مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

حب الأم لابنها وتطور دماغ الطفل!

حب الأم لابنها وتطور دماغ الطفل!

حب الأم لابنها وتطور دماغ الطفل!

أظهرت دراسة أجريت في الولايات المتحدة أنّ حب الأم لابنها له علاقة بتطور الأدمغة، في منطقة في الدماغ تدعى الحصين وهي المسئوولة عن الذاكرة والقدرة على التعلم، والقدرة على التعامل مع التوتر.
 
تنشأ الرابطة القوية بين الأم وطفلها منذ اللحظات الأولى من الولادة. وما هو مؤكد أن تلك الرابطة تعزز حب الأم لابنها أو لابنتها، الذي له علاقة  في تطور أدمغة الأطفال. أجريت دراسة من خلال الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، تؤكد أن الأطفال في سن المدرسة الذين حصلوا على دعم ورعاية أكبر من أمهاتهم، كان لديهم الحصين Hippocampus أكبر. والحصين هو المنطقة من الدماغ المرتبطة بالذاكرة، والقدرة على التعلم، والقدرة على التعامل مع التوتر.
وجدت الدراسة أن حب الأم لطفلها، له تأثير أقل على هذه المنطقة من الدماغ لدى الأطفال الذين عانوا من حالة الاكتئاب في بداية حياتهم، الحالة التي تؤثرعلى 1٪ من الأطفال في سن الروضة. في دراسة أخرى، فحص باحثون من جامعة واشنطن 92 طفل كجزء من دراسة كبيرة حول اكتئاب الأطفال. حيث تم تشخيص 41 طفلا يعانون من الاكتئاب السريري في مرحلة الروضة، وباقي الأطفال استخدموا كمجموعة ضابطة. عندما كان الأطفال في جيل أربع حتى سبع سنوات، راقب الباحثون تفاعلهم مع والدتهم في حالة مقلقة قليلا، وتركوا الأمهات والأطفال في غرفة مع هدية ملفوفة وقيل للأطفال أنه يمكنهم فتح الهدية، ولكن يجب عليهم الانتظار حتى تنتهي الأم من الختم على بعض الأوراق. خلال ثماني دقائق من المراقبة، فحص الباحثون سلوك الأمهات تجاه الأطفال، وإذا ما حاولت الأمهات تهدئة الأطفال ودعم جهودهم في الصبر والسيطرة على نزواتهم، أم أن الأمهات كن أقل تهدئه وربما حتى متجاهلات أو يقمن بزجر الأطفال.

بعد ثلاث سنوات- كبر الحصين (Hyppocampus)
عندما وصل الأطفال إلى جيل سبعة إلى عشرة، فحص الباحثون أدمغتهم بواسطة التصوير الدماغي. وأظهر المسح أن الأطفال الذين كانت أمهاتهم قبل بضع سنوات أكثر دعما، كان الحصين لديهم أكبر بشكل ملحوظ، في كلا جانبي الدماغ، بما يقرب من 10٪ أكثر مما كانت عليه أدمغة أطفال الأمهات الأقل تعاطفا. وكما ذكر، فإن الحصين هي منطقة حيوية بالنسبة للتذكر وتحليل الذاكرة وتلعب دورا رئيسيا في توقع كيف ستكون قدرة التعلم لدى الطفل في المدرسة. وتعتبر هذه المنطقة عنصرا رئيسيا في تنظيم التوتر، ولكن في نفس الوقت فإنها تكون مهدده عندما يرتفع تركيز هرمونات التوتر في الجسم. وقد أظهرت الدراسات أن تأثير هرمونات التوتر على الحصين يمكن أن يفسر الصلة بين التوتر والاكتئاب، عندما تكون هناك مستويات سامة من هرمونات التوتر فإنها تؤدي الى تقلص الحصين، ويمكن أن ينتج الاكتئاب. وخلال عملية الشفاء من حالة التوتر، فان منطقة الحصين تنتج بسرعة أكبرالمزيد من الخلايا الجديدة.

حجم الحصين، كل ذلك بفضل الأم
في الدراسة الحالية، العلاقة بين تطور الدماغ ودعم الأمهات لدى الأطفال الأصحاء نفسيا وحب الأم لابنها ولابنتها، لم تصل الى المعطيات الاحصائية التي وصلت اليها الدراسة التي فحصت الأطفال الذين تم تشخيصهم انهم يعانون من الاكتئاب. لذلك، فان العلاقة لم تثبت بشكل مطلق. ربما أن الأمومة الجيدة ليست قوية بما يكفي للتعامل مع تأثيرالاكتئاب على الدماغ. وهناك استنتاج آخر هو أن الأمومة الجيدة يمكن أن تساعد في منع الاكتئاب في وقت مبكر أو في مرحلة لاحقة من حياة الطفل، وبالمجمل فان الدراسة لم تتمكن من قياس هذه الآثار.

الأمهات الداعمات يساهمن في تطور الدماغ- أيضا لدى الفئران!
الدراسة نجحت في إثبات أنه في حالة الأطفال الطبيعين لأمهات داعمات، هناك علاقة مباشرة للتطور السليم لمنطقة الحصين في الدماغ المسئوول عن الوظائف الإدراكية والتنظيم الحسي. والنتائج  توفر أدلة على أن هذه الظاهرة التي تحدث لدى الحيوانات هي أيضا صحيحة بالنسبة للبشر: فقد وجد في بحث سابق اجري على الفئران أن دعم الأمهات في بداية الحياة والذي يتميز باللعق والاحتكاك مرتبط بحصين أكبر، ذاكرة أفضل وقدرة أفضل على التعامل مع التوتر. ومع ذلك، فإن إهمال الأمهات يؤدي لأضرار في الحصين ويسبب لدى الفئران ظاهرة تشبه الاكتئاب لدى البشر، والتي تحدث في القوارض.
وقد أبرزت العديد من الدراسات الأهمية الصحية للبيئة الداعمة والمحبة في السنوات الأولى من حياة الأطفال وحب الأم لابنها ولابنتها. ويعتقد الأطباء النفسيون أن هذه الدراسة هي الدراسة الأولى من نوعها التي تظهر تغيير تشريحي في الدماغ، وهذه هي خطوة كبيرة فيما يخص الأدبيات الطبية في مجال تطورالمخ لدى الأطفال والتي معظمها يدرس أهمية الأبوة والأمومة. والنتيجة التي تشيرالى زيادة بنسبة 10٪ بحجم الحصين توفر دليلا قويا على التأثير القوي لدعم الأمهات. الأطفال ليسوا وحدهم الفائزين من هذه العلاقة الداعمة. وفي عام 2010، وجدت الدراسة التي نشرت في دورية سلوكيات العلوم العصبية (Behavioral Neuroscience) أن أدمغة النساء تكبر خلال فترة الأمومة الجديدة، وخاصة المنطقة المرتبطة بالمتعة والمنطقة المرتبطة بالتفكير، والحكم والتخطيط وهي الامورالتي تنفذها الأمهات كثيرا.


المصدر: ويب طب.

التعليقات (0)

اترك تعليق