انتفاضة في سجن الخيام
تنقل الأنباء عن حركات احتجاج مبكرة، في 20 كانون الثاني/ يناير و2 شباط/ فبراير من سنة 1986. كذلك تنقل منظمة العفو الدولية في تقريرها السابق عن إضرابات عن الطعام حصلت في سنة 1987، بهدف تحسين الأوضاع داخل المعتقل، وقد تكررت هذه الإضرابات بقوة أكبر وعلى مساحة أوسع داخل المعتقل أواخر السنة نفسها [...]
بدأت الانتفاضة مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر 1989 بإضراب عن الطعام ليومين متتاليين. حصل ذلك في السجن رقم 3. المطلب كان بسيطاً وهوالسماح بإدخال الصحف إلى المعتقل وتأمين إبر وخيطان ليتمكن المعتقلون من رتق ثيابهم. انقضى الإضراب الأول إلى لا شيء. في الـ20 من تشرين الثاني/ نوفمبر تعرض معتقل للضرب من قبل واحد من الحراس. بعد ذلك بيومين منع حارسان خمسة من المعتقلين في الزنزانة رقم 7 من أداء فريضة الصلاة، وأقدموا على ضربهم أبرح الضرب حتى أنّ ثلاثة منهم أدخلوا إلى المستشفى على أثر ذلك [...]
صباح 26 تشرين الثاني/ نوفمبر جرى من جديد إلقاء قنابل دخانية، ومن جديد إخراج لما يُقدّر بـ 15 معتقلاً والعمل على إهانتهم وضربهم خارج زنزاناتهم. مساء النهار ذاته ظهرت عوارض الاختناق على المعتقل بلال [...]. ليل 27 تشرين الثاني/ نوفمبر توقف بلال عن سعاله. ظنّ أصحابه أنّه في طريقه إلى الهدوء والشفاء. تبيّن لاحقاً أنّه كان في طريقه إلى هدوئه الأبدي. ومع انتشار خبر وفاته ضجّت المعسكرات بالصراخ والضرب على الحيطان والأبواب مع ترداد الله أكبر. كان الجواب هذه المرة قنابل مسيلة للدموع، مما زاد في سوء حالة بعض المساجين التي كانت القنابل الدخانية قد أخذت بالأصل من صحتهم[...]
سجن النساء، كان بعيداً عن تفاصيل ما يدور، وإن كانت النساء في أجواء تقول بأنّ احتجاجاً يقوم في أقسام من السجن. كان دورهنّ صراخاً دائماً وضرباً على الجدران وإنشاد الأغاني الوطنية. عرفن تفاصيل الحادث بعد شهرين، عن طريق معتقلة منهنّ، أدخلت إلى المستشفى في مرجعيون بعد انهيارها في دورة تعذيب قاسية. هناك أخبرتها بتفاصيل ما حدث، واحدة من الممرضات العاملات في المستشفى.
المصدر: جابر، منذر محمود: الشريط اللبناني المحتل (مسالك الاحتلال، مسارات المواجهة، مصائر الأهالي)، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت- لبنان، ط1، 1999م.
اترك تعليق