مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

زواج السيدة شاه زنان(ع)

زواج السيدة شاه زنان(ع)

كانت السيّدة شهربانو من اُسراء الفرس الذين جاؤوا بهم إلى المدينة من بنات يزدجرد وكنّ ثلاث فتيات:
1: تزوّجت واحدة منهنّ من عبد الله بن عمر، فأولدها سالم.
2: والاُخرى من محمد بن أبي بكر، فأولدها القاسم.
3: والثالثة من الإمام الحسين(ع) وأولدها الإمام علي بن الحسين(ع)، وقد اُسرت في عهد عمر، وإنه أراد بيعها، فنهاه الإمام علي(ع) وقال له: أعرض عليها أن تختار واحداً من المسلمين فاختارت الإمام الحسين بن علي(ع) ـكما سبق- فأمره بحفظها والإحسان إليها، فولدت لـه خير أهل الأرض في زمانه.
ولم يكن بعض أهل المدينة يرغبون في نكاح الجواري حتى ولد الإمام علي بن الحسين(ع)، فرغبوا فيهنّ.
ابن الخيرتين:
عن أبي جعفر الباقر(ع) قال: «لمّا أقدمت بنت يزدجرد على عمر، أشرف لها عذاري المدينة، وأشرق المسجد بضوئها لمّا دخلته، فلمّا نظر إليها عمر، غطّت وجهها وقالت: «اَف بيروج بادا روى هرمز».
فقال عمر: أتشتمني هذه وهمّ بها.
فقال لـه أمير المؤمنين(ع): ليس ذلك لك، خيّرها رجلاً من المسلمين واحسبها بفيئه.
فخيّرها، فجاءت حتى وضعت يدها على رأس الإمام الحسين(ع).
فقال لها أمير المؤمنين(ع): ما اسمك؟
فقالت: جهان شاه.
فقال لها أمير المؤمنين(ع): بل شهربانويه.
ثم قال للإمام الحسين(ع): يا أبا عبد الله، لتلدنّ لك منها خير أهل الأرض، فولدت الإمام علي بن الحسين(ع)، وكان يقال للإمام علي بن الحسين(ع): ابن الخيرتين، فخيرة الله من العرب هاشم، ومن العجم فارس(1).
الرسول(ص) يخطبها في عالم الرؤيا:
وفي بعض الأخبار أنها ـشاه زنان- قامت ووضعت يدها على منكب الإمام الحسين(ع)، كأنّها كانت تعرفه ورأته في منامها، كما حكت قصّتها لأمير المؤمنين(ع)، فقالت: رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا كأنّ محمّداً رسول الله(ص) دخل دارنا وقعد ومعه الإمام الحسين(ع)، وخطبني لـه وزوّجني أبي منه. فلمّا أصبحت، كان ذلك يؤثّر في قلبي، وما كان لي خاطب غير هذا، فلمّا كانت الليلة الثانية، رأيت السيّدة فاطمة بنت محمّد(ص) وقد أتتني وعرضت عليّ الإسلام وأسلمت، ثم قالت: إنّ الغلبة تكون للمسلمين، وأنّك تصلين عن قريب إلى ابني الحسين(ع) سالمة لا يصيبك بسوء أحد، وكان من الحال أن اُخرجت إلى المدينة(2).
وروي أيضاً: كان أمير المؤمنين(ع) ولى حريث بن جابر جانباً من المشرق فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار، فنحل ابنه الحسين (ع) شاه زنان منهما فأولدها زين العابدين(ع) ونحل الأخرى محمد بن أبي بكر فولدت لـه القاسم بن محمد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة(3).


الهوامش:
(1) الكافي: ج1 ص466 باب مولد علي بن الحسين (ع) ح1.
(2) راجع الخرائج والجرائح: ج2 ص751.
(3) بحار الأنوار: ج46 ص12 عن الإرشاد: ج2 ص137.

 

المصادر:
http://al-shia.org
http://alshirazi.com

التعليقات (0)

اترك تعليق