مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

الرجل والمرأة فردان من نوع جوهري واحد

الرجل والمرأة فردان من نوع جوهري واحد

«فاستجَابَ لهُمْ ربُّهُمْ أنِّي لا أُضيعُ عمَلَ عامِلٍ منكُم منْ ذكَرٍ أو أُنثَى بعضُكُم من بعْضٍ فالّذينَ هاجرُوا وأُخرِجُوا من ديارِهِم وأُوذوا في سبيلي وقاتلُوا وقُتِلُوا لأُكفِّرنَّ عنهُم سيِّئاتِهِم ولأُدخلنّهُم جنَّاتٍ تجرِي من تحتِهَا الأنهارُ ثواباً منْ عندِ اللهِ» (آل عمران 195)
المشاهدة والتجربة تقضيان أن الرجل والمرأة فردان من نوع جوهري واحد؛ وهو الإنسان، فإنّ جميع الآثار المشهودة في صنف الرجل مشهودة في صنف المرأة من غير فرق، وبروز آثار النوع يوجب تحقق موضوعه بلا شك.
نعم يختلف الصنف بشدة وضعف في بعض الآثار المشتركة، وهو لا يوجب بطلان وجود النوعية في الفرد، وبذلك يظهر أن الاستكمالات النوعية الميسورة لأحد الصنفين ميسورة في الآخر، ومنها الاستكمالات المعنوية الحاصلة بالإيمان والطاعات والقربات، وبذلك يظهر عليك أن أحسن كلمة وأجمعها في إفادة هذا المعنى قوله سبحانه: "إني لا أضيعُ عملَ عاملٍ منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضُكم من بعضٍ".
وإذا قايست ذلك إلى ما ورد في التوراة -بأن لك الفرق بين موقعي الكتابين- ففي سفر الجامعة من التوراة "درت أنا وقلبي لأعلم ولأبحث ولأطلب حكمة وعقلا، ولأعرف الشرّ أنّه جهالة والحماقة أنّها جنون، فوجدت أمرّ من الموت المرأة التي هي شباك، وقلبها أشراك ويداها قيود... إلى أن قال رجلا واحدا بين ألف وجدت أما امرأة فبين كل أولئك لم أجد".
وقد كانت أكثر الأمم القديمة لا ترى قبول عملها عند الله سبحانه، وكانت تُسمى في اليونان رجساً من عمل الشيطان، وكانت ترى الروم وبعض اليونان أن ليس لها نفس، مع كون الرجل ذا نفس مجردة إنسانية. وقرّر مجمع فرنسا سنه 586 م، بعد البحث، الكثير في أمرها أنها إنسان، لكنها مخلوقة لخدمة الرجل، وكانت في إنجلترا، قبل مائة سنة تقريبا، لا تعد جزء المجتمع الإنساني؛ فارجع في ذلك إلى كتب الآراء والعقائد وآداب الملل تجد فيها عجائب من آرائهم.

بحث روائي: 
 [...]
 وقد ورد من طرق أهل السنة: أن قوله تعالى "فاستجاب لهم ربهم... الآية" نزلت في أم سلمة لما قالت للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رسول الله لا أسمع اللهَ ذكرَ النساء في الهجرة بشيء، فأنزل الله "فاستجاب لهم... الآية".  
 وورد من طرق الشيعة: أن قوله "فالذين هاجروا وأخرجوا الآية"، نزلت في علي عليه السلام لما هاجر ومعه الفواطم؛ فاطمة بنت أسد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة بنت الزبير، ثم لحق بهم في ضجنان أم أيمن ونفر من ضعفاء المؤمنين، فساروا وهم يذكرون الله في جميع أحوالهم حتى لحقوا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وقد نزلت الآيات.
 
المصدر: الطبطبائي، السيد محمد حسين: الميزان في تفسير القرآن، ج4، منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية، إيران- قم، ص 89- 91.
 

 

التعليقات (0)

اترك تعليق