مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

همسات إلى أبي...

همسات إلى أبي... ابنة الشهيد نزار سليم

أستميحك عذراً فأفكاري أمامك خجولة...
أبي يا أول كلمة في حكاية الطفولة، يا من أقرأ في عينيك كبرياء الرجولة..
تحية ووفاء وعرفان إلى الشمس الساهرة في سماء حياتي، والتي ألون من خيوطها دروب الغد..
ما أجملها من أنشودة أعزفها على أوتاري وأرددها في ليلي ونهاري. أنت إشراقة النور على اكف الصباح. فعلى جبينك أقرأ حكاية الكفاح...
ترتفع لتعانق الشمس.. وكيف لا؟ وأنت الندى في ربيعي، والمطر في صحرائي..
أبي، عبارة الكفاح على كتفيك وعد وأمل، وهو ينبوع العطاء بين يديك، علم وعمل...
أنت الربيع المتألق أبدا في وجودي. أنت الشذا الذي يزين ورودي...
عهداً لك سوف أريحك بجناحي وانسج من نور عينيك وشاحي..
دعني من شمسك أحني صباحي أنت أول الكلام وآخره..
والدي وما أغلاها من كلمة أرددها وأنا في همي وحزني..
لقد طال الفراق وازداد الاشتياق، وانتثرت في عروقي لوعة الحنين إلى حضنك الدافئ.
أبي، يا ملاكاً يخرج من بين ثنايا الفجر الخاشع..
يا نوراً يسطع من ثغر الشمس الباسم..
يا ذكرى حفظتها في صندوق يطفو بين جداول الزمن تتناقله الأجيال..
يا قصة ممهورة بخاتم العشق الإلهي، محفورة على مذبح الشهادة..
يا مذبوحاً في محراب العبادة، يا من يحي ثنايا قلبي.. أيها الطائر المتمرد، يا ليثاً من ليوث حيدرة، يا لاحقاً بالقافلة الكربلائية...
أبي لن أنساك وهل أنسى روحي الشفافة التي كلما ذكرتها تذكرت أنك رحلت نحو علياء الحسين(ع)...
 
ابنتك المشتاقة إليك
فاطمة نزار سليم


المصدر: إرث الشهادة.

التعليقات (0)

اترك تعليق