مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

السيّدة شاه زنان (ع) بنت كسرى زوجة الإمام الحسين (ع)

السيّدة شاه زنان (ع) بنت كسرى زوجة الإمام الحسين (ع)

نسبها:
هي السيدة الجليلة: شهربانوية بنت يزدجر بن شهريار بن كسرى ملك الفرس، ولقبها: (شاه زنان) أي ملكة النساء(1).
وكان يقال للإمام زين العابدين(ع) ابن الخيرتين؛ فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم كسرى.
سمّاها أمير المؤمنين(ع): (مريم).
وقيل: سمّاها ب‍ (فاطمة).
وقيل: إنّ اسمها (خولة) وسمّاها أمير المؤمنين(ع) ب‍ (شاه زنان).
وقيل: إنّ اسمها (برّة بنت النوشجان).
وقيل: إن اسمها (سلافة) أو (سلامة).
وقيل: إن اسمها (غزالة).
ولعلها كانت لها عدة أسماء وألقاب.
فهي حفيدة كسرى الملك الذي لقب بالعادل حيث قال فيه النبي(ص): «ولدت في زمان الملك العادل صالح»(2)، والمراد بذلك هو عدالته في دينه ومبدئه، أو عدالته النسبية كما لا يخفى.
وقد تزوّجت (شاه زنان) الإمام الحسين(ع) وولدت لـه الإمام زين العابدين(ع)، وهي جدّة الأئمّة(ع).
ما اسمك؟
وفي بحار الأنوار:
قال علي(ع) لها: ما اسمك؟
قالت: شاه ‏زنان.
فقال: نه شاه زنان نيست مكر دختر محمد، وهي سيدة النساء وأنت شهربانويه. أي إن سيدة النساء هي فاطمة بنت محمد(ص) دون غيرها(3).
وخيرت أختها مرواريد فاختارت الحسن بن علي(ع).
أكرموا كريم قوم:
نقل أبو جعفر الطبري: لمّا ورد سبي الفرس إلى المدينة أراد عمر بن الخطاب بيع النساء وأن يجعل الرجال عبيداً، فقال أمير المؤمنين(ع): إنّ رسول الله(ص) قال: أكرموا كريم كل قوم.
فقال عمر: قد سمعته يقول: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وإن خالفكم.
فقال لـه أمير المؤمنين(ع): هؤلاء قوم قد ألقوا إليكم السلم ورغبوا في الإسلام ولابدّ أن يكون لي فيهم ذرية وأنا اُشهد الله
واُشهدكم أنّي قد أعتقت نصيبي منهم لوجه الله.
فقال جميع بني هاشم: قد وهبنا حقّنا أيضاً لك.
فقال: اللهم اشهد أنّي قد أعتقت ما وهبوا لي لوجه الله.
فقال المهاجرون والأنصار: قد وهبنا حقّنا لك يا أخا رسول الله.
فقال: اللهمّ اشهد أنّهم قد وهبوا لي حقّهم وقبلته واُشهدك أنّي قد أعتقتهم لوجهك.
فقال عمر: لِمَ نقضت عليّ عزمي في الأعاجم وما الذي رغّبك عن رأيي فيهم.
فأعاد عليه ما قال رسول الله(ص) في إكرام الكرماء.
فقال عمر: قد وهبت لله ولك يا أبا الحسن ما يخصّني وسائر ما لم يوهب لك.
فقال أمير المؤمنين(ع): اللهم اشهد على ما قالوه وعلى عتقي إيّاهم.
فرغب جماعة من قريش في أن يستنكحوا النساء، فقال أمير المؤمنين(ع): هنّ لا يكرهن على ذلك ولكن يخيّرن ما اخترنه عمل به.
فأشار جماعة إلى شهربانويه بنت كسرى فخيّرت وخوطبت من وراء الحجاب والجمع حضور، فقيل لها: من تختارين من خطّابك، وهل أنت ممّن تريدين بعلاً؟
فسكتت.
فقال أمير المؤمنين(ع): قد أرادت وبقي الاختيار.
فقال عمر: وما علمك بإرادتها البعل؟
فقال أمير المؤمنين(ع): إنّ رسول الله(ص)كان إذا أتته كريمة قوم لا ولي لها وقد خطبت يأمر أن يقال لها: أنت راضية بالبعل، فإن استحيت وسكتت جعل إذنها صمتها وأمر بتزويجها، وإن قالت: لا، لم يكرهها على ما تختاره.
وإنّ شهربانويه أريت الخطّاب فأومأت بيدها واختارت الحسين بن علي(ع) فاُعيد القول عليها في التخيير فأشارت بيدها وقالت: هذا إن كنت مخيّرة، وجعلت أمير المؤمنين(ع) وليّها وتكلّم حذيفة بالخطبة.
فقال أمير المؤمنين(ع): ما اسمك؟
فقالت: شاه زنان بنت كسرى.
قال أمير المؤمنين(ع): أنت شهربانويه واُختك مرواريد بنت كسرى؟
قالت: آريه(4).
وقال المبرد: (كان اسم اُمّ علي بن الحسين(ع) سلافة من ولد يزدجرد معروفة النسب من خيرات النساء، وقيل: خولة، ولقبه(ع) ذو الثفنات والخالص والزاهد والخاشع والبكّاء والمتهجّد والرهباني وزين العابدين وسيّد العابدين والسجّاد، وكنيته أبو محمد وأبو الحسن، بابه يحيى ابن اُمّ الطويل المدفون بواسط قتله الحجّاج لعنه الله)(5).
ما حفظت عن أبيك؟
في الإرشاد قال: سأل أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) شاه ‏زنان بنت كسرى حين أسرت: ما حفظت عن أبيك بعد وقعة الفيل؟
قالت: حفظت عنه أنه كان يقول: إذا غلب الله على أمر ذلت المطامع دونه، وإذا انقضت المدة كان الحتف في الحيلة.
فقال(ع): «ما أحسن ما قال أبوك، تذل الأمور للمقادير حتى يكون الحتف في التدبير»(6).



الهوامش:

(1) راجع مناقب آل أبي طالب: ج4 ص176.
(2) راجع إعلام الورى: ص5 ف1.
(3) بحار الأنوار: ج101 ص200 ب2 ح22.
(4) آريه كلمة فارسية: أي نعم.
(5) بحار الأنوار: ج46 ص16.
(6) الإرشاد: ج1 ص302.


المصادر:
http://al-shia.org
http://alshirazi.com

التعليقات (0)

اترك تعليق