مُمَهِدَاتْ... وحقيق أن تبادر المرأة المثقّفة الملتزمة الواعية فتمهد الطريق وتفتح الآفاق.

"حبيبتي يا بيي": وصيّة الشهيد حسن إسماعيل زلغوط لابنته ريان

وصيّة الشهيد "حسن إسماعيل زلغوط"* لابنته "ريان"، التي كانت تبلغ من العمر ثلاثة أشهر عند شهادة والدها:
طبع على خدّيها قبلة الوداع، وأبقى لها أمانة حتى تكبر: وصيّةٌ خطّتها يداه، يبوح فيها بما لم يستطع إخبارها به عند ارتحاله عنها، وهي ابنة ثلاثة أشهر:
"طفلتي الحبيبة...
كم كنتُ أتمنّى أن أراك تكبرين أمام ناظريّ، وأناغيك، وأقبّل عينيك اللتين عشقتهما من حين ولادتك، إلّا أنّ شوقي للقاء الله عز وجل، والذود عن الإسلام حال دون ذلك!
حبيبتي...
أنا كنت كلما أكون في عملي، يستبدّ بي الشوق إليك، وأتمنّى لو كنت بجانبك!
عزيزتي...
لقد أسميتك ريّان، لأنه اسم باب من أبواب الجنّة، وهو خاص بالمجاهدين، ولا يدخله إلا الذين قدّموا أنفسهم في سبيل الله تعالى.
وأخيراً، أسألك أن تكون الزهراء(ع) لك القدوة، وتكوني كما تريد عليها السلام، كما أطلب منك أن تسامحيني، وتفهمي، وتعي المعنى الحقيقي لرحيلي عنك، وأن تتابعي من بعدي المسير في هذه الطريق المقدّسة. حبيبتي يا بيي!"




المصدر: ظلال زينب (مقتطفات من حكايا وخواطر الشهداء والمجاهدين في معركة الدفاع المقدس)، جمعية إحياء التراث المقاوم. ط1، بيروت، لبنان، 1435هـ- 2014م.

*الشهيد حسن إسماعيل زلغوط- بيت ليف
استشهد بتاريخ 10/6/2013م

التعليقات (0)

اترك تعليق