مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

روح انكيز سليمان نجاد

روح انكيز سليمان نجاد

هي لم تكن فقط في المركز التعليمي الثانوي (العدالة) للبنات في المنطقة الخامسة عشر بوزارة التعليم والتربية، بل كانت معلمة كل الأجيال في صف يتسع لكل الجبهات، عندما حطّت أقدام الأعداء الوقحين أرض بيتها وأخرجوها بقوة السلاح والتعذيب من موطن الدفء والحنان وأخذوا زوجها أسيراً. لذلك ومن دون تفكير، حملت المرآة والضوء والقرآن كذكرى على كتفيها وفي ضوضاء من الحزن وألم الفراق غادرت خرمشهر، يدا بيد مع ولديها ذوي الست سنوات والأربع سنوات واضعة المرآة بقلبها والضوء لإنارة طريقها والقراَن على لسانها.
قامت في سنوات الظلم والاضطراب بصفتها معلمة سابقة بتدريس الصبر والمقاومة في صفوف المنازل والقلوب، وهي التي رأت هجوم الخفافيش البعثيين الذين أسروا زوجها، حبست الحزن في قلبها وصبرت علي عهدها مع الله، وعندما أرادت أن تبني من جديد منزلها المسروق من بين يديها، عملت بجهد وثبات لإعادة بنائه وكانت معلمة وصاحبة تجربة وعالمة في صف مملوء بعشاق الشوارع والأزقة لكي يتعلموا دروس الحياة والأمل والانتصار، لذلك كانت ترعى أولادها الأبرياء تحت سقف بيتها الذي بنته.
الاَن، أبناء هذه المعلمة الصبورة، باتوا في مراكز مرموقة في مجالي الهندسة والطب، وهكذا استطاعت من خلال لباس التعليم تدريس التهذيب وتربية الأبناء بشكل عملي لطلابها، وبنفس الوقت استمرت في التحصيل العلمي حتى وصلت إلى مرحلة الماجستير.
أستاذتنا، وعلى الرغم من نيلها لقب المعلم النموذجي لمرتين إلا أنه بالنسبة إليها وإلى من رافقوها في طريق الصعاب واستفادوا منها يشهدون على استحقاقها للقب ليس لمرة ومرتين بل لآلاف المرات استناداً على معرفتهم بها وبمثاليتها بمقام الصبر على أسر زوجها وتربيتها لأبنائها وتعليمهم وحضورها المؤثر الذي قل نظيره في مجال التدريس وتعليم أبناء الوطن، إيران.


المصدر: www.navideshahed.com 

التعليقات (0)

اترك تعليق