاية من بعض المشاكل الصحِّية والعيوب الخلقية.
رعايةُ ما قبل الحمل بالمقارنة مع الرعاية ما قبل الولادة:
تختلف رعايةُ ما قبل الحمل عن رعاية ما قبل الولادة، إذ إنَّ رعاية ما قبل الولادة هي الرعايةُ التي تتلقَّاها المرأة بعد الحمل. تُقدَّم رعايةُ ما قبل الولادة عادةً في مرحلة متأخِّرة من الحمل لمنع حدوث بعض المشاكل الصحِّية الخطيرة. لهذا السبب، تعدُّ رعايةُ ما قبل الحمل مهمَّةً للغاية. تختلف رعايةُ ما قبلَ الحمل بين المرأة والأخرى. وهذه الفترةُ مهمَّة بالنسبة للطبيب لكي يدقِّق في الحالة الصحِّية الحالية للمرأة والأدوية التي تتناولها حالياً. ويمكن للسيِّدة التي ترغب في الحمل أن تتفادى ظهورَ العديد من المشاكل في المستقبل لنفسها ولطفلها من خلال اتِّخاذ إجراءات بشأن المشاكل الصحِّية التي تعاني منها قبلَ الحمل.
متى تبدأ رعايةُ ما قبل الحمل:
ينبغي على كلِّ زوج وزوجة الاستعداد للحمل قبل الدخول في علاقة جنسية، أو قبل ثلاثة أشهر على الأقل من الحمل. وعلى المرأة اتِّباع بعض النصائح حتى قبل ذلك الوقت. تشمل النصائحُ التي يجب اتِّباعها على الفور الإقلاعَ عن التدخين وبلوغ الوزن الصحِّي وتعديل الأدوية التي تتناولها. يمكن للمرأة التي ترغب بإنجاب طفل أن تنفذَ بنفسها معظمَ إجراءات رعاية ما قبل الحمل بدعم من زوجها أو أفراد عائلتها. ومع ذلك، يمكن للطبيب أن يساعدَها على كشف ومعالجة المشاكل الصحِّية التي قد تؤثِّر في الحمل. يجب ألاَّ تتأخَّرَ المرأةُ في بدء رعاية ما قبل الحمل، إذ إنَّ الحمل يحدث لدى الكثير من النساء قبلَ التخطيط له. ولن يكون الوقت مبكراً أبداً للبدء بإعداد الجسم للحمل المرتقَب. وهذه التدابيرُ مهمَّة للغاية من أجل المحافظة على صحَّة جيِّدة، حتَّى إذا كانت السيدةُ لا ترغب بالحمل في الأشهر القليلة المقبلة.
الفحصُ الصحِّي العام:
تتضمَّن رعايةُ ما قبل الحمل تقييمَ الحالة الصحِّية للمرأة قبل الحمل. وهي تشمل معالجةَ الحالات الطبية الحالية وكشف الحالات الجديدة. وهذا يساعد على تخفيف المضاعفات في أثناء الحمل، والحد من العيوب الخلقية. تشمل بعضُ الحالات الممكن أن تؤثِّر في الحمل:
 أمراض الدم.
 داء السكَّري.
 اضطرابات الأكل.
 التهاب الكبد بي.
 ارتفاع ضغط الدم.
 فيروس نقص المناعة البشري.
 فرط الغدَّة الدرقية.
 بيلة الفينيل كيتون.
إذا كانت المرأةُ تعاني من حالة طبِّية واحدة أو أكثر، فمن المهمِّ جداً أن تناقشها مع الطبيب قبل الحمل. إذا كانت المرأة تعاني من حالة طبية حالية، فيجب التأكد من أن هذه الحالة تحت السيطرة. وإذا كانت مصابةً بأي من الأمراض المنقولة جنسياً، فيجب أيضاً معالجة هذه الأمراض. كما ينبغي أيضاً على الزوج الخضوع لفحص الأمراض المنقولة جنسياً ومعالجتها. قد تنتقل الأمراضُ المنقولة جنسياً من الحامل إلى الطفل قبل أو في أثناء أو بعد ولادة الطفل. تكون المرأةُ الحامل المصابة بأمراض منتقلة جنسياً معرَّضةً أيضاً للولادة المبكِّرة، وتمزُّق الغشاء المحيط بالطفل في الرحم قبلَ الأوان، وعدوى الرحم بعد الولادة. تشمل الآثارُ الضارَّة للأمراض المنقولة جنسياً على الأطفال:
 العمى.
 تلف المخ.
 أمراض الكبد المزمنة.
 الصمم.
 عدوى العين.
 نقص الوزن عند الولادة.
 التهاب السحايا.
 الإنتان الوليدي.
 الالتهاب الرئوي.
 ولادة الجنين ميِّتاً.
ينبغي على السيِّدة التي ترغب في الحمل أن تسألَ الطبيبَ خلال الفحص الصحِّي عمَّا إذا كانت لقاحاتها ما زالت سارية المفعول. وعلى المرأة أن تخبر الطبيبُ والصيدلاني أيضاً عن الأدوية التي تتناولها بوصفة أو من دون وصفة طبِّية، وهذا يشمل جميعَ الفيتامينات والمكمِّلات الغذائية والعشبية، إذ إنَّ تناولَ بعض الأدوية قد لا يكون آمناً في أثناء فترة الحمل. تكون بعضُ الأمراض وراثية، وتنتقل عبر أفراد الأسرة. وقد لا يكون الزوج والزوجة مصابين بمرض وراثي، ولكنَّهما يحملانه. إذا كان كلاً من الأب والأم يحملان مرضاً وراثياً، فهناك فرصةٌ أكبر لأن يُصابَ أطفالهما به. يجب أن تتحدَّثَ السيدةُ إلى الطبيب حول الأمراض في عائلتها وعائلة زوجها، وخاصَّة الأمراض الوراثية. سوف يفسر الطبيب لها إحتمالات إنجاب طفل مصاب بأي من هذه الأمراض الوراثية أو يحمل المرض؛ وهذا ما يُعرَف بالاستشارة الوراثية.
خمس نصائح قبلَ الحمل:
هناك أشياء كثيرة يمكن للمرأة القيام بها لتحسين صحَّتها قبل الحمل. وفيما يلي خمس نصائح رئيسية:
1. تناول حمض الفوليك.
2. التوقُّف عن التدخين.
3. الابتعاد عن المشروبات الكحولية.
4. تجنُّب المواد السامَّة.
5. تجنُّب المواد المُعدِية، مثل براز الحيوانات والقوارض الأليفة.
يُنصَح بتناول 400-800 مكروغرام من حمض الفوليك يومياً لمدَّة 3 أشهر على الأقل قبل الحمل، واستشارة الطبيب حول الفيتامينات التي يمكن أن تساعدَ في الحصول على الكمِّية اليومية الضرورية من حمض الفوليك. يساعد حمضُ الفوليك على الحدِّ من خطر عيوب الأنبوب العصبي، التي هي عيوب خلقية في الدماغ والحبل الشوكي. تشمل الأمثلةُ على عيوب الأنبوب العصبي السنسنةَ المشقوقة وانعدام الدماغ. يجب التوقُّفُ عن التدخين والابتعاد عن المدخِّنين؛ فالتدخين هو أكثر سبب يمكن منعه للوقاية من أمراض ووفيات الأمهات والأطفال الرضَّع. يؤدِّي التدخينُ خلال فترة الحمل إلى زيادة خطر:
 بعض العيوب الخلقية، مثل الشفة المشقوقة أو الحلق المشقوق.
 انخفاض الوزن عند الولادة.
 الإجهاض.
 الولادة المبكِّرة.
 مشاكل في المشيمة.
 متلازمة موت الرضيع الفُجائي.
على المرأة الحامل تجنُّب التعرُّض للمواد السامَّة، إذ إنَّ هذه المواد قد تسبِّب لطفل لم يولد بَعدُ حالاتٍ مرضيةً خطيرة في مرحلة لاحقة من حياته. على سبيل المثال، قد يسبِّب التعرُّضُ للرصاص أو لكمِّيات كبيرة من الأشعة السينية:
 سرطانات الأطفال.
 اضطرابات في النمو.
 العقم.
 نقص الوزن عند الولادة.
 الإجهاض.
إذا كانت المرأةُ الحامل أو زوجها وأقاربها يعملون في مجال المواد الكيميائية أو السموم الأخرى، مثل الأسمدة والمبيدات الحشرية، فعليها أن تتوخَّى أقصى درجات الحذر. وعليها أن تغيِّر ملابس العمل القذرة قبلَ العودة إلى المنزل، وأن تقومَ أيضاً بفصل هذه الملابس عن غيرها وغسلها على حدة. كما ينبغي على المرأة الحامل تجنُّب المواد المُعدِية، مثل براز القطط والقوارض الأليفة التي يُحتمَل أن تنقل طفيلياتٍ خطيرةً تسبِّب المرض. وعندَ وجود قطط أو قوارض أليفة في المنزل، يجب أن يقومَ شخص آخر بتنظيف النفايات أو القفص.
الخلاصة:
رعايةُ ما قبل الحمل هي الرعايةُ التي تتلقَّاها المرأةُ قبل الحمل وهي مختلفة عن رعاية ما قبل الولادة وهي الرعاية التي تتلقاها المرأة بعد حدوث الحمل. على الرغم من أنَّ الرجالَ والنساء يمكنهم أن يفعلوا الكثيرَ من تلقاء أنفسهم، لكنَّ استشارة الطبيب أمرٌ ضروري لإيجاد ومعالجة المشاكل الصحِّية التي يمكن أن تؤثِّرَ في الحمل المستقبلي، فقد يؤدِّي كشف ومعالجة الحالات الصحِّية التي تعاني منها المرأةُ إلى منع حدوث مضاعفات في أثناء الحمل، والحد من خطر العيوب الخلقية. تشمل النصائحُ الرئيسية الخمس للحصول على رعاية ما قبل الحمل:
1. تناول حمض الفوليك.
2. التوقُّف عن التدخين.
3. الابتعاد عن المشروبات الكحولية بصورة قطعية.
4. التحدث مع الطبيب حول الأدوية والأمراض الوراثية.
5. تجنُّب المواد السامة والمواد المُعدِية، مثل براز الحيوانات والقوارض الأليفة.
من المهمِّ جداً بالنسبة لكل امرأة ترغب بالحمل أن تحافظَ على صحَّة جيِّدة؛ فالحملُ يحدث لدى الكثير من النساء دون التخطيط له. ولن يكون من السابق لأوانه أبداً أن تبادرَ المرأةُ إلى إعداد جسمها للحمل المرتقَب. 
 
المصدر: 
www.kaahe.org/health/ar

التعليقات (0)

اترك تعليق