اشهد من جنتك فرحتنا وإيماننا
أبي*
بالأمس كان كل شهيد مع أسرته كما كنت معنا، تمسك بغصن الورد وتحميه من أشواك الدنيا، يدك تعلّم وحضنك يحنّ، وصوتك في أرواحنا يسري، وصداقتك هي التي تربّي..
سافرت الآن، ولم تسافر كلمة قلتها، أو عاطفة أسبغتها، أو لحظة سوّيت فيها الغطاء علينا من البرد أو منعتنا فيها من ضياع..
كنّا صغاراً يا أبي علمونا بالضحكة والفرح والكلمة الطيّبة..
ولكن يا عجبي! كيف صرنا كباراً، وبدأنا نكتشف الزيف والتناقض!
الآن، يا أبي، عرفت لماذا يرحل الصادقون؟
لأن عالم الكذب لا يليق بهم، ولأن عالم الصخب والغفلة لا يستحق وجودهم فيه، ولأنّ عالم الفتن والدمار، لا ينبغي أن يدخل إلى القلوب الطاهرة، ولأن التنافس على السلطان والأنانيّة يدمي أرواح الزاهدين العارفين..
يبتغون يوما قالوا لنا كونوا مؤمنين، لا تطلبوا إلا وجه الله تعالى، ولكننا فجأة رأينا أشخاصاً كباراً إلى الدنيا ويلهثون خلف المال..
يوماً قالوا لنا كونوا صادقين ومحبّين ولكننا رأينا كباراً، يقابلون الناس بوجهين ولسانين ويأكلون من لحوم المؤمنين دون أن يتقززوا أو يشعروا كم هي بشعة رائحة أفواههم..
قالوا تحلوا بجمال المسلمين وظاهر المؤمنين، ولكننا رأيناهم يشترون هم لأبنائهم أزياء الصهاينة الذين قتلوا آباءهم.
قالوا لنا صِلوا الأقارب وأحبّوا بعضكم بعضا، ولكن كل واحد منهم غاب في شبكة الأنترنت فلم يعد يعرف أسماء أبناء إخوته.
قالوا لنا تعلموا ولكنهم تركوا التلفاز لصغارهم يفترس البراءة والنقاء.
ولكن يا أبي لا يزال منّا من ينتظر، بغربة وحسرة ينتظر وبعمل ينتظر.
فهذا عهدنا أن نكون نحن أبناء الشهادة والعلم والتفوق والإيمان موطّئين للمهدي(عج)..
اشهد من جنتك فرحتنا وإيماننا لتفرح لنا وتطمئن علينا سامحنا يا أبي..
كما رأيت دمعنا الساخن على فراقك فسترى بكاءنا إذا فارق الناس دينهم، وسترى دموعنا وتحزن كلما سمعت صوت الغناء في شوارعنا...
أنا آسفة يا والدي يا حاج بشار..
قد نحرق قلوب الشهداء بدموعنا، حين نشاهد الرجال وقد تناسوا كرامة الشهداء، والنساء وقد ضيعن الحجاب والسكينة ولكن امسح دموعك بحق الإله وابتسم.. فنحن عاهدناك أن نحافظ على ديننا ونبقى على العهد حتى قيام العدل المنتظر(عج)..
*كلمات ابنة الشهيد القائد محمد حمادة (زينب)، والتي ألقتها في حفل تكريمها مع أقرانها المتفوقين من مدرسة الإمام الرضا(ع).
المصدر: مجلة أنوار الإمام الرضا(ع) 2013م.
بالأمس كان كل شهيد مع أسرته كما كنت معنا، تمسك بغصن الورد وتحميه من أشواك الدنيا، يدك تعلّم وحضنك يحنّ، وصوتك في أرواحنا يسري، وصداقتك هي التي تربّي..
سافرت الآن، ولم تسافر كلمة قلتها، أو عاطفة أسبغتها، أو لحظة سوّيت فيها الغطاء علينا من البرد أو منعتنا فيها من ضياع..
كنّا صغاراً يا أبي علمونا بالضحكة والفرح والكلمة الطيّبة..
ولكن يا عجبي! كيف صرنا كباراً، وبدأنا نكتشف الزيف والتناقض!
الآن، يا أبي، عرفت لماذا يرحل الصادقون؟
لأن عالم الكذب لا يليق بهم، ولأن عالم الصخب والغفلة لا يستحق وجودهم فيه، ولأنّ عالم الفتن والدمار، لا ينبغي أن يدخل إلى القلوب الطاهرة، ولأن التنافس على السلطان والأنانيّة يدمي أرواح الزاهدين العارفين..
يبتغون يوما قالوا لنا كونوا مؤمنين، لا تطلبوا إلا وجه الله تعالى، ولكننا فجأة رأينا أشخاصاً كباراً إلى الدنيا ويلهثون خلف المال..
يوماً قالوا لنا كونوا صادقين ومحبّين ولكننا رأينا كباراً، يقابلون الناس بوجهين ولسانين ويأكلون من لحوم المؤمنين دون أن يتقززوا أو يشعروا كم هي بشعة رائحة أفواههم..
قالوا تحلوا بجمال المسلمين وظاهر المؤمنين، ولكننا رأيناهم يشترون هم لأبنائهم أزياء الصهاينة الذين قتلوا آباءهم.
قالوا لنا صِلوا الأقارب وأحبّوا بعضكم بعضا، ولكن كل واحد منهم غاب في شبكة الأنترنت فلم يعد يعرف أسماء أبناء إخوته.
قالوا لنا تعلموا ولكنهم تركوا التلفاز لصغارهم يفترس البراءة والنقاء.
ولكن يا أبي لا يزال منّا من ينتظر، بغربة وحسرة ينتظر وبعمل ينتظر.
فهذا عهدنا أن نكون نحن أبناء الشهادة والعلم والتفوق والإيمان موطّئين للمهدي(عج)..
اشهد من جنتك فرحتنا وإيماننا لتفرح لنا وتطمئن علينا سامحنا يا أبي..
كما رأيت دمعنا الساخن على فراقك فسترى بكاءنا إذا فارق الناس دينهم، وسترى دموعنا وتحزن كلما سمعت صوت الغناء في شوارعنا...
أنا آسفة يا والدي يا حاج بشار..
قد نحرق قلوب الشهداء بدموعنا، حين نشاهد الرجال وقد تناسوا كرامة الشهداء، والنساء وقد ضيعن الحجاب والسكينة ولكن امسح دموعك بحق الإله وابتسم.. فنحن عاهدناك أن نحافظ على ديننا ونبقى على العهد حتى قيام العدل المنتظر(عج)..
*كلمات ابنة الشهيد القائد محمد حمادة (زينب)، والتي ألقتها في حفل تكريمها مع أقرانها المتفوقين من مدرسة الإمام الرضا(ع).
المصدر: مجلة أنوار الإمام الرضا(ع) 2013م.
اترك تعليق