مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشاعرة إيمان دعبل(البحرين)

الشاعرة إيمان دعبل(البحرين) من شاعرات القرن الخامس عشر(2)

الشاعرة البحرينية إيمان دعبل:
شاعرةٌ واعدة تشعرُك أنّها تحبُك جُملها حبكاً متقناً، فلا تطيل الإجابة وتختصر بتكثيفِ المعنى داخل عباراتها... دبلوماسية في معظم ردودها فلا تدعك تسجّل عليها نقطة بإجابة لا تريد أن تعلنها رغم ما تحمل بعض إجاباتها من قراءات بين السطور تستشفّ من خلالها موقفاً من هنا ورأياً خفياً من هناك... القصيدة عندها عالمها الخاص، وملكوتها الذي تفرّ إليه بحسب ما عبّرَتْ...
القصيدة بالنسبة لها هي عالمها الخاص.. ملكوتها الذي تفرّ إليه لتجد نفسها.. مهما كان موضوعها فهي تكتبها من واقع تجربتها وإحساسها الشخصي وبما أن الدين بالنسبة لها هو الحياة بكلّ ما فيه من حبّ وسلام وطهر وبكل ما يحمل من عناوين سامية لهذا تجدها مرتبطة بهذا الجانب.. ليس لها لون شعري مفضل فهي تكتب وفق اللون بل وفق ما يلهمنها ويلامس قلبها ويحرك مشاعريها حتى وإن كان مجرد ضحكة طفل أو حتى تنهيدة عشق.
من سكنة مدينة حمد.
- متزوجة ولديها طفلان (غزوة وفيصل)
- تحمل شهادة الدبلوم في هندسة الكمبيوتر
- تهوى الكتابة والقراءة والرسم والفنون بأشكالها كافة...
- بدأت علاقتها مع الشعر منذ الصغر، فهي تقول: «منذ صغري وأنا أحب القراءة... كان عقلي متعطشاً للمعرفة... وقلبي كله شغف بالشعر، وكانت الكتب كالينابيع الصافية التي أنهل منها ما ينعش روحي، ولم أجدني إلا وأنا أسكب مما غرفت كغيمة تخلقت من النبع وعادت لتفنى فيه من جديد، وهكذا كان الشعر برقته وعذوبته يجري في عروقي ويتمازج مع تكويني حتى أصبح العين التي بها أرى، والقلب الذي به أشعر، وظلت كتاباتي كشرنقة وحيدة على أغصان دفاتري إلى أن ظهرت المنتديات الثقافية الالكترونية، وهنا أوجه الشكر إلى زوجي لأنه هو من دلني عليها وشجعني على المشاركة فيها، وهكذا كسرت الفراشة شرنقتها ولم تكف عن التحليق».
- في مسيرها عبر قصيدتها «حلم يطفو بريش ملاك» نحو رحاب ريحانة المصطفى محمد(ص) الإمام الحسين(ع)، أودعت الشاعرة البحرينية إيمان عبد النبي دعبل الفائزة بالمركز الأول في مسابقة شاعر الحسين في دورتها الخامسة هذا العام... أودعت معاني الكرامة التي استلهمتها من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف، ومن القيم والمعاني المتدفقة من نهضة الإمام الحسين(ع)، والتي كما تصفها، مازالت تتدفق في دماء الأحرار وتعلمنا كيف نحيا بكرامة، وكيف تنبلج الآه ساطعة في وجه الظلام فيقودنا نداء «يا حسين» نحو الحقيقة.
- ومن بين 57 شاعراً لقبت بـ«شاعرة الحسين» حيث خطفت الشاعرة إيمان دعبل اللقب بسعادة غامرة أوجزت وصفها بعبارة: «كأنني أطفو على ريش ملاك بالفعل».

حلم يطفو على ريش ملاك
الأمنياتُ رصيفٌ... والرؤى سَفَرُ  =  من أوّلِ الحبِّ قلبي كان ينتظرُ

الأمنياتُ رصيفٌ... والرؤى سَفَرُ                  من أوّلِ الحبِّ قلبي كان ينتظرُ
من أوّلِ الشوقِ كان الدّربُ يُومئُ لي          وكنتُ أبصرُ ما لا يُدركُ النّظرُ
 أمضي إليك وشِعري بعض أمتعتي            ومن ورائي تسيرُ الشمسُ والقمرُ
نمضي.. ومن خلفنا الأنهارُ تعرفنا              "والخيلُ والليلُ والبيداءُ "*والزّهَرُ
العاشقون على أبوابكَ ازدهروا                  والشانئون بكفِ الريح قد نُثروا
أنت الطريقُ.. ومعنى السيرِ.. "هيتَ لنا"     لنعبر الغيبَ فيمن بالهوى عبروا
حُلمي أصابعُ غيمٍ ..لهفتي ودقٌ               أطفو بريشِ ملاكٍ ثم أنهمر
أضمّ بين كفوفي ما تفايض من                 غناءِ حوريةٍ بالنورِ تستترُ
عيناي رقصُ فراشٍ في حقول سنًا            عيناك منبعُ ضوء.. حيث أنصهرُ
أفنى.. وأخُلَقُ في نارِ الهيامِ وما               غير التّوحُدِ لي في المنتهى وَطَرُ
لا شيء يُشبهُ وجهي حين ترمقني          أعلو.. أطيرُ.. أغني.. تُومضُ الصورُ
ما كنتُ إلا ترابا منك بي عبقٌ                  لولاهُ ما اخضرّ قلبي وادّلى ثّمرُ
لولاهُ عمريَ فانوسٌ بلا لهبٍ                    لولاهُ قلبي جبٍّ.. خفقتي حجرُ
لولا جمالكَ هل لي في الجمالِ هدىً      ويوسفٌ حين يستجليكَ ينبهرُ
ولو زليخة تدري عنكَ.. عن ولهي            بكت عليّ طويلا ..كيف أصطبرُ
أرسلتُ هدهدتي حتى تجيءُ بما           يشاعُ عنك ..فلا حِسٌّ ولا خبرُ
مزّقتُ أقمصة الأشعار.. بحتُ بما            تشي لحوني.. حتي أُذْهِلَ الوترُ
كمثل مريم هزّت جذع نخلتها                أهزُّ خصر سمائي تسقطُ الفِكَرُ
كما تحيكُ عروسُ الفجرِ طرحتها            كما يُرتّلُ غيمَ المشتهى مطرُ
كما عذارى النجومِ الغافيات                 على بروجها لَهَفًا ..والتوقُ ينفجرُ
وقبلةٌ من شفاهِ الوحي تُوقظها            تشفّ أحداقها ..والوهجُ يُبتكرُ
كطفلةٍ باتساعِ الكونِ ضحكتها              في ثغرها بلبلٌ.. في كفها شجرُ
أو مثل ناسكة تخلو بصومعةٍ                 حيطانها مرجُ البحرين والدُّررُ
لا لهو يُشغلها ما دمتَ شاغلها             سكرى وإن لم تذُق خمرا ..وتَذّكِرُ
سبحان نورك خرّ القلب مُنصعقا            لما تجليتَ حتى كدتُ أنشطرُ
"حسينُ " يا ليتني ذرٌّ يحُوم على         شباّكِ قبركَ.. أو بين الخُطى مَدَرُ
دعني أبوحُ وهل في البوح متسعٌ         حبي مُعَلّقةٌ لو كنتُ أختصرُ 
خذني بقربكَ..- عينُ الله شاهدةٌ          تنور شوقيَ بالطوفان يستعرُ
وصفحتي بدموعِ الحبرِ مورقةٌ               في كل مأتم وردٍ للندى أثرُ
دعني أنوحُ كما نوح الحمامِ على          زنديكَ حين يقولُ الحزنُ..: لا وَزَرُ
دعني ألملمُ عشقي كل أمتعتي         خذني بكلّيَ لا تُبقي ولا تَذَرُ
إني عجلتُ لترضى خُذ بقافيتي           من أولِ الشّطر قلبي كان ينتظرُ

قاب فناء أو أدنى

ذَرْنِي لِأَفْنَى فِي هَوَاكَ فَأُخْلَقُ      =     وانْفَخْ بِرُوحِيَ مِنْ سَنَاكَ فَأُشْرِقُ
ذَرْنِي لِأَفْنَى فِي هَوَاكَ فَأُخْلَقُ             وانْفَخْ بِرُوحِيَ مِنْ سَنَاكَ فَأُشْرِقُ
هَا طِيْنَتِي مِطْوَاعَةٌ فَاعْجِنْ بِهَا             مِنْ فَاضِلِ الطّينِ الّذِي يَتَأَلّقُ
وارْوِ بِمَاءِ الحُبّ قَفْرَ جَوَانِحِي              ودَعِ الحَيَاةَ بِخَافِقِي تَتَدَفّقُ
مَا كُنْتُ إلّا جُثّةً تَمْشِي عَلَى             قَدَمَيْنِ والأَهْوَاءُ حَوْلِيَ تَنْعَقُ
مُسْتَغْرِقٌ فِي ذَاتِيَ العَمْيَاء                يَحْصُرُنِي بِفَكّيْهِ السّوَادُ المُطْبَقُ
كُلّ الجِهَاتِ تَعُقّنِي وأَنَا بِهَا                أَكْبُو عَلَى تِيهِي وَحِيْنًا أَزْلِقُ
مُتَوَرّطٌ بِتَخَبّطِي وهَواجِسي               حَيْرَى بِقَبْضَتِها سُؤَالٌ يَطْرُقُ
أَيْنَ السّبِيلُ؟؟ وإِذْ بِمِصْباح الهُدَى       يَحْنُو عَلَى قَلْبِي الغَوَيِّ ويُشْفِقُ
ومَدَدتَ لِي حَبْلاً مِنَ الضّوءِ ادّلَى        مِنْ كَرْبَلا فَوَجَدْتُنِي أَتَسَلّقُ
أَطْوِي مَرَاقِي الْغَيْبِ مَدّ بَصِيْرَتِي        والمَاوَرَاءُ سِتَارَةٌ تَتَمَزّقُ
لِأَرَى ومَابَرِحَ الذّهُولُ يَهُزّنِي              كُلّي عُيُونٌ فِي الطّفُوفِ تُحَدّقُ
كَيْفَ افْتَرَعْتَ المَدّ طُوفَانًا أَتَى           جَسَدَ المِيَاهِ وفي القَوادِمِ زَوْرَقُ
فَاسْتَيْقَظَ المَوْجُ الكَسُولُ لِثَوْرَةٍ         عذْرَاءَ أَشْعَلَهَا الجُمُوحُ الأَزْرَقُ
حِيْنَ اسْتَمَدّ مِنَ الدّمَاءِ حَرَارَةً          حَمْرَاءَ تَزْفُرُ فِي المُحِيطِ وَتَشْهقُ
لِيَضُخَ فِي صُلْبِ التّرَابِ سُلَالَةً         ثَوْرِيّةً مِنْ كَرْبَلا تَتَخَلّقُ
فَتَمُورُ فِي رَحِمِ الوُجُودِ وثَأْرُهَا          مِنْ سَاعَةِ الطّلْقِ المُقَدّسِ يُطْلَقُ
"لَبّيْكَ" بَارُودُ الحَنَاجِرِ تَلْتَظِي           غَضْبَى يُفَجّرُهَا الوَلاءُ المُطْلَقُ
زَحْفٌ مَعَ الطّوفَانِ تَتْبَعُ وَحْيَهَا           خَلَفَ اليَقِينِ إلى الكَمَالِ تُحَلّقُ
وهُنَاكَ تَجْرِفُنِي رُؤَاكَ بِمَدّهَا             أَطْفُو عَلى لُجَجِ الدّمُوعِ وأَغْرَقُ
حَيْثُ انْتَفَضْتَ عَلَى اليَبَا                 فَشَطّ مِن لَاءاتِكَ الدّفْلَى وثَارَ الزّنْبَقُ
وكَأَنّمَا بِالتّضْحِيَاتِ تَبَرّجَتْ               مِنْ كُلّ ألْوَانِ البُطُولَةِ رَوْنَقُ
وتَوَرّدَ الحَقْلُ المُخَصّبُ بِالفِدَا            فَإذَا بِهِ فِي كُلّ نَحْرٍ يُورِقُ
قُطِفَتْ عَنَاقِيدُ الكَرَامَةِ والإبَا            فِي حَانَةِ المَوْتِ المُدَامِ تُعَتّقُ
فَإذَا القُطُوفُ كَوَاكِبٌ دُرّيَةٌ  فَوْقَ        الرّمَاحِ إلى السّمَاءِ تُعَلّقُ
والسّدْرَةُ الحَوْراء تَرْتِقُ صَبْرَهَا         مَهْمَا تَخِيطُ الجُرْحَ دَأْبًا يُفْتَقُ
تُؤْوِي بَلابِلَهَا المَرُوعَة كُلّمَا             تَنْعَى بِتَغُرِيدِ الفَجِيعَةِ تُرْشَقُ
حَتّى الزّهُورْ تَرّشُ عِطْرَ نِضَالِهَا         والنّصْرُ مِنْ أَكْمَامِهَا يَتَفَتّقُ
مَا جَفّ نَهْرُ الجُودِ يَسْقِي الّلائِذِينَ    "وإنْ بِلا كَفّينِ".. صَبًّا يُغْدِقُ
وتَعَرّشَ الزّيْتُونُ وِسْعَ جِهَاتِنَا            يَزْهُو بِأَثْمَارِ الفُتُوحِ ويَعْبَقُ
مَا زَالَ يُوقِدُ فِي الضّمِيْرِ شَرَارَةً        تَجْتَاحُ مَرْعَى الظَالِمِينَ وتُحْرِقُ
مَا زَالَ يَغْرُسُ فِي الصّحَارَى نَخْلَهَا    الحُرّ الّذِي رُغْمَ التّحَجُر يَبْسُقُ
مَا زَالَ مِصْبَاحًا تَنَاسَلَ بِالهُدَى        كُلّ الرّؤَى حبْلَى بِهَدْيٍ يَبْرُقُ
مَا زَالَ بَلْ مَازَالَ بَلْ مَازَالَ فِي         أَبَدِيّةِ الأَحْرَارِ حَيّا يُرْزَقُ
ذَرْنِي لِأَفْنَى فِي سَنَاكَ فَرَاشَةً     سَكْرَى تَخرّ مَعَ الوِصَالِ وتُصْعَقُ
وأَعُودُ أٌخْلَقُ فِي هَوَاكَ كَأَنّنِي        مَا كُنْتُ ذَاتَ غِوَايَةٍ أَتَشَرْنَقُ
وانْقُشْ عَلى فستان أَجْنِحَتِي       "أَنَا أَهْوَى حُسَيْنًا" حِينَهَا سَأُحَلّقُ
وأَرُفُّ عِنْدَ ضَرِيحِكَ الفِرْدَوْس          والّلهَفَاتُ مِنْ فَرْطِ التّوَلّهِ تُهْرَقُ
"لَبّيْكَ" قَابَ فَنَاءِ رُوحِيَ أَجْتَلِي     وَهْجَ الخُلُودِ ومِنْ هُنَالِك أُشْرق

وميض من اشتعالات الشوق

الشوقُ يُومِضُ باشتعالٍ فِيّا  =  حتى تَقزِّح في سَنا لحْظيّا

الشوقُ يُومِضُ باشتعالٍ فِيّا             حتى تَقزِّح في سَنا لحْظيّا
وانداحَ دمعاً كالزجاجِ مُهَشَّماً           من جُرحِ روحي جارحاً جفنيّا
ومضى يَشِقِّ سَبيلهُ مُتلاطماً          أزميلُ حزنٍ ناحتا خدّيّا
أوَ هل أُلامُ إذا يُهَيّمُ خافقي             حيث الحسين.. مدلهاً مسبيا
أهذي وما مس الفؤاد سوى هوى    وسكرت من كأس الغرام رويّا
حتى ابتكرت من الخيال حكايةً        ونسجتُ توقي مشهدا سحريّا
فإذا الخلائق كالحمام تحلقت          وأنا أرفرفُ جانحيّ رُقيّا
وأطوف والأملاك حولي في جوىً    وبدا الطواف مسرمداّ أبديّا
لكنما سرعان ما أصحو ولا             يبقى سوى الآهات في شفتيّا
وأنا كسيرُ القلبِ أرقبُ زائراً            ملِ الحقائبَ بالدعاءِ نجيّا
كانت أمانينا سواءً بالسما              فأُجيبَ لكنِّي كُتِبتُ شَقيّا
تنتابُني الحسرات حتى شهقتي    كادتْ تُمَزِّقُ حِرقةً رئتيّا
واندكت الأحلامُ فوق أضالعي          لم يبقَ من جسدِ التصبُّرِ شَيّا
فالزائرونَ تهيئوا في لهفةٍ              وأنا أُهيئُ للبُكا عينيّا
ويلوحون يدَ الوداع تهزني              وأنا أكفكف أدمعي بيديّا
كلٌ يريدُ الأربعينَ ميمماً                وأنا غدوتُ بغُرفتي منسيّا
يا كربلاءَ متى سأقبلَ هل ترى       يمضي المتيم عمرهُ منفيّا؟؟
أقسمت بالسبط ارفقي بصبابتي    أضنى التمنعُ عاشقا عّذريّا
نذرا إذا أذن الإلهُ زيارتي                أطوي المسافة خالعاَ نعليّا 

المصادر:
1- صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3787.
2-
www.shoaraa.com
3-www.alapn.com 
4-
www.aladebat.org

التعليقات (0)

اترك تعليق