مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الصلاة في مطار (موسكو)

الصلاة في مطار (موسكو)

الصلاة في مطار (موسكو):
 
بعد أن صعدنا السيارة، ومن دون إضاعة للوقت، توجهنا مباشرةً إلى المطار، وقد انتصف النهار، وحان وقت صلاة الظهر، فقررنا أن نصلّي في المطار، كان هناك أجنحة كثيرة للتردد والتجوال، ذهبت إلى جهة، ووضعت جريدة تحت أقدامي، ووفقت لأصلّي، وعندما فرغت من الصلاة، رأيت الناس قد توقفوا عن العمل، وهم ينظرون إليّ بدهشة وتعجّب، كان تساؤلاتهم هو: ماذا تفعل؟ وازداد تعجبهم عندما شاهدوا السادة الذين معي قد اختار كل واحد منهم زاوية ويفعل مثل ما أنا أفعل، وكأنهم لم يشهدوا من قبل مثل هذه الحالة.
قَدِمَ عدد من القادة المحليين والمسؤولين الحكوميين لمراسم التوديع، وبعد أن ودّعونا، ركبنا الطائرة التي أعدت لنا، وشعرت براحة البال والضمير، وكان الآخرون مثلي أيضاً، إذ كنّا راضون في أداء مهمتنا هذه، أما أنا فلا أُفكّر بمشهد لقائي بــ(غورباتشوف) ومصافحته، كان كثير من الإخوة العاملين في سفارة بلدنا، مستأؤون من طريقة التعامل التي صدرت مني، لكن لماذا لم يتوقعوا صدور هذا منّي؟ ولم يطلعوننا عليه، قال سماحة (جوادي آملي) بعد هذا السفر: "في تلك اللحظة التي قدّم (غورباتشوف) يده، كنا نتخوف من أنك تفقدين توازنك، لكنك تصرفتِ بدهاء وحكمة والحمدلله".
في دخال الطائرة وعندما كنّا متوجهين إلى بلدنا، كنا مرتاحي البال، يعمّنا الهدوء والطمأنينة، ومن دون قلق ومشاكل، تناولنا غداءنا، واستثمرنا الوقت المتبقي في الطريق فكتبنا بعض الملاحظات حول السفر والزيارة.
 
 
 
 
المصدر: 23عاماً.. وسط الطوفان (مذكرات المناضلة الإيرنية الحاجة مرضية (دباغ)، إعداد وتقديم: السيد محسن الكاظمي، ترجمة ونشر: دار الولاية للثقافة والإعلام، الطبعة الأولى، 2015م

التعليقات (0)

اترك تعليق