مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

لا أدب عند الغضب

لا أدب عند الغضب

قد لا تكون المشكلة عند بعض الأهل في إيمانهم، ولا في فهمهم لواقع الحياة، ولا في إستيعابهم لما يحتاجه أولادهم، ولا في فهمهم للمشاكل التي يعاني منها أولادهم، ولكن المشكلة تكمن عندهم في الأسلوب الذي يعتمدونه في تربية أولادهم، والذي قد يُحَوِل عملية التربية إلى إبعاد أولادهم عن الدين والإلتزام، والذهاب باتجاه آخر مختلف كليًا عن الإتجاه الذي يريد الأهل من أبنهم التوجه نحوه، لذلك أفردت هذا الجزء من البحث للتحدث عن أساليب التربية مُرَكِزًا على ما هو متوقع لتربية صحيحة، وما هي الأخطاء التي يقوم بها الأهل في أسلوبهم متوقعًا أن أُعَرِج على أكثر هذه المواضيع حساسية مع إقراري بعدم حصري لها جميعًا إلا أنها قطعًا جامعة لأبرزها.
لا أدب عند الغضب:
عملية التربية والتأديب تحتاج إلى أجواء مرتاحة بعيدة عن التشنج والعصبية، لأنه لا بد من أن يفهم الولد الذي هو في معرض التأديب لماذا يؤدب، وما هي الأخطاء التي ارتكبها؟ لذلك فإن دخول الغضب قد يؤدي:
أولاً: إلى حرف الأهل عن الهدف الأساسي وهو إفهام إبنهم الأسباب الداعية إلى هذا الموقف منهم، وقد يؤدي الغضب إلى الدخول في التقريع والإهانة والضرب دون الإفهام والتفهيم.
وثانيًا: فإن الولد نفسه لن يتجاوب مع ما يُدعى إليه، بل تراه ونتيجة هذا الأسلوب يتعصب لخطئه، لأنه سيعتبر أن الغضب ناتج عن ضعف حجة الأهل، ولو أنهم كانوا مقتنعين بما ينهون عنه، ويمتلكون الحجة عليه لما احتاجوا إلى التصرف بغضب.
لذلك فإنه ورد عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا أنه قال: «نهى رسول الله(ص) عن الأدب عند الغضب»(١).
وكذلك فقد ورد عن أمير المؤمنين علي(ع) قوله: «لا أدب مع غضب»(٢).
وما هذا النهي من الرسول(ص) وأمير المؤمنين(ع) إلا للأثر السلبي للغضب على عملية التربية، فهي في هذه الحالة بدلاً من أن تفيد في التوجيه والإرشاد ستضر وتعمق الخطأ وتُنَفِر وتُبَعِد.


الهوامش:
(١) وسائل الشيعة الجزء ١٨ الصفحة ٣٣٧.
(٢) غرر الحكم الحديث ١٠٥٢٩.


المصدر: مشاكل الأسرة بين الشرع والعرف: الشيخ حسان محمود عبد الله. ط١، دار الهادي، بيروت، لبنان، ١٤٢٨ھ - ٢٠٠٧م.

التعليقات (0)

اترك تعليق