مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الشاعرة أسمهان آل تراب (السعودية)

الشاعرة أسمهان آل تراب (السعودية) من شاعرات القرن الخامس عشر الهجري(3)

الشاعرة أسمهان آل تراب:

أبتاه.. العطش قتلني، وثقل الحديد أجهدني

تصور حوار بين الجواد وعلي الأكبر(ع):
خل يسمح لي إحساسك يغالــــي  =  أسأل واطمع تجاوب سؤالي

خل يسمح لي إحساسك يغالي    أسأل واطمع تجاوب سؤالي
أخافن وردتك تنقطع هاليوم           وْتِصير ايامك الحلوة خوالي
وتخفـى بْصدرك اسرار المصيبه      مثل ما بالبحر غابت لآلي
شفتك قاصد حسين وْتﮕلّه          العطش جاتلني أدركني يوالي
وأنا اْعرف قلبك الحانـي يالاكبر        اشْعجب تطلب وتدري ﭽفّه خالي
وقلِت ثقل الحديد أجهدني بـويه       وأنا ادري بْهذا مثلك ما يبالي
ردِت هالطّلّسم تفتح لي سرّه          قبل ما تطوي صفْحاته الليالي
تنفّس الأكبر بحسره ثجيـله             تدكّ الكون بسهوله وجِباله
وغمامه من الحزن بعيونه صارت        من باح المهر وابدى سؤاله
يمهري ما ﭽِنِت عطشان للماي        العطش لحسين محبوبي وْوصاله
رْجعِت أتعلل بْشكواي رايد               أودّع عينه واتملّى بْدلاله
وْردت أتروّى من وجهه اللي منّه        يشع دايم جمال الله وجلاله
وْعَلى صورة خياله أغمض العين        وْويّايه يظل ماثل خياله
وبعد يا مهر لو رايد تكاشف                قلبي وتعرف آفاقه وخصاله
ادري حسين ما يحمل وداعي           وفْراقي أظن فوق احتماله
بْجوانح والِدي تغفتـــي أمانـي            تألّم قلبه وتزيد اشتعاله
عْرفِت بتويه يْتمنى لحظة وْداع          وأنا بعمري بقت هاي الثماله
رْجعِت له ارْد أحقق له مراده             عسى بوجهه الحزن ترحل ظلاله
وبعد لو ردِت يا مهري أبيّن               أكثر قصدي واكشف لك نواياي
من عفْت الحرب للمـاي طالب          مو قصدي أبِلْ من برده شْفاي
شنــو جمر العطش يم جمرة الروح    هالتلهب حمم تﭽوي حنايــاي
أشوف حسين ألف موته يِعاني         وأنا بْحربـــي أواجه سطوة عْداي
تْركِت حربي أطمّن خاطر حسين       واخلّي عينه تتلاقى وْيا عيناي
خلّ الوادم يقتـولـونِ الأكبر                رجع ظامي وطلب من والده الماي
ولا تْقول العوالم راد لحسيـن             يرد ابنه وْيودْعه.. ما ردِت شفتاك

عن لسان حال السيدة رقية

كنتَ تتلو آخر الأورادِ في حرّ ثراكْ   =  وتناجي الله "صبراً يا إلهي لقضاك"

كنتَ تتلو آخر الأورادِ في حرّ ثراكْ                وتناجي الله "صبراً يا إلهي لقضاك"
وأنا خلف خيامي وبدمعِ هــــاطلٍ                أسأل الله، أنــــاجيهِ، وأدعو لِأراكْ
لم أكن أعلم أن الخيل لم تجرؤ على           سحق أطفالك إلا حين لم تقوَ الحراكْ
نم قريرا أبتاه فمصلاك الذي                       ظلّ عندي لم تصبه بالأذى نار خباكْ
وكذا السبْحة في صدريَ قد خبّأتها             علّها تطفئُ شوقاً في فؤادي للقاك
عمتي قد أخبرتني سفراً سوف يطول          هو ما باعدني عنك.. فما أقسى نواك
لا تطل هذا النوى فالبعد قاسٍ يا أبي            لا أرى للكون لوناً أو له معنى سواكْ
لستُ وحدي في انتظارٍ بل مصلّاك معي       فهي تشتاق لسجْداتك أو صوت دعاكْ
إنني أغمض عيني علّ طيفا مرّ بي             فيه ألقاك وأُلقِي كلّ أوجاعي هناكْ
بل فقل لي .. لمَ أحتاج لعينيّ اذا               كنت لن اقدر يا مولاي بالعين أراك؟
ها أنا أطبق عينِي أبداً يا والدي                   أبتا.. خذني بأحضانك، جللني رداكْ 

 


سجود القيد في محراب العشق

وأيُّ أسيرٍ بالقيود يعذّبُ        =        فتئن حزنا من بكاه وتنحبُ

وأيُّ أسيرٍ بالقيود يعذّبُ                      فتئن حزنا من بكاه وتنحبُ
تسير النياق العجف يحرقها لظى..       ترانيمِه الحرى، بها تتعذبُ
يناجي بصمتٍ والصغار تحيطه              ونسوته بالهمس خوفا تندبُ
مناجاته (الشاكين) إنْ حزّ قيدهُ           وآلمه ذاك الحديد المذرّبُ
يتمتمُ فيها كلما دار طرفُه                  ولاحتْ له في السبي بالذلّ زينبُ
ويقهرُ دمع الحزنِ بالصبرِ تارةً               وأخرى يموتُ الصبر,والدمع يسكبُ
تراهُ على تلك المطيّة مطرقاً               يغالب نار الوجدِ والوجدُ أغلبُ
يظنُّ-عزاءً-أنّ في الرأس سلوةً            بها عن جحيم القيد منجىً ومهربُ
فإن رمق الرأس الشريف على القنا      تراه على جمر الغضا يتقلّبُ
وتختزنُ الآهَ الرمالُ وبوحَهُ                   فتحسبُه يُملي عليها وتكتبُ
وترمقه سُحْبُ السما بتوجُّعٍ               تمنّى لوانّ الصبرَ ديمٌ فيوهبُ
وكم ضمّ نايُ الليل نغْمَ شجونهِ           فباح به لحناً من الغيب يُطرب
فإن بات يرجو اللطف يوماً سمعتَه        يرتّل ب (الراجين) يرجو ويطلبُ
وإنْ طرقَ الخوفُ الفؤادَ سمعتَه           بأنّات وِرد (الخائفين) يُعذّبُ
وفي آنِ شكرٍ يُسمعُ الأرض والسما     مناجاة حمد (الشاكرين) فتعجبُ!
أيشكرُ؟ والحزن استبدّ بروحهِ             وجرّحه في قلبه منه مخلبُ؟
أيشكر والدمع السخيّ بخدّه               أخاديدُ تجري الآهُ فيها وتنعبُ؟
أيشكرُ أشباحَ الأسى إذ تحيطُهُ           تدك عروش الصبر فيه وتهربُ؟
أيشكرُ جرحاً خلّف القيدُ نزفَهُ              أم انّ جروح الذلّ في الأسر أصعبُ؟!
ويبقى سؤالاً في فم الكون نابضاً         فلا الكون ينساهُ ولا عنه يعزبُ
إلى أن تناهت ذات فجرٍ لسمعه           ترانيم صوت العشقِ سحرٌ يخلّبُ
يناجي ببوحٍ ل ( المحبين) لحنهُ            يصبّ كؤوس العشق والكون يشربُ
ويسقيه إكسيراً من الحب سحره          يبدلُ ألوان الأسى ويقلّبُ
يعلمه: حبُّ الإله يريكَ ما                     يصرفُهُ المولى جميلٌ مُحبّبُ

مناجاة بين الحسين والعباس(ع)

يحسين خليني أبث أشجاني يمك = من عالم الذر أمي نذرتني ال أمك


في اللحظات الأخيرة تحلو المناجاة، تصورٌ للمشهد الأخير بين الحسين والعباس حيث العباس على حجر الحسين:

يحسين خليني أبث أشجاني يمك             من عالم الذر أمي نذرتني ال أمك
واكتاب عمري ماانكتب بيه الا اسمك          ومن صغري مكتوب بجبيني (خادم حسين)
من صغري أمي لفّت بزندي العصابة            مكتوب: (أنا وقف الحُسين اخدم ببابه)
وصرْت أنت غاية طلبتي وأنت الإجابة          وأنت جمال الله ال أشوفه من افتح العين
ولطفك غمرني من كنت بالمهد أرضع         وبمناغِتك يا بو علي في مهدي أهجع
ومنك تراتيل الكتاب بصغري أسمع             وشفتك كتاب الله الناطق يا ضيا العين
وترعرعت وانت الأمل الأخضر أشوفك          وصرْت انت وجهة قبلتي وكعبه أطوفك
ولو عافت عيوني ضواها ما اعوفك              حبك أسر نبض القلب يابن الميامين
وما اصبحت بدر الهواشم يا حبيبي             إلا بجمالك من سكن صفحة قليبي
تعرف دوايه وعلّتي وأنت طبيبي                 ولمسة حنانك في ضميري تسري يا حسين
وصرت انته ماي ال أشربه وأنت هوايه          وهالكون لوما كوثرك ما يروِي مايه
أحلف بوجهك هالذي لله آيه                      جنّه (كأنه) جمر هالماي من لامس الكفين
وكلمة (اخويه) كانت بصدري أماني             لكن أبد ما ينطلق بيها لساني
أنت ابن بنت النبي ما الك ثاني                  هذا الأدب ربتني اعليه أم البنين
بس من هويت على النهر يا مهجة حشاي   تلقتني امك فاطمة وصاحت يوفاي
مقبول يا بني وصحْت الك يا (خويه) بالحال    وتحقق الحلم اللي راودني من سنين
لكن وسف هالكلمة من لامست ثغري        كانت الكلمة الخاتِمة بكْتاب عمري
تمنيت أضمك يالأخو باحضان صدري            وشلون اضمك وآنا لا يسرى ولا يمين
لكن كفاني يالاخو بلسم حنانك                 تمسح على جروحي وتحط راسي باحضانك
آه يا وسف يا لباعدك عني زمانك
يحق لي أنوح بباقي ايامي على شانك  وين القى مثل محبتك يا مهجتي وين؟

التعليقات (0)

اترك تعليق