النساء يتذكرن الأحاسيس أكثر من الرجال
يقول الفلكلور المتعلق بالحياة الزوجية إن الأزواج لا يتذكرون أبدا الخلافات الزوجية، وأن الزوجات لا ينسونها أبدا. وقد اكتشفت دراسة حديثة سبب ذلك وهو أن دماغ المرأة عهد ليشعر ويتذكر الأحاسيس بدقة أكثر من دماغ الرجل.
وقد أجرى فريق من علماء النفس اختبار على مجموعات من النساء والرجال؛ لتحديد القدرة على التذكر والتعرف على صور مؤثرة بعد ثلاثة أسابيع من مشاهدتها لأول مرة، فاكتشفوا أنّ ما تتذكره النساء أكثر دقة مما يتذكره الرجال بنسبة تتراوح بين العشرة والخمسة عشر بالمائة.
واستخدمت الدراسة التي نشرت في محاضر الأكاديمية الوطنية للعلوم في شهر يونيو الماضي (٢٠٠٣م) صورا بالرنين المغناطيسي لأدمغة المشاركين في الدراسة فيما كانوا يشاهدون الصور. وتبين أن الاستجابة العصبية النسائية للمشاهد العاطفية أكثر نشاطا من الاستجابة الرجالية.
وقال تورهات جانلي أستاذ علم نفس في جامعة ستوني بروكس -نيويورك- وكبير محرري الدراسة: "إن الدراسة تظهر أن دماغ المرأة أكثر تنظيمًا للإدراك وتذكرًا للأحاسيس".
وأضاف جانلي: "أن تسليك التجربة العاطفية وترميز تلك التجربة في الذاكرة مدمج بصورة أدق عند النساء مما هو لدى الرجال. لقد تذكرت النساء نسبة مئوية من الاستشارة العاطفية أكبر مما تذكره الرجال".
وشارك في الدراسة علماء آخرون هم "جون ديزموند"، و"دزو جاو"، و"جون غابرييلي"، وكلهم من "جامعة ستامفورد". وقالت ديان هالبرين مديرة معهد برغر للعمل والعائلة والأطفال في نيويورك وأستاذ علم النفس في كلية "كليرمونت ماكينا" في كاليفورنيا: "أن الاستنتاجات تتطابق مع أبحاث سابقة اكتشفت وجود فوارق في طريقة عمل أدمغة النساء والرجال".
وأضافت هالبرين: "أن الدراسة تربط بقوة بين السلوك المعرفي والهيكليّة الدماغيّة التي تنشط عندما تتعرض للاستشارة العاطفيّة، وهي تزيد من فهمنا للمعرفة والتكوين الدماغي المسؤول تحت تأثير التجارب التي يمر بها الإنسان".
وأشارت هالبرين إلى أنّ الدراسة تدعم أيضاً استنتاجات سابقة بأنّ النساء بصورة عامة لديهن ذاكرة سيرة ذاتيّة أفضل عن أي شيء، وليس عن الأحداث العاطفيّة فقط.
وقال جانلي: "إنّ الدراسة قد تساعد على تقريب العالم أكثر من العثور على أساس بيولوجي لسبب انتشار الاكتئاب السريري بين النساء أكثر من انتشاره بين الرجال". وأضاف: "إن عنصر الخطر، الاكتئاب هو الاجترار، أو التركيز على الذكريات واسترجاعها المرة تلو المرة"، وقال: "إنّ الدراسة تلقي الضوء على أساس بيولوجي للاجترار".
المصدر: فن احتواء الخلافات الزوجية: الدكتور ميثم السلمان، دار الولاء، بيروت - لبنان، ١٤٢٦ - ٢٠٠٥م.
اترك تعليق