الشاعرة زهراء أحمد المتغوي(البحرين) من شاعرات القرن الخامس عشر الهجري(1)
الشاعرة زهراء أحمد المتغوي:
شاعرة بحرينية.
تعمل مدرسة لمادة الرياضيات.
الجوائز والشهادات:
حاصلة على المركز الأول في مسابقة خديجة الديلمي 2010.
حاصلة على المركز الأول في مسابقة (الزهراء في عيون الشعراء) 2010.
من أوائل المشاركين والفائزبن في مسابقة أبي تراب وشاعر الحسين.
محكّمة في كثير من المسابقات والأمسيات الشعرية.
أغرى جَنوبٌ أو أَغارَ شَمالُ؟ = فلكربلاءَ تحمحمُ الأوصالُ
أغرى جَنوبٌ أو أَغارَ شَمالُ؟ فلكربلاءَ تحمحمُ الأوصالُ
قُمْ وانظر الشّوق الذي بِدَواخِلي أرأيتَ كَيفَ يُباغِتُ الزِّلْزَالُ؟
فلطَالَما أشْعَلتُها تَهْويمَةً وكأنّ كُلَّ طُقوسِها استِهْلالُ
فإذا نَطَقْتُ تَذوبُ رُوحِي فِي فَمي وعَلى شِفاهي تَرْتمي أَنْصَالُ
سَنَةً على سَنَةٍ أُنوْرِسُ لَهْفتي وأنا الشَّرانقُ مَوْطِني أغْلالُ
حَوْلاً عَلى حَوْلٍ أُتّرْجمُ صبوتي فَتَضيقُ بي الأَوْصَافُ والأَحْوالُ
غَازَلتُ أُمْنيةً فَرَمَّضَها الأَسَى وغَدا يذَعذعُ ريحَها الوِلْوالُ
وتَعودُ لي في الأَرْبِعينَ قِيامَةٌ من كُلِّ فجٍّ شائقٍ تَنْثالُ
جبريلُ أقبلَ في البُروجِ يزفّها وبَنَاتُ نَعْشٍ ساقَها مِيكالُ
والشَّمْسُ هَرْولَتِ السَّماءُ بإثرِها لتَضيعَ مِنْ حُسْبانِها الأَميَالُ
وإرادَةُ الأرْضِ استَمالَت للجَوَى إنَّ الجَوَى في طبْعِهِ ميّالُ
للجَنةِ الحُبلَى وسِدْرةِ مُنْتَهى فشعابُ طُوبَى حَبْوةٌ وظِلالُ
والعَاشِقونَ على الخُلودِ تَزَاحَمُوا الصّلْتُ والمَشَّاءُ والخَيَّالُ
تَتَعَصْفرُ الضَّحِكاتُ وسْطَ نَشيجِهِمْ أَرَأَيتَ كيفَ يُكَرْكِرُ الأطفالُ؟
اللهُ طافَ عَلَى السُّهوبِ أَمَامَهُم والأنْبِياءُ تَحفُّهُمْ والآلُ
والمُصْطَفى في المشْعرين صَلاتُه حتّى يؤذِّنَ للنَّفير بِلالُ:
"اللهُ أكبرُ"، والعُطورُ تَراكَضَتْ ومِن الضَّريحِ تدفّقَ الشَّلاّلُ
وبِهيدَبِ الدَّمْعِ استرَاحتْ غَيْمَةٌ ،العُشْقُ مِن سَلسَالِها سَيَّالُ
نَكَفتْ بمنديلِ الوِصَالِ شجونَها وسطَ الفَراديسِ التي تَخْتالُ
والمُسْتحيلُ تفتُّهُ دَعَواتُها لا يَستقيمُ مَعَ الحُسينِ مُحَالُ
الصَّابئون عَلى شَريعةِ غَفْلتي دَرجوا على حُكْمِ الرَّدى أو مَالوا
والرَّاحلون هوى الحسينِ أجنَّهُم وأنا كَحَظِّي صَخْرةٌ مِعْطالُ
كانُوا هُناكَ وكُنْتُ أَحْصِدُ شَقْوتي والشعرُ أكثر خُبْزِه أطلالُ
فإذا العُذوبَةُ أنَهَرَتْ شطآنها والسَّاحلون بقُربِها لا زَالوا
وغَدَوتُ أهتفُ يا نَبيَّ صَبابتي حتّامَ يكبرُ للجَفَافِ مِطَالُ؟
لم يبقَ في التَّقْويمِ رقمٌ حَائِرٌ إلا عَليْه بَكى ورَقَّ الحَالُ
تغريبةٌ للوَجْدِ بينَ حرائقي والشَّاهِدان الفجْرُ والآصَالُ
ما نقطةٌ بمساحتي قارَبْتُها إلا يجوسُ بصَدرِها الترْحَالُ
فمتى ببُشراكَ القميصُ يعيدُ لي بَصَري فأنتَ اليوسُفُ المِفْضالُ؟
ومتى قِطافُ الاصْطبارِ يَلوحُ لي فأنا وكُلُّ المُتعَبينَ سِلالُ
عدني إذا مَلَكوتُ عُشْقك ضَمَّني ونَمَا على أَعْتابِكَ الصِّلصالُ
وأَتيْتُ يَخْتمرُ الأوارُ برَهْبةِ اللُّقيا ورنّحَ عُودَه التِّمثالُ
ولَبَسْتُ درعَ الصَّمتِ في تَغْريبتي )والصَّمْتُ في حَرمِ الجَمالِ جَمالُ(
عدْني أُسافرُ في هَواكَ مُحَرَّرا عدْني بِأنْ تتفتّحَ الأَقْفالُ
وإذا انسكبتُ على يديك قصيدةً عدني بأنْ يتعنّبَ الموّال!
ما للجوى في رزئه حدُّ = فعلى المدى ذكراه تمتدُّ
ما للجوى في رزئه حدُّ فعلى المدى ذكراه تمتدُّ
كالنار تحرق مهجة حرّى تزفارها في البعد يشتدُّ
فإذا الوجيب وكل جانحة لضريحه الميمون تنشدُّ
لمنابر طاف الخلود بها وعليه من آثارها بند
سُقيت من العبرات تربتها ونسيمها الآهات والوجد
في وقعة قلب الزمان لها متفطر وعيونه سهد
نحو الحسين تظل حاسرة حيرى ومنها الحزن يرتد
بأبي ونفسي من بمقتله ذهب الصفاء وغادر السعد
للطف حيث الطف غايته ويحوطه الأصحاب والوِلد
ساروا وشوق الموت ينهبهم والموت بين مسيرهم يحدو
وبكربلاء منازل جمعت درر القلوب كأنها عقد
ما بين شيخ في تبتله ذكر وفي تسبيحه وِرد
أو فتية في زهر طلعتها يعلى الجبين ويزهر الخد
حول الحسين وتحت رايته وقفوا وفيض شعورهم ودُّ
متدرعين لنصر سيدهم وإليه في أعماقهم عهد
وبحومة الميدان تذرفهم بيض النصال وصارم هند
فإذا الجيوش أتت وعدّتها ما نالها حصر ولا عدُّ
برزوا كماة في تدافعهم موج وفي إصرارهم مدُّ
وصدورهم للنّبل مشرعة حول الحسين كأنها سدُّ
كرّوا وما وهنت عزائمهم كلا وليس لعزمهم صدّ
وتسابقوا في نيل أمنية فيها تساوى الحر والعبد
يا لهف نفسي عندما قتلوا وعلى الصعيد تناثر الورد
رحلوا وفي أرواحهم ظمأ ترويه حور العين والخلد
رحلوا وعند الحرب قائدهم بين الجموع محاصر فرد
والهفتاه ودمعه يجري والقوم يغمر قلبها الحقد
أو لم أكن سبط النبي أهل في قوله وحديثه ردّ؟
أيكون جدي خصمكم يوما لا تنفع الأموال والوِلد؟
فأجابه من خيلهم سيل ومن السهام مناصل رصد
وعلى العريكة ثار ثائره من حيدر ما مثله ندّ
لكن سهم الشؤم باغته وإليه في أحشائه مهد
لهفي على المقتول ظمآنا والماء عذب ورده شهد
لهفي على المسلوب عريانا وعليه من تربانها بُرد
والرأس فوق البيض محمول وعلى الضلوع سنابك تعدو
والجسم بالفلوات تصهره شمس ويشعل حرَّها وقد
والنائحات بقربه حسرى جمر الغضى والبعد والفقد
أيندفُني بحضرةِ فيضِك الودَقُ = ونارُ هواك في الأوصالِ تحترق؟
أيندفُني بحضرةِ فيضِك الودَقُ ونارُ هواك في الأوصالِ تحترق؟
ولو أثملتُ في مغناك مصطبحا فروحى في ذرا معناك تغتبق
ونزفُ حشاي موصولٌ بلهفته يظلُّ بمجدك الوراق يعتلق
حسين يا حروف العشق أسكبها وفي النبضات شعرٌ ليس يندلق
وسحر الشوق قافية تلونني فأزهر بين دنياها وأنبثق
لتربك ألف موجعة تحرضني وتدري أنني بالطف ملتصق
بما أسلفت من حب أراوده لغير مداك لا يهفو ولا يثق
أنا في صوتك الهدار أغنية ومن إيقاعك الفوار أسترق
وإن ناثرت في الأوراد أحجيتي فذكرك في صميم الروح يأتلق
حسين القلب أي الحب تنفحه فيغرق فيك عطر ناضح عبق؟
وأي كنوز أسرار مفاتحها يداك وعن عيون الدهر تنغلق؟
ونبضٌ في صدى الأعماق يجمعني غداة هواي طفل أرعن نزق
فأكبر والمنى تزجي سحائبها وأزهو بل يتيه بمهجتي رمق
وقد جردت أسلحتي بلا لغة وموج الحبر يجري كيف يتفق
حسينٌ جذوة والعمر يوقدها خلودا يعتريه النور والألق
حسين لحنه أصل يجذرنا ونحن الفرع عنه كيف نفترق؟
حسين أنت لي المشكاة ناصعة وبين غلالة الأضلاع تخترق
فخذ بيدي سبيلا لا يضيعني إذا ارتعد الشتات وناءت الفرق
فأشرعتي محابر مهجة ولهى سفائنها إلى لقياك تستبق
وهل أرجو نجاة منك يا أملي وبين يديك دوما يحمد الغرق
على ضفّتيك النُّهى والحجا وفي راحتيك المُنى والوصولْ
إذا قلتُ: "لبّيكَ يا سيِّدي" فقلبي وما يعتريني خجولْ
وإن تمتمَ الشعرُ في غفلةٍ فقد شاءَ في مُقلتيكَ الذُّهولْ
تباركتَ يا نفحةَ الأوصياء وقرّةَ عينٍ لسبط الرسولْ
تباركتَ يا معطيات الوفاءْ ويا قطرةَ الغيث عند المُحول
ويا موئل الزهر حيث الندى يعانق أفياءها بالهطول
سما رجع ذكرك بين الورى كما تُشرقُ الشمسُ بين الفصول
وكنهُك يا سيدي شامخٌ وسرُّك تحتارُ فيه العقول
فهل تعذرُ الشعر في لحنه تقاصر فاحتار ماذا يقول؟
وقد بلغ السيلُ حدّ الزبى ومدحُك ساد الربا والحقول
"أبا الفضل" يا سُلوتي والمنى ويا مؤنسي في الدّجى لو يطول
سألتك يا من أزاح العنا لينداح عن وجه ابن البتول
ويا من تكفّلت ضيم النسا وأسعدتَها في الزمان المهول
ورايات عزّك أعلنتها بعزم أبيّ فتيّ صؤول
ووجهك مثل السنا ضاحك إذا دقّت الحربُ منها الطبول
ستلقاك "عبّاس" أحلامها جريء الخطى لا يهابُ الوغول
تجدّل فرسانها والقنا تفرّق ركبانها والخيولْ
فيا أيها البدرُ إشراقُه تعالى فلا يعتريه الأفول
ويا أيها النفح لا ينقضي ولا يبلغ الزهرُ منه الذبول
سألتك بالروح في بذلها لدار الكرامة عزّا تؤول
سألتك تشفي نزيفَ الجراح وغمّا بعمق الحنايا يجول
وتكتب للوصل أشواقنا فتبلغها للضريح الوصول
"أبا الفضل" يا روض آمالنا بمحرابك الطهر يحلو المثول
ألا إنَّ حبّك فوق المدى وعشقك فوق الهوى والميول
فقد كنت للشعر ربّانه ونجواك تشتاق منك القبول
توَسّدَ غبراءَ الحروبِ فتاها = لينزعَ من عيني فتيلَ سناها
توَسّدَ غبراءَ الحروبِ فتاها لينزعَ من عيني فتيلَ سناها
ويستلَّ من روحي تمائمَ سعدِها ويمحضَها نزفاً يطيلُ جواها
فألبسُ من ديمومةِ الحزنِ معطفا ينازعُ أمّ الحادثات رداها
وبعضُ تباريح الأمومةِ علقمٌ متى الليلُ أرخى للهموم شجاها
يسائلني قلبي وأعلم أنه ظميئ وروحي لا يغور ظماها
يفتتني والشوقُ يعصفُ مهجتي ويعصرُ مني أضلعي وحشاها
أحنٌ لقنديلي و شمعة ظلمتي وبدرَ سمائي لو يطولُ دجاها
إلى قاسمٍ أهفو وهل مثلُ قاسمٍ وجمرتُه في القلبِ زاد لظاها؟
تقاطرَ حزنا ليس يسكن رجعُه فتمزجُ عيني ماءها بدماها
أقاسمُ نبضي لو دريتَ مفارقٌ وقلبي تداعى في هواك وتاها
فيا ليتني أحظى بلقياك ساعةً فتخبو همومٌ للشغافِ جذاها
وترفو غداة الوصل ثوب حشاشة لها البين ما بين الجراح كساها
وهل نظرةٌ تحيي المواتَ بأضلعي فتزهِرُ مني خافقا وشفاها
فأنت ملاذي وابتسام سريرتي أيا جنةٌ للروح طابَ جناها
خلت من رؤى عينيكَ دنياي بعدم تمثلتَ فيها أرضَها وسماها
ولا زلتُ أرنو للسماء و غايتي خيالك، أرعى بدرها وسهاها
وصوتك شعر لا يزالُ يذيبني ويرفعني شمسا يتيه سناها
كما وردةٍ فاحت بأعماقِ مهجتي إذا قلتَ: "يا أماهُ" فاحَ شذاها
وقد كانَ يُغريني البقاءُ لأجلِها وفارقتُ روحي مُذ جرعتُ أساها
وسارت أموري فرحةً برجائها فلم ألتمسْ سعدا بغيرِ رجاها
وأزهرت الدنيا بضحكةِ ثغرِها ولفّعني ليلٌ غداةَ نواها
وكالطيف أشواقي تيمّم نحوها وركبُ حنيني راحلٌ لهواها
فودّعتُ من آمالِ قلبي سرورَها وزهوةَ عمري ليلةً وضحاها
ولم يبق لي في العمر إلا صبابةٌ على الشوق والذكرى يراق مداها
فدهرٌ سقاني غصةَ البين منشدا أهازيجَ لحنٍ للفراقِ حداها
وطفّ سقاني المرَّ كأسا معجّلا على فتيةٍ لله عشقُ هواها
نعاها زمانٌ بالطوارق زاحفٌ يشيع صروفَ الغدرِ حين نعاها
نعى من طيوف المجد باكورةَ الهدى ودوحةَ عزٍّ لا يُطال عُلاها
نعى قاسما يحكي شجاعةَ حيدرٍ وصبرا تناهى من عزيمة طه
ونسغاً من الإيمان أغصانه التقى وأوراق طهرٍ بالندى تتماهى
وغيثا سقى بالطفِّ شرعةَ أحمد وقفرَ رياض المكرمات رواها
أقاسمُ لو تدري جموحَ مشاعري وكيف تضلّ المقلتان كراها؟
وفي الجفن آثارٌ تنمُّ عن الأسى إذا أدمعت ماءَ العيون عصاها
وفي القلب، هذا الجرح قد صبّ جامَه فآهٍ له مما يصبّ وواها
وآهٍ لروحي بين ذلّ ووحدة تناجي على بعد الديار مُناها
وشاخ زماني والجراح تنوشني ذئابا جياعا لا تحدّ فلاها
ولو أنصفت بين الهموم كنايتي لصرتُ إليها أمّها وأباها
عبرتُ الزوايا إلى نهر عينيكِ
عبرتُ الزوايا إلى نهر عينيكِ
يا ساحل الدفءِ
ما كنت أعرف أن الزوايا
تبلور حبي إليكِ اشتياقا
وتغسل مني رذاذ الأسى والعذاب
*******
عبرت الزوايا لأسألها
عن تباريح وجد
وآهات شوق
وروح تحلق في خافقيّ
وتهويمة
مثل سرب الحمام المهاجر
عن أفق غيم من العطر
لكنّني قد أضعت الجواب
*******
وأبحرت كالملح
ذاب انتشاء
وما زال يحكمه الصخر
والبحر والظلم والاكتئاب
*******
وأبحرت والموج عات غزير
وقرصنة الرأي تسرق
حتى ملامح وجهي
ونبرة صوتي
وذكرى الطفولة من حدقات عيوني
ومن وجه أمي
وتسرق حتى غرور الشباب
*******
لماذا أتيتك؟
قبّلت كفّيكِ
فاحت روائح مسك
وطيب خفيٍّ
ونور تسلل بين ضلوعي
أحسست روحي ترفرف
بل تتعملق
تكبر تكبر تكبر
ثم تحلق فوق السحاب
*******
لماذا أتيتكِ؟
يا زينب الطهر
سرتُ وأمتعتي بعض حبر
يصارع في داخلي أحرفا
وشيء من الشعر
كان يحاول فيّ التمرد
يكسر روح الرتابة
يحمل في وجعي
عالما
لا يفسّر غير الضباب
********
ورغم العناد
ورغم سني الجفاف
رأيتك في ليلة الجدب
نافورة
وأنا كنت والماء يغمر أجزاء روحي
وقد كنت أسعى برغم الشوائب
رغم الهزيع الأخير من الليل
في داخلي
كنت أسعى إليك
ليخفت في حاضري الاغتراب
*******
ورجع الصدى يا حبيبة حيدر
كان يرتل اسمك
مولودة في طهور القوارير
يمرح في لحظات التدفق
تنضح عيناك طهرا
صفاء
يموسق حتى الطبيعة
عزفا بهيّا
وقد كان يجفل في داخلي الاقتراب
*******
وفاطمةٌ تستحث الدقائق
تستبطن الفرح المتنفس
من بوح عينيك
كانت تلمٌ الندى
في اختيال
وتبسم في روعة العشق
حبا تعانق تلك الرضاب
*******
وتلك شموس التجلي
تحيط بنوركِ
سحر النبوة يسطع يرقب
أنوار وجهك
يخجل حتى جمال الورود
إذا قبّل المرتضى وجنتيكِ
وأعطاك من روحه
الصدق والارتقاء
وقلبا رويّا
عطوف الحنايا
وإن كان في رونق الصبر
لا يمتطيه الأسى أو يهاب
*********
وحولك نجمان
شعّا برفق
ليحتضنا في لحاظ التفتح
روح الشذى من لقائك
في لحظة الزهو
هذا الحسين
تغرد في مقلتيه السنون
وفي حسن السبط ألف نشيدٍ
يسبح لله شكرا
ولله لله
كيف النجوم تصلي
وتهوي لشكر قدومك نحو التراب؟؟؟!!!
********
أحبك حبا نديّا
يعزز ما انساب من راحتيك
ويكتبني في عيونك شعرا
تفاعل بالوجد من ناظريكِ
ويُسكر ذرات عشقي الجميل
وينثرها في مجال الندى
وارتعاش السراب
********
أحب التكهن في قدس فحواك
في وهدة الصمت
في لعلعات الأسى
كنت أرقب نورا يقولبني
في الطهارة
من أفق دنياك
كانت يمينك تنضح رفقا
وتأخذني من جحيم التحدر نحو الهضاب
********
أحبك زينب
أذكر إشعاع روحك
عند الصلاة
وكانت صلاة الإله تكبّر حين ترى مقلتيك
ويبهرها البدر
كيف تفتّق نورا
برغم الحياء
ورغم العفاف ورغم الحجاب؟؟؟!!
********
أحبك زينب
لكنني لست أنسى
بكاءكِ في حشرجات الطفوف
وكنت أراقب فيك الدموع
على صهوة الصمت
تطفو وتدنو
تودّع دفء الأخوة صبرا
وكانت شموس الرحيل
تسافر صوب الجنان
وتلقي مفاتيحها في يديكِ
وتستدرج القدر المستميت
وقد كنتِ تدرين كم يستحيل الإياب!!
*******
فوا حرّ قلباه
كيف تسيرين وسط الزحام
إلى التلّ؟؟
سوط الفجيعة عارٍ
وما ثمّ قلب تلوذ إليه الضلوع
وتستصرخين العروبة والدين في القوم
لكنّ حيث الهباء
يعجّ الخطاب
*******
تلوذين بالصبر مثل العواصف
عند ارتحال الأحبة
ويح الفراق
يكاد يقطّع وجه النياط
يزعزع حلم الفراشات
يصحو مع الروع والبرد
صوت اليتامى
يسافر في الليل
بين الفراسخ مثل الخناجر
أو كارتعاد النواقيس بالخوف والارتياب
*******
فواحرّ قلباه تلك الهموم
وأنت كما الطود
يكسر رجع الأسى
في ارتياع الأرامل
في هذيان الشموع
وكانت عيونك ترقب أوجاع ليلى
وتغمر رملة بالدفء
وهي تهدهد مرثيّة للرباب
*********
وينبجس الغيظ
حين المدائن تكشف
ما اكتنّ من قسمات الصغار
وغمغمة في عيون سكينة
تلك البدور
التي يتصفح منها الزمان الخؤون
يلولبها
في ارتطام المجرات بين العذاب
وبين العذاب
**********
تعرّين وجه يزيد القبيح
على غبش الظلم
في مجلس المتخمين
لتكسيه من حلقات الشنار سوادا
تقولين:
واسع لسعيك
وانصب لجهدك
إن صليل الدماء حياة
وإن صهيل الجراح خلود
وقنديلُ زيت
وإن الشهادة كانت تعنونُ اسم الحسين انفجارا
ومن صبحها الدموي
توضأ فجر
وأقسم بالنصر
من عالم الذر حتى الحساب
المصادر:
1- www.shoaraa.com
اترك تعليق