مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

إسلام أم الإمام المهدي(عج)

إسلام أم الإمام المهدي(عج)

الروايات التي نصت على إسلامها كثيرة فما من رواية ذكرت أنها كانت أسيرة ويمكن استفادة عدم إسلامها منها إلا وفي نفس المتن يوجد تصريح بإسلامها، هذا بغض النظر عن الروايات التي تصرح أن لها مكانة مرموقة فضلا عن إسلامها كما ستطلع عليه في تفصيل الكلام.
استفاضت روايات تذكر إسلامها وهي مروية في الغيبة والكمال وغيرهما من المصادر الأخرى منها:_
الأول:- إخبار الشيخ الطوسي في الغيبة: [الغيبة للشيخ الطوسي ص ٢٣٤]
الشيخ الطوسي بسنده عن أبي عبد الله المطهري [والحديث فيه توقف سندي من جهة الطهوي (أو المطهري، وهما شخص واحد) عند البعض، ولكن دل على تحسينه أو توثيقه جملة من كلمات الأعلام من بينهم مافي مستدركات الوسائل الذي قال عنه أنه من أصحاب السر كما في ج ٧ ص ١٩٠ وكما في أعيان الشيعة الذي قال عنه أنه القيم على أمور أبي محمد وهذا كاشف عما فوق العدالة وقال إن العلامة في الخلاصة صحح سنداً هو فيه، كما في الأعيان ج٣ص١٥٣ وكذلك في معجم السيد الخوئي ج٣ص١١٣ الذي قال طريق الصدوق إليه صحيح وانه القيم على أمور أبي محمد إلا أنه لا يدل عندي على التوثيق وكذلك راجع تعليقة على منهج المقال ونقد الرجال في ص ٧٨ وفي ج٥ ص٣٤٨]، عن حكيمة بنت محمد بن علي الرضا قالت:
بعث إليّ أبو محمد عليه السلام سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإن الله عز وجل سيسرك بوليه وحجته على خلقه خليفتي من بعدي. قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي علي وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد(ع)، وهو جالس في صحن داره، وجواريه حوله فقلت: جعلت فداك يا سيدي! الخلف ممن هو؟ قال: من سوسن، فأدرت طرفي فيهن فلم أر جارية عليها أثر غير سوسن. قالت حكيمة: فلما أن صليت المغرب والعشاء الآخرة أتيت بالمائدة، فأفطرت أنا وسوسن وبايتها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبو محمد(ع) من أمر ولي الله عليه السلام فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كل ليلة للصلاة، فصليت صلاة الليل حتى بلغت إلى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت (فزعة) وأسبغت الوضوء ثم عادت فصلت صلاة الليل وبلغت إلى الوتر، فوقع في قلبي أن الفجر (قد) قرب فقمت لأنظر فإذا بالفجر الأول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد(ع)، فناداني من حجرته:
لا تشكي وكأنك بالأمر الساعة قد رأيته إن شاء الله تعالى.... الحديث.
ففي هذا الحديث تصريح على أنها تصلي صلاة الليل فضلا عن الواجب فهل يعقل عدم إسلامها!!!.
ثانيا: إخبارات الشيخ الصدوق في كمال الدين: -وهي على نحوين:-
النحو الأول
من الأخبار الذي أفرد لها بابا خاصا [الباب (٤١)المعنون بـ (ما روي في نرجس أم القائم(ع) واسمها مليكة بنت يشوعا بن قيصر الملك] ذكر فيه حديثاً واحداً بل هناك أخبار أخرى (وهي التي سنذكرها في النحو الثاني) دلت على إسلامها، ومجموعها يوجب الاستفاضة إن لم نقل بالتواتر.
ففي كمال الدين ص ٤٢٢ قال الشيخ الصدوق بسنده إلى من نقل عن بشر النخاس مباشرة في حديث طويل أخذنا منه محل الشاهد:
وهو اعتراف الإمام بإسلامها قال: فقال أبو الحسن(ع): يا كافور ادع لي أختي حكيمة، فلما دخلت عليه قال(ع) لها: ها هيه فاعتنقتها طويلا وسرت بها كثيرا، فقال لها مولانا: يا بنت رسول الله أخرجيها إلى منزلك وعلميها الفرائض والسنن فإنها زوجة أبي محمد وأم القائم(ع).. الخبر.
النحو الثاني من الأخبار:
الذي جمعنا فيه أغلب ما روي عن السيدة نرجس في هذا الكتاب المبارك إذ جاء فيه:-
١- كمال الدين ص ٤٢٤، الشيخ الصدوق بسنده عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب(ص)، قالت: بعث إلي أبو محمد الحسن بن علي(ع) فقال: يا عمة اجعلي إفطارك (هذه) الليلة عندنا فإنها ليلة النصف من شعبان فإن الله تبارك وتعالى سيظهر في هذه الليلة الحجة وهو حجته في أرضه، قالت: فقلت له: ومن أمه؟ قال لي: نرجس، قلت له: جعلني الله فداك ما بها أثر، فقال: هو ما أقول لك، قالت: فجئت، فلما سلمت وجلست جاءت تنزع خفي وقالت لي: يا سيدتي (وسيدة أهلي) كيف أمسيت؟ فقلت: بل أنت سيدتي وسيدة أهلي، قالت: فأنكرت قولي وقالت: ما هذا يا عمة؟ قالت: فقلت لها: يا بنية إن الله تعالى سيهب لك في ليلتك هذه غلاما سيدا في الدنيا والآخرة قالت: فخجلت واستحيت. فلما أن فرغت من صلاة العشاء الآخرة أفطرت وأخذت مضجعي فرقدت، فلما أن كان في جوف الليل قمت إلى الصلاة ففرغت من صلاتي وهي نائمة ليس بها حادث ثم جلست معقبة، ثم اضطجعت ثم انتبهت فزعة وهي راقدة، ثم قامت فصلت ونامت.. إلخ الحديث.
وفي ص ٤٢٦ بسند الشيخ الصدوق إلى محمد بن عبد الله الطهوي قال: قصدت حكيمة بنت محمد(ع) بعد مضي أبو محمد(ع) أسألها عن الحجة: فقلت: يا مولاتي هل كان للحسن(ع) ولد؟ فتبسمت ثم قالت: إذا لم يكن للحسن(ع) عقب فمن الحجة من بعده وقد أخبرتك أنه لا إمامة لأخوين بعد الحسن والحسين(ع)، فقلت: يا سيدتي حدثيني بولادة مولاي وغيبته(ع) قالت: نعم كانت لي جارية يقال لها: نرجس فزارني ابن أخي فأقبل يحدق النظر إليها، فقلت له: يا سيدي لعلك هويتها فأرسلها إليك؟ فقال لها: لا يا عمة ولكني أتعجب منها فقلت: وما أعجبك (منها)؟ فقال(ع): سيخرج منها ولد كريم على الله عز وجل الذي يملأ الله به الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما، فقلت: فأرسلها إليك يا سيدي ؟ فقال: استأذني في ذلك أبي(ع) قالت: فلبست ثيابي وأتيت منزل أبي الحسن(ع): فسلمت وجلست فبدأني(ع) وقال: يا حكيمة ابعثي نرجس إلى ابني أبي محمد قالت: فقلت: يا سيدي على هذا قصدتك على أن أستأذنك في ذلك، فقال لي: يا مباركة إن الله تبارك وتعالى أحب أن يشركك؟؟ الأجر ويجعل لك في الخير نصيبا، قالت حكيمة: فلم ألبث أن رجعت إلى منزلي وزينتها ووهبتها لأبي محمد(ع) وجمعت بينه وبينها في منزلي فأقام عندي أياما، ثم مضى إلى والده(ع) ووجهت بها معه. قالت حكيمة: فمضى أبو الحسن(ع) وجلس أبو محمد(ع) مكان والده وكنت أزوره كما كنت أزور والده فجاءتني نرجس يوما تخلع خفي، فقالت: يا مولاتي ناوليني خفك، فقلت: بل أنت سيدتي ومولاتي والله لا أدفع إليك خفي لتخلعيه ولا لتخدميني بل أنا أخدمك على بصري، فسمع أبو محمد(ع) ذلك فقال: جزاك الله يا عمة خير... [وفي هذا المقطع دلالة واضحة على علو مكانة السيدة نرجس ورفعة مقامها إذ إن السيدة حكيمة تخاطبها بالقول أنتي سيدتي ومولاتي، بل إن السيدة حكيمة تعتبر خدمة السيدة نرجس شرفاً وعلى حد عبارتها وهي تخاطب السيدة نرجس (بل أنا أخدمك على بصري) وهذه الرفعة في المقام لا تدل على الإسلام فقط بل على ما هو ارفع منه كما هو جلي]
وأضافا للروايات فإن هناك أدلة أخرى تذكر لإثبات إسلام أم الإمام(ع) منها:-
١.
الوضوح القائم عند الشيعة الإمامية على إسلامها فلم يثبت عند الشيعة أن هناك مخالف في هذه المسألة.
٢. تسالم الشيعة على طهارة أرحام أمهات الأئمة(ص) وإجماعهم على ذلك.
٣. تفسير قوله تعالى وتقلبك في الساجدين الدال على طهارة أصلاب الأئمة(ص) بتقريب يأتي في محله من تفصيل الكلام.
٤. إرضاع السيدة نرجس للإمام المهدي، ومما لا ينبغي أن يرضع الإمام من المشركة.
٥. إن أم الإمام دفنت بين معصومين، ومن المتفق عليه أن الكافر لا يدفن في مقابر المسلمين فضلا عن مقابر تحوي قبور أئمة.
٦. إن من يدعي أنها كافرة يجب عليه إثبات ذلك بدليل صحيح، حتى نثبت له إسلامها بنفس دليل ادعائه انه مثبت لكفرها، وهذا الدليل نذكره تماشيا مع ما يذكره الوهابيون من ضرورة أن يكون ثبوت إسلامها بدليل صحيح، فنحن نطلب منهم إثبات خلاف ذلك بنفس قوة الدليل السندية.
٧. هناك أقوال بل وروايات دلت على أنها ولدت في بيت حكيمة، فبالتالي هي ليست أسيرة حتى يقال بشركها أو كفرها، فبناء على هذه الروايات تتنتفي الشبهة من رأس.
٨. هناك أقوال تذهب إلى أن اسمها مريم بنت زيد العلوية، ومن يرجح الأخذ بهذا القول يكون الإشكال منتف من الأصل لكونها تكون علوية فضلا عن كونها مسلمة.
٩. إنها عاشت في بيت الإمام العسكري وقبله في بيت الإمام الهادي ثم في بيت الإمام المهدي(ص) جميعا، ومن البعيد جدا أن لا يؤثر هؤلاء الأئمة الثلاثة عليها ويجعلوها تدخل الإسلام خصوصا مع الاعتقاد أن وظيفة الإمام هي الهداية.
وتفصيل الكلام في هذه الأدلة على النحو التالي:
الدليل الأول: الوضوح القائم عند الشيعة الإمامية على إسلامها فلم يثبت عن الشيعة أن هناك مخالف في هذه المسالة.
فالشيعة الإمامية لم يعهد عنهم على مستوى العلماء أو على مستوى الطبقات الأخرى أن أم الإمام المهدي بقيت على نصرانيتها أو أنها مشركة ولو كان هذا الأمر معروفا ومعهودا وكائنا لبان.
الدليل الثاني:
تسالم الشيعة على طهارة أرحام أمهات الأئمة(ص) وإجماعهم على ذلك، ومما دل على ذلك ما جاء في البرهان ج ١: ٥٣٤. الصافي ج ١: ٥٢٥.
ثم لا يخفى انه قد انعقد الإجماع من الفرقة المحقة على أن أجداد نبينا(ص) كانوا مسلمين موحدين وما كان أحد من آبائه وأجداده كافرا وقد تواتر عن الأئمة(ع) نحن من أصلاب المطهرين وأرحام المطهرات، وانه لم تدنسهم الجاهلية بأنجاسها إلى غير ذلك من الروايات المستفيضة بل المتواترة على إسلام آباء النبي(ص).
ومما يؤيد ويشهد على وجود هذا التسالم علاوة على التصريح المتقدم ما تلهج به ألسنة الشيعة الإمامية في زيارات الأئمة(ص)بكرة وأصيلا ومن النصوص التي تصرح بطهارة أرحام أمهات الأئمة(ص) هذا النص (عن أبي محمد(ع) وعنه، عن سلمة، عن عبد الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن بعض أصحابنا، عن أحدهما، قال: إذا أتيت قبور الأئمة بالبقيع فقف عندهم واجعل القبلة خلفك والقبر بين يديك، ثم تقول:
السلام عليكم أئمة الهدى، السلام عليكم أهل البر والتقوى، السلام عليكم أيها الحجج على أهل الدنيا، السلام عليكم أيها القوامون في البرية بالقسط. السلام عليكم أهل الصفوة، السلام عليكم يا آل رسول الله(ص)، السلام عليكم أهل النجوى.
أشهد أنكم قد بلغتم ونصحتم وصبرتم في ذات الله، وكذبتم وأسيء إليكم فغفرتم، وأشهد أنكم الأئمة الراشدون المهديون، وان طاعتكم مفروضة، وأن قولكم الصدق، وأنكم دعوتم فلم تجابوا، وأمرتم فلم تطاعوا، وأنكم دعائم الدين، وأركان الأرض. لم تزالوا بعين الله ينسخكم في أصلاب كل مطهر، وينقلكم من أرحام المطهرات، لم تدنسكم الجاهلية الجهلاء، وقد روي هذا النص في أهم المصادر الشيعية منها: كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه -ص ١١٨ -١٢٠، الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ص ٧١٣، المهذب للقاضي ابن البراج - ج ١ - ص ٢٧٩، الحدائق الناضرة للمحقق البحراني -ج ١٧ -ص ٤٣١،الكافي للشيخ الكليني -ج ٤- ص ٥٥٩، من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق -ج ٢ - ص ٥٧٥، تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي - ج ٦ - ص ٧٩.
الدليل الثالث:
تفسير قوله تعالى وتقلبك في الساجدين الدال على طهارة أصلاب الأنبياء والأئمة(ص).
اعتقادنا نحن الشيعة الإمامية في آباء النبي محمد(ص) أنه ليس فيهم كافر ولا مشرك ولا في أمهاته زانية من أبيه عبد الله إلى آدم(ع) ومن أمه آمنة إلى حواءL وكذلك أئمة الهدى.
دليلنا على ذلك، قوله تعالى: «الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ» فإن المروي في تفسير الآية هو انتقاله(ص) من أصلاب الموحدين الساجدين إلى أرحام الموحدات الساجدات وقوله(ص): نقلنا من الأصلاب الطاهرة إلى الأرحام الزكية.
وهو المراد أن آباءه كانوا مسلمين بدليل قوله تعالى:«إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ».
والأئمة من أهل البيت(ع) كذلك كما دلت على ذلك نصوص كثيرة في تفسير الآية وشرح هذه المفردة العقدية إليك منها:-
في تفسير القمي ج ٢ - ص ١٢٥: قوله: «الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ» قال: حدثني محمد بن الوليد عن محمد بن الفرات عن أبي جعفر عليه السلام قال: «الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ» قال في أصلاب النبيين.
وذكر نص ذلك في التفسير الصافي للفيض الكاشاني -ج ٤ - ص ٥٤، وفي تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي -ج ٤ - ص٦٩، وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي -ج ١٥ - ص ٣٣٦بعد نقله لما في القمي، (أقول: ورواه غيره من رواة الشيعة، ورواه في الدر المنثور عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبي نعيم وغيرهم عن ابن عباس وغيرهم).
وفي أوائل المقالات للشيخ المفيد -ص ٤٥ - ٤٦: واتفقت الإمامية على أن آباء رسول الله(ص) من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله -عز وجل- موحدون له. واحتجوا في ذلك بالقرآن والأخبار، قال الله - عز وجل: «الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ». و قال رسول الله(ص): (لم يزل ينقلني من أصلاب الطاهرين، إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا). وأجمعوا على أن عمه أبا طالب -رحمه الله- مات مؤمنا، وأن آمنة بنت وهب كانت على التوحيد، وأنها تحشر في جملة المؤمنين. وخالفهم على هذا القول جميع الفرق ممن سميناه بدء.
وفي تصحيح اعتقادات الإمامية للشيخ المفيد - ص ١٣٩: قال الله تعالى: «الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ» يريد به: تنقله في أصلاب الموحدين. وقال نبيه(ص)(ما زلت أتنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات [فتصريح العلماء بشمول أمهات النبي لحكم الآية جلي لا غبار عليه، فلا يقال هي خاصة بالآباء، ولا يقال هي خاصة بالنبي الأكرم دون أهل بيته الكرام عليهم جميعا الصلاة والسلام، إذ إن المناط في هذا التطهير هو العصمة والإمامة وهي فيهم كما هي فيه، بل ورد في الخبر إن الأئمة يجرون في الأمر والطاعة مجرى واحد، وليس ذلك إلا للعصمة والإمامة كما هو جلي]، حتى أخرجني الله تعالى في عالمكم هذا) فدل على أن آباءه كلهم كانوا مؤمنين، إذ لو كان فيهم كافر لما استحق الوصف بالطهارة، لقول الله تعالى: «إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ» فحكم على الكفار بالنجاسة، فلما قضى رسول الله(ص) بطهارة آبائه كلهم ووصفهم بذلك، دل على أنهم كانوا مؤمنين.
وفي حلية الأبرار للسيد هاشم البحراني - ج ١ - ص ١٣ - ١٧: محمد بن خالد الطيالسي، ومحمد بن عيسى بن عبيد، بإسنادهما عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر(ع): كان الله ولا شيء غيره، ولا معلوم ولا مجهول، فأول ما ابتدأ من خلق خلقه أن خلق محمدا(ص)، وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته.. إلى أن يقول:- فرسول الله(ص) أول من عبد الله، وأول من أنكر أن يكون له ولد أو شريك، ثم نحن بعد رسول الله(ص). ثم أودعنا بعد ذلك صلب آدم(ع) فما زال ذلك النور ينتقل من الأصلاب والأرحام، من صلب إلى صلب، ولا استقر في صلب إلا تبين عن الذي انتقل منه انتقاله، وشرف الذي استقر فيه، حتى صار في عبد المطلب، فوقع بأم عبد الله فاطمة، فافترق النور جزئين: جزء في عبد الله، وجزء في أبي طالب(ع)، فذلك قوله تعالى: «وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ» يعني في أصلاب النبيين وأرحام نسائهم، فعلى هذا أجرانا الله تعالى في الأصلاب والأرحام، حتى أخرجنا في أوان عصرنا وزماننا، فمن زعم أنا لسنا ممن جرى في الأصلاب والأرحام، وولدنا الآباء والأمهات فقد كذب.
وفي بحار الأنوار للعلامة المجلسي - ج ١٠٨ - ص ١٩٨: تفسير قوله تعالى: «الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ» في أن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد(ص) قبل أن يخلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم الجنة والنار وقبل أن يخلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان(ع) وقبل أن يخلق الأنبياء كلهم بأربع مأة ألف سنة وأربع وعشرين ألف سنة.... إلى أن يقول في أن الأئمة(ع) كانوا أشباح نور حول العرش قبل أن يخلق آدم(ع) بخمسة عشر ألف عام في قول رسول الله(ص): إن الله خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين من قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام، وكنا أشباح نور قدام العرش، ونسبح الله ونحمده ونقدسه ونمجده، ثم قذفنا في صلب آدم، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، ولا يصيبنا نجس الشرك، ولا سفاح الكفر.
في روضة الواعظين للفتال النيسابوري - ص ١٣٨ - ١٣٩: قال الله تعالى: «الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ». إعلم أن الطائفة المحقة قد اجتمعت على أن أبا طالب وعبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب كانوا مؤمنين، وإجماعهم حجة على ما ذكر في غير موضع.
وتتميماً للكلام نأخذ ما جاء في الأمثل ج ٤ - ص ٣٤٦ _ ٣٤٩: هل الرجل الذي تشير إليه الآية (آزر) هو والد إبراهيم؟
أيجوز أن يكون عابد الأصنام وصانعها والد نبي من أولي العزم؟
ألا يكون للوراثة من هذا الوالد تأثير سيء في أبنائه؟ [ومما ينبغي التنبيه عليه أنه لا خصوصية للأب من هذه الجهة فتأثير الأم من هذا الجانب أعظم وأبلغ، فإذا لم يكن أب النبي والمعصوم والإمام لهذا الأمر مشركا فكذلك أمه، هذا وفي تنصيص الروايات المتقدمة في بعض الأدلة التي ذكرت هنا، بل وهنا على شمول لزوم الطهارة في المعصومين إلى أمهاتهم دلالة واضحة على عدم الخصوصية بالأب]
بعض مفسري أهل السنة يجيب بالإيجاب على السؤال الأول، ويعتبر آزر والد إبراهيم الحقيقي، أما المفسرون الشيعة فيجمعون على أن آزر ليس والد إبراهيم، بل قال بعضهم: إنه كان جده لأمه، وقال أكثرهم: إنه كان عمه، وهم في ذلك يستندون إلى القرائن التالية: (أخذنا منها محل الشاهد).
وهناك روايات إسلامية مختلفة تؤكد هذا الأمر، فقد جاء في حديث معروف عن رسول الله(ص) أنه قال: (لم يزل ينقلني الله من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات حتى أخرجني في عالمكم هذا لم يدنسني بدنس الجاهلية). ولا شك أن أقبح أدناس الجاهلية هو الشرك وعبادة الأوثان.
في كتابه (مسالك الحنفاء) عن أسرار التنزيل للفخر الرازي أن والدي رسول الله(ص) وأجداده لم يكونوا مشركين أبدا. مستدلا على ذلك بالحديث الذي نقلنا آنفا، ثم يستند السيوطي نفسه إلى مجموعتين من الروايات.
الأولى: تقول إن آباء رسول الله(ص)وأجداده حتى آدم كان كل واحد منهم أفضل أهل زمانه (وينقل أمثال هذه الروايات عن (صحيح البخاري) و (دلائل النبوة) للبيهقي وغيرهما من المصادر).
والثانية: هي التي تقول: إنه في كل عصر وزمان كان هناك أناس من الموحدين الذين يعبدون الله، ثم يجمع بين هاتين المجموعتين من الروايات ويستنتج أن أجداد رسول الله(ص)، بما فيهم والد إبراهيم، كانوا حتما من الموحدين.
وفي تفسير السمرقندي لأبو الليث السمرقندي -ج ٢ - ص ٥٧٠: «وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ»يعني تقلبك في أصلاب الآباء وأرحام الأمهات من آدم إلى نوح وإلى إبراهيم وإلى من بعده صلوات الله عليهم قوله عز وجل «إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» يعني بآبائهم وبأعمالهم.
الدليل الرابع:
دليل إثبات إسلامها من خلال رضاعتها للإمام(ع).
أصل الدليل:
لم يثبت لدينا ولو على نحو الإشارة التاريخية أن للإمام المهدي(ع) مرضة غير أمه رضوان الله عليها وحيث أن إرضاع غير المسلمة لا ينبغي في الشريعة الإسلامية كما نصت على ذلك روايات كثيرة وأفتى به علماء الطائفة وفقهاؤها على طول خط الفتوى فإننا نستبعد أن تكون أم الإمام(ع) حين إرضاعها له ليست بمسلمة فان هذا لا ينبغي في غير المعصوم من الناس فكيف بك والأمر مع المعصوم(ع) المنزه ارتكاب المكروه واجتناب المستحب,فيكون محصل هذه المقدمات أن أم الإمام(ع) حيث انه نصت الروايات على انحصار رضاعة الإمام المهدي منها (كما جاء في رواية:- فبكت نرجس فقال لها أي الإمام: اسكتي فإن الرضاع محرم عليه إلا من ثديك وسيعاد إليك كما رد موسى إلى أمه وذلك قول الله عز وجل: (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن) (كمال الدين)، وحيث إن المرضعة ينبغي أن تكون مسلمة فتكون النتيجة أنها(ع) مسلمة.
ومن أحب الخوض في التفصيل أكثر فليراجع كلمات الفقهاء في باب الرضاع وشروط المرضعة.
الدليل الخامس:
عنوان الدليل:
دفنها رضوان الله عليها بين قبور المسلمين وبين قبرين لمعصومين دليل على إسلامها:
تقريب الدليل:
إن من المتفق عليه بين أهل الإسلام عدم جواز دفن الكافر في قبور المسلمين وبالعكس، دل على ذلك الكثير من النصوص الفتوائية لعلماء الفريقين من بينها:-
ما جاء في منهاج الصالحين للسيد السيستاني ج ١ ص ١١٢: مسألة ٣١٧: لا يجوز دفن المسلم في مقبرة الكافرين، وكذا العكس.
وفي كتاب الطهارة للسيد الخوئي ج ٩ شرح ص ١٧٨:لأنه توهين للمسلم، وفي العكس الأمر كذلك لأن الكافر رجس ودفن الرجس في مقابر المسلمين وهن لهم - واحترام المؤمن ميتا كحرمته حيا.
وفي الفتاوى الواضحة للسيد محمد باقر الصدر ص ١٨٢: ثالثا: لا يسوغ دفن المسلم في مقابر الكفار، كما لا يسوغ لغير المسلم أن يدفن في مقابر أهل الإسلام.
وفي مستمسك العروة للسيد محسن الحكيم ج ٤ص ٢٥٢: (مسألة ١٠): لا يجوز دفن المسلم في مقبرة الكفار، كما لا يجوز العكس أيضا. نعم إذا اشتبه المسلم والكافر يجوز دفنهما في مقبرة المسلمين، وإذا دفن أحدهما في مقبرة الآخرين يجوز النبش، أما الكافر فلعدم الحرمة له، وأما المسلم فلأن مقتضى احترامه عدم كونه مع الكفار.
وفي فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء جمع أحمد بن عبد الرزاق الدويش ج ٨ - ص ٥٤٥: دفن الكافر في مقابر المسلمين،الفتوى رقم (335) الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على خطاب جلالة الملك -حفظه الله- رقم ٢٤٧٨٦ وتاريخ ١٩/ ١٢/ ١٣٩٢ ه‍، الموجه إلى فضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، بخصوص نظام المقابر وتغسيل الموتى ودفنهم، والذي أعدته وزارة الصحة، وعن الاستفتاء عن موضوع دفن غير المسلمين في مقابر المسلمين، ورغبة جلالته -حفظه الله- في معرفة وجهة النظر الشرعية؛ هل يمكن دفنه في مقابر المسلمين أو يرحل لبلاده، كما جرى الاطلاع على صورة من خطاب جلالته -حفظه الله- السري الموجه لفضيلة نائب المفتي برقم ١٠١١٨ وتاريخ ٨/ ٥/ ١٣٩١ ه‍، والذي جاء فيه ما نصه: وحيث أن من المشاهد الآن أن من يتوفى من هؤلاء الناس يرحل لبلاده باعتباره أجنبيا سواء كان صغيرا أم كبيرا فإن هذا شيء يحسن السكوت عنه وعدم الإعلان عنه، كما اطلعت اللجنة على شرح فضيلة رئيس إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد لإحالة ذلك إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء للإفادة بمرئياتها حول ما استوضح عنه جلالته. وبدراسة اللجنة الدائمة لذلك ظهر لها ما يلي: لا يجوز أن يدفن غير المسلم مع المسلمين في مقابرهم، بل يدفن بعيدا عنهم؛ لأنهم يتأذون بمجاورته إياهم، وهذا ما نص عليه العلماء رحمهم الله في كتبهم، بل لقد ذكروا مسألة يتضح منها موقفهم رحمهم الله من موتى غير المسلمين، وتعين إبعادهم عن مقابر المسلمين، فقد جاء في المقنع: وإن ماتت ذمية حاملاً من مسلم دفنت وحدها ويجعل ظهرها إلى القبلة، وقال في حاشيته تعليلا لذلك، لأنها كافرة فلا تدفن في مقبرة المسلمين، وولدها محكوم بإسلامه، فلا يدفن بين الكفار، ونظرا إلى أن بلادنا -حماها الله ومكن لولاتها- ليس فيها مستوطنون بجنسية حكومتها غير مسلمين فإن من مصلحتها وتقليل مشاكلها مع الآخرين عدم تخصيص مقبرة فيها لغير المسلمين، فمن مات منهم وطلب أولياؤه نقل جثته إلى بلاده فتحسن إجابتهم لذلك. وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس عبد الله بن مينع عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي إبراهيم بن محمد آل الشيخ، تم بحمد الله تعالى المجلد الثامن من فتاوى اللجنة الدائمة.
ودلالة الكلام السابق على عدم جواز دفن الكافر مع المسلم وحرمته لا إشكال فيها وحيث أن من الثابت تاريخيا أن السيدة نرجس رضوان الله عليها قد دفنت ليس بين مقابر أهل الإسلام وحسب بل بين قبرين لمعصومين هما الإمام الهادي والعسكري عليهما السلام، وإليك النص التاريخي الذي ينص على دفنها في مقبرة أهل الإسلام في سامراء.
في أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ج ٢ص ٥٨٨: وكان سرداب الغيبة هو سرداب تلك الدار سكنه الهادي والعسكري وصاحب الزمان عليه السلام فكان القبران الشريفان والسرداب في دار واحدة وكان طريق السرداب ودرجه من داخل حرم العسكريين عليه السلام قريبا من قبر نرجس أم المهدي عليه السلام وكان يذهب إلى السرداب في دهليز مظلم.
وفي مستدرك سفينة البحار ج ٨ ص ٣٨٩
كان على قبر نرجس بسامراء لوح عليه مكتوب: هذا قبر أم محمد(ع).
وفي الكشكول المبوب -الحاج حسين الشاكري- ص ١١٤: وفي سنة (٢٦٠ ه‍ / ٨٧٣ م) توفي الإمام الحسن العسكري(ع) فدفن إلى جوار والده. وفي نفس العام توفيت السيدة نرجس والدة الإمام المهدي(ع) ودفنت خلف قبر الإمامين بمسافة قليلة.
فتكون النتيجة أن أم الإمام رضوان الله عليها لم دفنت فقط في قبور أهل الإسلام بل بين قبرين لمعصومين.
الكلام في بقية الأدلة:
أما الأدلة الأربعة الأخيرة فان السادس منها لا يحتاج إلى بيان أكثر مما في المتن المتقدم وأما السابع والثامن فهما لا يحتاجان إلى مزيد كلام وإطناب فنكتفي بوضع اليد على النصوص الدالة على مضمون الدليلين وأما الدليل الأخير فهو بيّن تماما خصوصا بعد إيراد أغلب النصوص المتعلقة بالسيدة نرجس سلام الله عليها.
ففي ما يخص روايات الدليل السابع نذكر منها:
في عيون المعجزات -حسين بن عبد الوهاب- ص ١٢٧: (الخلف المهدي القائم الحجة المنتظر) (صاحب الزمان(ع)) قرأت في كتب كثيرة بروايات كثيرة صحيحة انه كان لحكيمة بنت أبي جعفر محمد بن علي(ع) جارية ولدت [لا يقال أن الجارية محكومة بحكم أبويها وبالتالي لا يمكن الحكم بإسلامها.
فإنا نقول أن هذه الجارية ولدت في بيت السيدة حكيمة عليها السلام وربيت من قبلها ومن البعيد أن لا تكون مسلمة فان تنزلنا عن هذا فان أهل السنة نفسهم يحكمون بإسلامها كذلك إذ نص احمد بن حنبل على أن الجارية التي مات أبواها على الكفر يحكم بإسلامها واستدل على ذلك بحديث الباب. راجع فتح الباري في شرح صحيح البخاري ج٣ في باب ما قيل في أولاد المشركين ص ١٩٥] في بيتها وربتها وكانت تسمي نرجس فلما كبرت دخل أبو محمد فنظر إليها فقالت له عمته حكيمة أراك يا سيدي تنظر إليها فقال عليه السلام إني ما نظرت إليها متعجبا أما إن المولود الكريم على الله يكون منها، ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن أباه(ع) في دفعها إليه.
وفي أعيان الشيعة- السيد محسن الأمين -ج ٢ - ص ٤٦: قال علي بن الحسين المسعودي في كتاب إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب(ع) روى لنا الثقات من مشايخنا أن بعض أخوات أبي الحسن علي بن محمد الهادي(ع) كانت لها جارية ولدت في بيتها وربتها تسمى نرجس فلما كبرت وعبلت دخل أبو محمد الحسن العسكري(ع) فنظر إليها فأعجبته فقالت له عمته أراك تنظر إليها فقال(ع) إني ما نظرت إليها إلا متعجبا أما أن المولود الكريم على الله جل وعلا يكون منها ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك.
وفي الغيبة -الشيخ الطوسي- ص ٢٤٤: وروي أن بعض أخوات أبي الحسن(ع) كانت لها جارية ربتها تسمى نرجس فلما كبرت دخل أبو محمد(ع) فنظر إليها فقالت له: أراك يا سيدي تنظر إليها ؟ فقال: إني ما نظرت إليها إلا متعجبا. أما إن المولود الكريم على الله تعالى يكون منها ثم أمرها أن تستأذن أبا الحسن(ع) في دفعها إليه ففعلت فأمرها بذلك.
أما ما يخص أقوال ونصوص الدليل الثامن فنذكر منها:
ففي الينابيع الفقهية -علي أصغر مرواريد -ج ٣٠ - ص ٤٩٦: الإمام المهدي الحجة، صاحب الزمان أبو القاسم محمد بن الإمام أبي محمد بن الحسن العسكري(ع)، ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا، وقيل ضحى خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، أمه صقيل، وقيل: نرجس، وقيل: مريم بنت زيد العلوية.
وفي جواهر الكلام -الشيخ الجواهري -ج ٢٠ - ص ١٠٠: وكذا يستحب مؤكدا زيارة الإمام المهدي الحجة صاحب الزمان أبي القاسم محمد بن الحسن(ع) عجل الله فرجه وسهل الله مخرجه، ولد بسر من رأى ليلة الجمعة، وقيل ضحى خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، أمه صقيل، وقيل نرجس، وقيل مريم بنت زيد العلوية.
وفي الهداية الكبرى -الحسين بن حمدان الخصيبي -ص ٣٢٨: روي أن له كنى الأحد عشر إماما من آبائه إلى عمه الحسن بن علي(ع). وأمه: صقيل، وقيل: نرجس. ويقال: سوسن، ويقال: مريم ابنة زيد أخت حسن، ومحمد بن زيد الحسيني الداعي بطبرستان وإن التشبيه وقع على الجواري أمهات الأولاد، والمشهور والصحيح: نرجس فهذا من دلائله(ع).
وفي بحار الأنوار -العلامة المجلسي -ج ٥١ -ص ٢٨: أقول: وقال الشهيد رحمه الله في الدروس: ولد عليه السلام بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومأتين وأمه صقيل وقيل نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية.
وفي رسائل في دراية الحديث -أبو الفضل حافظيان البابلي -ج ١ -ص ٣٥٠: الإمام المهدي، صاحب الزمان، الحجة على أهله، أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري(ع). ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا، خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين. أمه نرجس، وقيل: مريم بنت زيد العلوية. وهو المتيقن ظهوره وتملكه بإخبار النبي(ص).
وفي وصول الأخيار إلى أصول الأخبار -والد البهائي العاملي -ص ٤٤: الإمام المهدي صاحب الزمان الحجة على أهله أبو القاسم محمد ابن الحسن العسكري(ع)، ولد بسر من رأى يوم الجمعة ليلا خامس عشر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وأمه نرجس وقيل مريم بنت زيد العلوية، وهو المتقين ظهوره وتملكه بأخبار النبي(ص).


المصدر: www.m-mahdi.net

التعليقات (0)

اترك تعليق