مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

ابدأ أنت باللطف في المعاملة

ابدأ أنت باللطف في المعاملة

قبل أي شيء آخر عليك أن تتبنى موقف اللطف في المعاملة مع شريك حياتك، واجعل تطبيق هذا يوميا في قمة أولوياتك، ولتبدأ من المنزل حيث علاقتك مع شريك حياتك. واللطف في المعاملة هو واحد من المكونات الرئيسية لنمو أي مشاعر دافئة بين شخصين. وفي الحقيقة فقد يكون اللطف في المعاملة هو مركز العلاقة الزوجية. وللكرم في المعاملة فوائد كثيرة بداية من حرص الشريك على حميمية العلاقة مع شريكه واهتمامه به عندما تكون الأمور على ما يرام وحتى حفظ المناقشات من التحول إلى شجار.
وليس معنى أن تكون لطيفًا في معاملتك أن تبتسم حين لا تشعر بالميل للابتسام أو أن تتصرف بتفاؤل -في حين أنك تشعر باكتئاب. ولكن اللطف في المعاملة هو أن تعامل شريكك -وأي شخص آخر- بما تحب أن يعاملك به. وكثيرًا ما نسمع أننا في هذه الحياة نعلم الناس كيف يعاملوننا. ولا جدال أن أفضل الطرق لتعليم الآخرين -بما فيهم شريكك في الحياة- أن يعاملوننا بلطف إنما يكون من خلال ابتدائهم باللطف في المعاملة. وفي الحقيقة فإن اللطف في المعاملة شأنه شأن العدوى التي تنتقل سريعًا بين الأشخاص.
وهذه "سو" تزوجت من "ريك" منذ خمسة وعشرين عامًا وتراها دائمًا حينما تتكلم عن زوجها تظهر في عينيها ابتسامة تجعلك تشعر يقينًا أنها وراء هذا النجاح الواضح والسعادة في حياتها الزوجية، ودون أي تفكير أجابتني "سو" بأن هذا لأنها متزوجة برجل من أكثر الناس لطفًا في المعاملة في هذا العالم.
وعلى سبيل المثال: أخبرتني "سو" بأنها تميل إلى التشبث بآرائها وعندما يحدث منها هذا ما يكون من "ريك" إلا أن يظل هادئًا وملتزمًا اللطف في المعاملة إلى أن يقل عناد "سو"، وبهذا بلًا من الدخول في صراع لإظهار من الأقوى. يكون لطف "سو" سببًا في أن ينظر كل منهما إلى الأمر بمنظورها الصحيح. وحتى عندما لا يكون "ريك" على ما يرام كأن يعود من عمله مجهدًا ومتوترًا فإنه بدلًا من الاستجابة لعنادها يتركها لشأنها بعض الوقت حتى يعطيها فرصة للتغلب على مشاعر العناد لديها، وهو دائمًا موجود إذا احتاجت إليه ولكنه لا يزعجها بالأسئلة والاقتراحات.
ومن الأهمية بمكان أن تعامل شريكك بنفس اللطف في المعاملة التي تعامل بها أعز أصدقائك. وما عليك إلا أن تبدأ بالأشياء الصغيرة - بأن تستمع من القلب وأن تتسم بالحترام والمراعاة لمشاعر الآخرين. واللطف في المعاملة يعني أن تستأذن عندما يتطلب الأمر ذلك، وأن تعتذر عندما تخطئ. واللطف في المعاملة يعني أيضًا التزام الأدب، وأن تحاول معرفة احتياجات شريكك ثم تسأل نفسك "ما الذي يمكن أن يدخل عليه السعادة الآن، هل يمكنني فعل أي شيء؟" وفي واقع الأمر، فإن اللطف في المعاملة يرتبط بالأشياء البسيطة.
وأنا أيضًا عنيدة ولكنني أعيش مع رجل من أكثر رجال هذا الكون لطفًا في المعاملة؛ حيث يستيقظ ريتشارد كل يوم تقريبًا وقد كست الابتسامة وجهه وبدا التفاؤل للحياة واضحًا عليه، وحتى عندما تنتابني أعراض لبعض الأمراض فهو يتعامل معي بلطف وتفهم. ومن أجل هذا يكون من الصعب على أن أظهر غضبي منه على أشياء بسيطة مثل إلقاء "فوطته" المبتلة على الجانب الخاص به من السرير أو استخدام فرشاة أسناني عن طريق الخطأ، ولو لم يكن ريتشارد يتمتع باللطف في المعاملة لكانت مثل هذه الأشياء الصغيرة سببًا في استشارة غضبي.
ولقد تعلمنا أن اللطف في المعاملة أمر سهل حينما يكون سير الأمور على ما يرام وحينما يبدأ شريكك باللطف في المعاملة. ويختلف الأمر تمامًا حينما تسير الأمور على غير ما يرام -أو عندما لا يكون شريكك لطيفًا في المعاملة ومع هذا فذلك هو الوقت الذي يكون فيه من المهم أن تمارس مع شريكك لطف المعاملة. وفي واقع الأمر، فإن مثل هذه الأوقات هي من أكثر الأشياء التي ترسم علاقتك الزوجية وتحدد ملامحها.
والناس بمثابة المرآة لبعضهم البعض. وغالبا، فإننا نحصد ما نزرعه وعندما تجد من تحب ليس على ما يرام، جرب القيام ببعض الأشياء المختلفة، انظر إلى عينيه وابعث له ابتسامة تحمل رسالة مفادها "لا عليك فأنا أحبك دائمًا حتى عندما تكون مكتئبًا"، وإذا فعلت هذا فغالبًا ما سيرد عليك شريكك بابتسامة أيضًا، ونحن نعتقد أنك تتفق معنا أن اللطف في المعاملة حينما يكون سلوكًا يوميًا يكون عنصرًا أساسيًا لدعم علاقتك الزوجية على مدى الحياة.


المصدر: لا تهتم بصغائر الأمور في العلاقات الزوجية: د.ريتشارد كارلسون وكريستين كارلسون، مكتبة جرير.

التعليقات (0)

اترك تعليق