فاطمة التي تدعي أنها صاحبة رأي
السيدة فاطمة زوجة ابنه السيد أحمد، كان يحبها مثل بناته، وكانت تجلس أحياناً على ركبة أفكاره، فكان يسقي روحها بشراب الشعر الخالص والعرفان. وكانت هذه المرأة تدرك عن قناعة قيمة والد زوجها. وبما أنها كانت تتعلم الفلسفة، كان من الطبيعي أن تلاحق تلك الأشياء المكتوبة في أغلب الكتب. وقد خاطبها الإمام بلغة الشعر متحاشياً أن يزعج الفلاسفة قائلاً:
فاطمة التي تدعي أنها صاحبة رأي الفلسفة بحاجة إلى جهود كبيرة جداً
علّها تعود إلى نفسها وتصحو لتعلمْ أنّ مصباح فطرتها في خطر
الحجاب الأكبر
من يتعلم الفلسفة يحصل لديه نوع من الغرور إلى حد ما، ويتصور أن بإمكانه الإجابة عن كل سؤال بمحكم الإجابات. وقد تُغني الفلسفة الإنسان عن العلوم الدقيقة، ليس بالواقع بل بالشعور. فحينما هيمنت الروح الفلسفية في القرون الوسطى وامتزجت بالمسيحية واصطبغ الكلام بها، قللت من أهمية العلوم الدقيقة، إلاّ أنّ من يقرأ الفلسفة بعمق، يشعر بالتواضع أمام العلوم الأخرى. ويمكن أن نستدل على ذلك بهذين البيتين من نظمه، مع إبداء هذا التحفظ طبعاً وهو من الممكن أن لا يكون مقصوده بالعلم الآخر، العرفان فقط:
فاطمة التي تتباهى بعلم الفلسفة تهاجم العلم الآخر بشكل صريح
أخشى بهذا الحجاب الأكبر أن تغفل آخر الأمر وتفقد وجودها
أولئك الذين حضروا دروسه الفلسفية، رأوا كيف كان يربط ـ مثل سقراط الحكيم ـ الأرض بالسماء ويفسّر الموجود وكأنه الوجود. لكننا نراه في أواخر عمره يوجه إنذاراً إلى كافة الذين يتفقون معه في قابليات المعرفة الفلسفية، وذلك من خلال شعر أنشده لا بهدف إنشاد الشعر -لأنه خال من الملامح الشعرية- مخاطباً فيه فاطمة قائلاً:
فاطمة التي تقرأ متون الفلسفة لا تعرف من الفلسفة سوى الفاء واللام والسين
أملي أن تحرر نفسها بنور الله من حجاب الفلسفة
والعجيب أن يكون هذا الكلام له، لأنه بات يقول في أواخر عمره ما كان يردده الآخرون في بداية تدريس الفلسفة! فماذا يعني هذا؟
تحدث يوماً عن قصة الفلسفة وفلاسفة الحوزة بأسلوب وصفي لا عتابي قائلاً: لم يكن وضع الفلسفة آنذاك كما هو عليه اليوم. كان السيد الشاه آبادي (رحمة الله عليه) يقول: "حينما توفي المرحوم آقا ميرزا علي أكبر اليزدي -وكان أحد كبار الفلاسفة ورجلاً عالماً وصادقاً وزاهداً- تحدث أحدهم من على المنبر للإشادة به قائلاً: رأيته بعيني وهو يقرأ القرآن".
وقد ابتلي السيد روح الله بمثل هذا البلاء أيضاً. ففي تلك البرهة التي كان يدرّس فيها أسفار الملا صدرا، كان المتحجرون لا يشربون -كنايةً ورمزاً- من الجرة التي يشرب منها ولده البكر مصطفى ورغم هذا العمل القبيح استمر في تدريس بعض خواصه عن دقة نظر وبصيرة فكيف يمكن تفسير هذا التناقض فهل يعني هذا الاستغفار والتوبة من الاقتراب من هذه المعرفة لا يعني ذلك سوى استغفار وتوبة دائمان.
المصدر: مجلة المحراب.
فاطمة التي تدعي أنها صاحبة رأي الفلسفة بحاجة إلى جهود كبيرة جداً
علّها تعود إلى نفسها وتصحو لتعلمْ أنّ مصباح فطرتها في خطر
الحجاب الأكبر
من يتعلم الفلسفة يحصل لديه نوع من الغرور إلى حد ما، ويتصور أن بإمكانه الإجابة عن كل سؤال بمحكم الإجابات. وقد تُغني الفلسفة الإنسان عن العلوم الدقيقة، ليس بالواقع بل بالشعور. فحينما هيمنت الروح الفلسفية في القرون الوسطى وامتزجت بالمسيحية واصطبغ الكلام بها، قللت من أهمية العلوم الدقيقة، إلاّ أنّ من يقرأ الفلسفة بعمق، يشعر بالتواضع أمام العلوم الأخرى. ويمكن أن نستدل على ذلك بهذين البيتين من نظمه، مع إبداء هذا التحفظ طبعاً وهو من الممكن أن لا يكون مقصوده بالعلم الآخر، العرفان فقط:
فاطمة التي تتباهى بعلم الفلسفة تهاجم العلم الآخر بشكل صريح
أخشى بهذا الحجاب الأكبر أن تغفل آخر الأمر وتفقد وجودها
أولئك الذين حضروا دروسه الفلسفية، رأوا كيف كان يربط ـ مثل سقراط الحكيم ـ الأرض بالسماء ويفسّر الموجود وكأنه الوجود. لكننا نراه في أواخر عمره يوجه إنذاراً إلى كافة الذين يتفقون معه في قابليات المعرفة الفلسفية، وذلك من خلال شعر أنشده لا بهدف إنشاد الشعر -لأنه خال من الملامح الشعرية- مخاطباً فيه فاطمة قائلاً:
فاطمة التي تقرأ متون الفلسفة لا تعرف من الفلسفة سوى الفاء واللام والسين
أملي أن تحرر نفسها بنور الله من حجاب الفلسفة
والعجيب أن يكون هذا الكلام له، لأنه بات يقول في أواخر عمره ما كان يردده الآخرون في بداية تدريس الفلسفة! فماذا يعني هذا؟
تحدث يوماً عن قصة الفلسفة وفلاسفة الحوزة بأسلوب وصفي لا عتابي قائلاً: لم يكن وضع الفلسفة آنذاك كما هو عليه اليوم. كان السيد الشاه آبادي (رحمة الله عليه) يقول: "حينما توفي المرحوم آقا ميرزا علي أكبر اليزدي -وكان أحد كبار الفلاسفة ورجلاً عالماً وصادقاً وزاهداً- تحدث أحدهم من على المنبر للإشادة به قائلاً: رأيته بعيني وهو يقرأ القرآن".
وقد ابتلي السيد روح الله بمثل هذا البلاء أيضاً. ففي تلك البرهة التي كان يدرّس فيها أسفار الملا صدرا، كان المتحجرون لا يشربون -كنايةً ورمزاً- من الجرة التي يشرب منها ولده البكر مصطفى ورغم هذا العمل القبيح استمر في تدريس بعض خواصه عن دقة نظر وبصيرة فكيف يمكن تفسير هذا التناقض فهل يعني هذا الاستغفار والتوبة من الاقتراب من هذه المعرفة لا يعني ذلك سوى استغفار وتوبة دائمان.
المصدر: مجلة المحراب.
اترك تعليق