مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

كلُّ ما يُمكن القيام به

كلُّ ما يُمكن القيام به إحدى ذكريات زهرة ميرجليلي، معلمة في حركة محو الأمية

كلُّ ما يُمكن القيام به

إحدى ذكريات زهرة ميرجليلي، معلمة في حركة محو الأمية

لقد حان وقت التعبئة العامة مرة أخرى!. لقد وضعنا الفواكه المجففة والمُكسرات في زاوية المسجد إلى أن يحين موعد انتهاء الدرس. اقترحت إحدى طالبات محو الأمية أن نقوم بخلط الفواكه المجففة والمكسرات ثم نضعها في أكياس بلاستيكية،
وقالت أخرى: "بهذه الطريقة سيُصبح هذا الكيس ممتلئاً أما الكيس الآخر فسيُصبح أقل امتلاء." أقنعنا كلامها لذلك اتفقنا على أن يكون هناك شخص واحد مسؤول عن عد الفستق الحلبي بحيث يحتوي كل كيس على سبع حبّات، أما بقية الفواكه المجففة فقد قمنا بوزنها باستخدام العين المجرّدة ثم وضعناها ضمن الأكياس البلاستيكية. في اليوم التالي، كان من المفترض أن يأتي الجميع إلى الصّف الدرسي ومعهم خيط وإبرة.
بعد أن انتهى الدرس، جلسنا لكتابة الرسائل. لقد كانت النساء قد تعلمّن الكتابة بالفعل. كتب الجميع من قلوبهم وما كان يجول في خاطرهم لتشجيع المقاتلين ثم وضعنا رسالة واحدة في كل كيس بلاستيكي ثم خيطنّا طرفيه معاً. بعدها أبلغتنا مسؤولة قاعدة مسجد الرضا عليه السلام[1] بأن العبوات البلاستيكية جاهزة للإرسال إلى مسجد شمس الشموس[2].
الحمولة الثانية التي وصلت إلينا كانت خيوط صوف النسيج. لقد قام الجميع بأخذ مقادير من تلك الخيوط بحسب وقته وقدرته. وكان ينبغي أن تكون القبعات والأوشحة جاهزة خلال الأيام العشرة القادمة لكن قام البعض من الذين كانوا أسرع في الحياكة بإعداد القبعات والأوشحة قبل الموعد المقرر. لقد استخدم الجميع مهاراتهم لكي تصل أفضل المُنتجات إلى المقاتلين.
عندما بدأت مركبات التعبئة العامة تنطلق من تلجرد[3] إلى مناطق الحرب، أحضر الناس كل ما استطاعوا لمساعدة جبهات القتال. كان بعضهم لا يملك إلا مقداراً من الملابس المُستعملة، لهذا السبب خصصنا يومين في الأسبوع لغسل الملابس المستعملة. لقد جمعنا ما كنّا نملك من مال وقمنا بشراء صابون "سوبلمه[4]" ومساحيق الغسيل. في يومي الخميس والجمعة وبعد الانتهاء من دعاء الندبة بقينا في ساحة المسجد وعندما غادر الرجال بدأنا في جمع الملابس الموجودة ووضعها في أوعية الغسيل ومن ثم غسلها. بعد الغسل كنّا ننشرها في الشمس ونتركها تتعقم جيداً. إلى أن يحُلّ يوم الخميس من الأسبوع التالي حيث كنّا نقوم بطي الملابس وتغليفها.[5]


 
________________________________________
[1]  يقع مسجد الرضا (ع) في منطقة من محافظة مشهد تُسمى "بيج دوم تلگرد" (الراوي).
[2]  يقع مسجد شمس الشموس في شارع اسمه "دريا". كل ما كان يتم إنجازه في مساجد منطقتي تلگرد وداريا أو في أطراف هذه المنطقة بهدف دعم جبهات القتال، كان يتم جمعه في مسجد شمس الشموس ومن هناك يُرسل إلى الجبهات (الراوي).
[3]  يقع في حارة طلاب الحوزة في مدينة مشهد.
[4]  نوعٌ من الصابون كان صلباً وأزرق اللون.
[5] المصدر: أستادي، مريم، مذكرات معلمات حركة محو الأمية في خراسان، الناشر: راه يار، 1402 شمسي، ص 199

المصدر: www.oral-history.ir
تم اختياره بواسطة: فائزة ساساني خاه
ترجمة: الدكتور نور الدين يحيى شربو

 

التعليقات (0)

اترك تعليق